============================================================
روض المتاظر فى علم الأوالل والأواخر قال ابن حزم: والدين الذى انتحلته الصابية أقدم الأديان، والغالب على الدنيا إلى أن أحدثوا نيه الحوادث فبعث الله إبراهيم بالدين الذى نحن عليه الآن .
قال الشهرستانى: والصابية تفضل الروحانيين على الملك ضد الحنيفية فى تعظيم الجسمانيين بعنى البشر.
وأما أمة القيط: وهم من ولد حام بن توح، سكناهم بديار مصر، كاتوا صايئة يعبدرا الهياكل والأصنام، وكان منهم علماء الطلسمات والنير نجات والماءى المخرقة للعقول والكيمياء.
وأما أمة الفرس: وهم ولد فارس بن ارم بن سام، وقيل: ابن يافت، وهم يقولون: تحن ولد كيومرث، وكيومرث عندهم هو الذى ابتدا منه التسل مثل آدم عندنا، ويذكرون أن الملك لم يزل فيهم خلا تقطع حصل فى مدة يسيرة، لا يعثد بها، وهم فرق: الديلم بساحل بحر طبرستان، ومتهم الكرد بشهرزور، وقيل: الكرد من العرب تنبطوا، وقيل: هم اعراب العجم، ومنهم الترك، وهم وراء جيحون ولهم ملة قديمة، يقال لعلمايها الكيومرتية، أثيتوا إلها قديما وسموه يزدان، يعنون به الله، وإلها مخلوقا من الظلمة وسوه آهرمن، يعنون به ابليس.
يعظمون النور حتى عبدوا النار، ويحتررون من الظلمة، ولا برحرا كذلك حتى ظهر ررادشت الذى ادعى النبوة، فقالوا بالبارى، وأنه خالق النور والظلمة، وأته واحد لا شريك له، وأن الخير والشر والصلاح والفساد إنما حصل من امتزاج النور بالظلمة، ولو لم يمتزجا لما كان وجود العالم، ولا يزالا يمتزجان إلى أن يتخلص الحير الى عاله والشر إلى عالمه.
وقبلة ررادشت الى المشرق، وهلا دين المجوس كما قدمتة.
ولهم أعياد: النور، وهو خمسة أيام: اليوم الأول من كانون الأول، ولهم التيركان والمهرجان، والفرودخان، وركوب الكوسج، وذلك انه كان فى أول الربيع يأتى رجل كوسج راكب على حمار قابض على غراب، يتروح بروحة، يودع الشتاء، وله ضريية يأخدها، ومتى وجد بعد ذلك ضرب، ولهم السدوق ليلة يوقد فيها التار يشرب ولها.
صفحه ۶۱