============================================================
روض المناظر لى علم الأواثل والأواخر ومنهم رهير بن جديمة العبى، كان عظيا متجبرا، قتله خالد بن جعفر بن كلاب، فقام ابنه الملك قيس لاخذ ثأر آبيه فنزل بالحجار واشترى حصانا اسمه داحس، وحجرة يقال لها الغبراء، وتزل على حذيفة بن بدر الغزارى، وكان له فرسان يقال لهما: الحخطار والحيفاء، فأراد أن يسابق مع فرس قيس فامتتع قيس، فابى جديمة إلا المسابقة، فأجروا الأربعة بموضع يقال له: ذات الأصاد، وكان المقدار مائة علوة، والعلوة أبعد رمية بسهم، وكان الرهن مالة بعير، فسبق داحس سبتا بينا، وكان حديفة قد اكمن من يعترض داحسا إن سبق، فاعترضوه وضربوه على وجهه فتأخروا وسبقت آيضا الغبراء: فانكر حذيفة ذلك، وادعى السبق، وجرت حروب كثيرة، منها ظهرت شجاعة عثر بن شداد، وقتل حذيفة، وساح قيس فى الأرض وتتصر وترهب، وقيل: ولد له بعد ذلك قضالة، وبقى حتى ادرك رسول الله وقدم عليه، وعقد له على قومه.
وللعرب وقائع عظيمة: أعظها يوم مرج حليمة بين غسان ولخم، بلغ كل فريق عددا لا يحصى، وعظم الغبار حتى احتجبت الشمس، وكانت النجوم ترى من خلاف جهه الغبار.
ثم يوم أوارة اسم خيل، وهو أنه كان بين المتذر بن امرىء القيس ملك الحيرة، وبين بكر بن وائل حرب، فظفر المتذر ببكر، وحلف لا يزال يذبحهم حتى يسيل دمهم من راس أوارة إلى حضيضة، فيقى يذبح والدم يجمد فسكب عليه الماء حتى برت يمينه.
ثم يوم ذى قار، وكان فى سنة أربعين من مولد النبى، وسببه أن كسرى ابرويز غضب على التعمان بن المثذر وحبه فهلك في الحبس، وكان سلاحه مودعا عند هانيء ابن مسعود البكرى، فطلبه أبرويز فقال: الا اؤدى أمانتى؟ فبعث الهرمزان فى الفين من الاعاجم والف من بهراء، نجمع لهم يكر بن واثل، والتقوا بذى قار، وجرت وتسعة عظيمة، كسرت فيها الاعاجم وانهزمواء واكثرت العرب الاشعار فى هذا اليوم، وجذ هذا بكر بن وائل ربيعة الفرس بن نزار بن معدى بن عدنان، ويسمى ربيعة الفرسء لأنه اختص من مال آبيه نزار بالخيل، وكان أبوه نزار له أبناء أويعة : ريبيعة الفرس هذا، ومضر الذى هو عامود النسب المحمدى، وآنار، واياد، ومن بيته كعب بن تامة الايادى، وكان يضرب بجوده الثل، وقيس بن ساعدة الايادى، وكان يضرب بفصاحته المثل.
صفحه ۵۵