============================================================
روض المناظر فى علم الأوائل والاواخر وسالته خديجة بنت خويلد آن يسافر لها فى تجارة ومعه غلامها ميسرة، فأجابها، ولما عاد حدثها ميسرة بما راى من كرامة رسول الله ، وان ملكين كانا يظلانه من الحر، فعرضت نفسها عليه فتزوجها، وأصدقها عشرين بكرة، وكان عمره خمسا وعشرين سنة، وعمرها أربعين سثة على الصحيح، لم يتزوج قبلها ولا عليها، وكل اولاده منها إلا إبراهيم، قإنه من مارية القبطية، وأخذها أيما، ولم يتزوج بكرا إلا عائشة - رضى الله عنها -.
وأولاده: القاسم، ثم الطيب، ثم الطاهر، وقيل: هما اسمان لعبد الله، ماتوا قبل البعثة، ورقية، ثم رينب، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة(1)، كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، وفرق رسول الله بين رينب وروجها ابى العاص باسلامها، ثم ردها إلى أبى العاص بالنكاح الأول حين جاء وأسلم.
قلما بلغ خمسا وثلاثين سنة وأرادت قريش آن تجدد بناء الكعبة اختصموا عند وضع الحجر الأسود، حتى غسوا أيديهم فى الدماء من القتال، وتعاهدوا على الموت، فقال كيرهم ابو امية بن المغيرة: يا معشر قريش اجعلوا بينكم حكما أول من يدخل الحرم، فأجابوا، فكان اول من دخل رسول الله فقالوا كلهم: هذا محمد الأمين، رضينا به، فدعا رسول الله ببرد، وضع الحجر فيه وقال: لتأخذ كل قبيلة بطرف، ورفعوه الى موضعه، فثبته رسول الله بيده (2).
فلما بلغ أربعين سنة أرسله الله إلى كافة الخلق ناسخا بشريعته الشرائع كلها، وجاءه الملك بغار حراء وكان لا يمر على حجر ولا مدر إلا يقول: السلام عليك يا رسول وأول من أسلم من الناس خديجة، ثم على وعمره عشر سنين، كان قد ضمه رسول الله حين شكا أبو طالب كثرة العيال فى مجاعة أصابت قريشا، ثم ريد بن (1) قال الحافظ ابن كثير فى السيرة النبوية (264/1) : قال ابن هشام : اكبرهم القاسم - وهو اللى يكنى به - ثم الطيب، ثم الطاهر. واكبر بناته رقية، ثم رينب، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة .
اه. وكل اولاده من خديجة - رضى الله عنها - إلا ابراهيم فإنه من مارية.
(2) رواء الإمام أحمد في المسند: قال حدثتا عبد الصمد حدثثا ثابت - پعثى أبا ريد- حدئنا هلال بعتى ابن حبان - عن مجاهد عن مولاه - وهو الساتب بن عبد الله - أنه حدثه - فذكره. البداية والنهاية (281/2).
صفحه ۷۲