الروض المعطار في خبر الأقطار

ابن عبد المنعم الحميري d. 900 AH
53

الروض المعطار في خبر الأقطار

الروض المعطار في خبر الأقطار

پژوهشگر

إحسان عباس

ناشر

مؤسسة ناصر للثقافة-بيروت

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٩٨٠ م

محل انتشار

طبع على مطابع دار السراج

قومي إياد لو أنهم أمم ... أو لو أقاموا فتهزل النعم قوم لهم باحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والخط والقلم ثم إن أهل الأنبار نقضوا فيما كان يكون بين المسلمين والمشركين من الدول. وحكى المبرد في كامله (١) أن خيلًا لمعاوية ﵁ وردت الأنبار وقتلوا عاملًا لعلي ﵁ يقال له حسان بن حسان، فخرج علي ﵁ مغضبًا يجر رداءه فرقي رباوة من الأرض، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال الخطبة بطولها وهي في أول الكامل. ومن أهل الأنبار أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن الحسن الأنباري (٢)، قال أبو علي البغدادي: كان يحفظ فيما ذ كر ثلثمائة ألف بيت شاهد في القرآن، وله أوضاع شتى كثيرة، ولم يكن له عيال، وكان ثقة دينًا صدوقًا، وكان ذا يسار وحال وافرة وكان شحيحًا مسيكًا ما أكل له أحد قط شيئًا، ووقف عليه يومًا بمدينة المنصور أبو يوسف المعروف بالاقسامي فقال له: يا أبا بكر قد أجمع أهل بغداد على شيء فأعطني درهمًا حتى أخرق الإجماع، قال: وما هذا الإجماع يا أبا يوسف؟ قال: أجمع أهل البلد على أنك بخيل، فضحك ولم يعطه شيئًا. قالوا: وكان أحفظ من تقدم من الكوفية، توفى سنة سبع وعشرين وثلثمائة بيوم الأضحى. وقال البلاذري (٣): لما سار خالد بن الوليد ﵁ إلى الأنبار فحاصر أهلها فتركهم أتاه من دله على سوق بغداد، وهي السوق العتيقة عند قرن الصراة وكانت سوقًا عظيمة ليس في شيء من النواحي مثلها، فبعث خالد ﵁ المثنى بن حارثة فأغار عليها. ويقال: أتاها خالد ﵁ بنفسه فأغار عليها فملأ المسلمون أيديهم ولم يأخذوا إلا الصفراء والبيضاء وما خف محمله من متاع، ثم بات المسلمون بالسيلحين فعرض لهم أسدان فقتلوهما بعد أن عقرا رجلًا منهم ومشوا من الغد متوجهين نحو الأنبار، فلما وصلوا حصروا أهلها وحرقوا في نواحيها، فصالحوا أهلها على الجلاء ثم أعطوه ما رضي به منهم فأقرهم، وأتى خالدًا ﵁ رجل فدله على سوق تجتمع فيه قضاعة وبكر بن وائل وغيرهم فويق الأنبار فوجه إليها المثنى بن حارثة فأغار عليها فأصاب ما في السوق وقتل وسبى. الإنبار بكسر الهمزة (٤) مدينة بجوزجان من عمل خراسان وهي من أكبر من مرو الروذ ولها مياه وكروم وخصب ومساكن وبناؤها بالطين، منها علي بن عيسى الأنباري، من حديثه عن عبد الله قال: شكا رجل إلى رسول الله ﷺ قلة الولد، فأمره بأكل البصل. وبإنبار يقم أميرها في الشتاء ويصيف بالجوزجان من العمل المذكور. انباره (٥) بلد بقرب غانة من بلاد السودان ملكها معاند لأهل غانة، وهي مدينة كبيرة ولأهلها بأس شديد في الحروب، وبينها وبين مدينة كوغة تسعة أيام. انبذوشة (٦) جزيرة في البحر بينها وبين أقرب بر من إفريقية حيث قبودية مجريان، وبها مرسى مأمون يكن من كل ريح ويحمل الأساطيل الكثيرة، وليس فيها شيء من الثمار ولا من الحيوان، وهي جزيرة خالية من العامر، ومكمن للعدو، وسافر من تونس سفين إلى الإسكندرية فلما لجج في البحر وقارب هذه الجزيرة اختل بعض ألواحه وعمل الماء وخاف الغرق فلجأوا إلى هذه الجزيرة ونزلوها وبلغ الأمير الأجل أبا زكريا ملك إفريقية خبرهم فبعث إليهم واستنقذهم وكانوا أشرفوا على الهلاك، وفي ذلك يقول أبو عمرو عثمان بن عتيق، ابن عربية (٧) ... انكمرده (٨) مدينة من أرض الهند أو الصين من دخلها من المسافرين استوطنها ولم يرد الخروج منها لطيب ثراها وكثرة

(١) الكامل ١: ١٩. (٢) ابن خلكان ٤: ٣٤١ ونور القبس: ٣٤٥ وإنباه الرواة ٣: ٢٠١. (٣) قد تكرر بعضه في هذه المادة نفسها، وفي اضطراب ونقل عن غير البلاذري. (٤) ضبطها ياقوت بفتح الهمزة. (٥) البكري: ١٧٩. (٦) البكري: ٨٥ انبدوشت؛ وفي الإدريسي (م): ١٩ لنبذوشة. (٧) كان ابن عربية من شعراء المهدية وعلمائها حافظًا للحديث، توفي سنة ٦٥٩ (وأنظر له ارجمة مسهبة في رحلة التجاني ٣٧٥ - ٣٨٠) ولم يرد الشعر في الأصل. (٨) كذا ورد هذا الاسم، وعند ابن خرداذبه (٧٠، ١٧٠): ألشيلا، مع اختلاف في صور الاسم في النسخ، والنص مأخوذ عن نزهة المشتاق: ٣٣، والاسم هناك أنكره، قال: وهي مدينة في «السيلا» - بالسين المهملة -.

1 / 37