============================================================
روض المناظر فى علم الأواثل والأواخر وأما أمة اليونان: قال أبو عيسى: لجموا من رجل اسمه الكن، ولد سنة أريع وسبعين لمولد عيسى عليه السلام - ولم يكن لهم ذكر حين برع أوميرس الشاعر اليونانى فى سنة ثمان وستين وحمسسائة لوفاة موسى - عليه السلام - وكانوا أهل شعر وفصاحة.
وفيهم صارت الفلسفة، وجميع العلوم العقلية مأخسوذة عنهم ، المنطقية والطييعية والالهية والرياضية، وكاتوا يسمون العلم الرياضى جومطريا، وهو مشتمل على علم الهيئة والهندسة والحساب، واللحون والإيقاع، وكان العالم بهذه العلوم يسمى فيلسوفا، ومعناه: محب الحكمة، لأن فيلر: محب، وسوفا: الحكمة.
وبلادهم الربع الشمالى الغربى والشرقى، ويتوسطها الخليج القسطنطينى، وأما تسبهم فقيل: انهم من ولد يافث، وقيل: من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص بن يعقوب وهم فرقتان: الأولى يقال لهم الإغريقيون، والثانية يقال لهم البطتتيون.
وأول علماتهم: قال الشهرستانى : أوتفد فليس كان فى رمن داود - عليه السلام - وفيثاغورث كان فى رمن سليمان - عليه السلام - يزعم انه اخذ الحكمة من معدن التبوة وأنه وصل إلى مقام الملك، وسمع هفيف الفلك وقال: ما سمعت ألذ من حركة اللافلاك، ولا رأيت أبهى من صورها.
ومن علمائهم يقراط الحكيم، وكان في سنة مائة وستة وتسعين لبختتصر، قبل الهجرة بألف ومائة وبضيع وستين سنة، ومتهم سقراط، وكان قد اعرض عن الدنيا، واقام بغار، ونهى عن عبادة الاوثان، فالجأت العامة ملكهم، فحبسه ثم سقاه سما قمات، فقام مقامه تلميذه افلاطن، ثم تلميذ افلاطن أرسطو طاليس الحكيم المطلق المشهور، اشتغل عليه الاسكندر بن فليبس الدى ملك غالب المعمور خمس سنين وقال: من القلسفة ما لم يتله غيره من تلامدة أرسطو طاليس: ومنهم تالس الملطى، وكان فى رمن بختنصر، ومتهم الإسكندر الأوندويى، كان بعد أرسطو، وكان من كبار الحكماء، ومتهم إقليدس صاحب كتاب الاستقطاب، كان بعد أرسطو فى ايام البطالسة، وليس هو مخترع كتاب إقليدس بل جامعه ومحرره: وأما بطليموس وجاليتوس فمتاخران عن رمن اليوتان، بطليموس قيل جالينوس بقليل، قال ابن الأثير فى الكامل: وقد أدرك جالينوس بطليموس مصنف المجنيطى.
صفحه ۶۲