============================================================
روض المناظر لى علم الأوائل والاواخر ذلك ماتتى واحدى وستين منة، الى ان اجتمع لولد سليمان الملك على جميع الأسباط بعد قترة فى ابتائهم، خرجت فيها امرأة اصلها من جوار صليمان، اسمها عثلياهو، وتتبعت بنى سليان وأفتتهم، وسلم منها طفل اخفوه عنها، وكان اسمه يواش، واستمر كمها سبع سنين ثم عدمت، وملك يواش وهو اين سبع سنين ، فملك اربعين سنة، ثم ابنه بعده، ولم يزل الملك إلى آن ظهر يوشم على اينه، فقيل: ظهر فى آيام يوشم يونس التبى وهو يونس ابن متى (1) ، ومتى آمه لم يشتهر أجد من الاتبياء باسم امه الا هو وعيسى ابن مريم - عليهما السلام-. وقيل: ان متى اسم آبيه، وقيل: انه من سبط بنيامين أرسله الله إلى أهل نينونى، تجاه الموصل، يفصل بينهما دجلة، كانوا عبدة اصنام فلم يتوبوا فأوعدهم بنزول العذاب فى يوم كذا، فلما أظلهم العذاب آمثوا، فكشف الله عنهم، وجاء يوتس فلم ير العذاب حل بهم، فذهب مفاضبا، ودخل فى سقينه، فوقفت بأهلها، فقال رائسها: من فيكم له ذنب؟ فتساهموا فوقعت القرعة على يونس فرموه، قالتقمه الحوت، وكان من أمره ما قضى الله قى كتابه العزيز.
قيل : وملك بعد يوشم ابنه اخر، فظهر فى أيام ولده الأخر اشعيا النبى- عليه السلام - وبعده ملك حرقيا ولده وبه انقضت دولة الخوارح ملوك الأسباط، وكان رجلا صالحا مظفرا، فانضم اليه من سلم من الأسباط، وكان قد فرغ عمره قبل موته بخمس عشرة سنة، فزاده الله خمس عشرة سنة، وأمره آن يتزوج، آخبره بذلك نبى كان فى رماته، وتوفى بعد أن هادته الملوك، وانقادت له فى أواخر سنة ستين وثمان مائة لوفاة وسى- عليه السلام واستمر الملك فى ولده إلى آن ولى بختنصر على بابل فى سنة اثنتين وخحمسين وتسعماية لوفاة موسى - عليه السلام -، وفى السنة الأولى من ولايته سار إلى نينوى فقتحها وقتل آهلها، وفى السنة الرابعة سار إلى الشام وغزا بنى إسرائيل فلم يحاربوه وصالحوه وأطاعوه، واستقر صلقيا آخر ملوك بتى اسرائيل تحت حكم بختنصر بالقدس، وكان أرميا التبى- عليه السلام - يخوف بنى اسرائيل ويحذرهم من مجيى يختنصر (1) وذكر الحافظ ابن الجورى أن متى أبوه .
صفحه ۳۸