وسمي القرآن قرآنا، لاقتران سوره بعضها ببعض . وقيل : لاقترانه بالحكمة ، وسمي فرقانا ، قال أبو عبيدة (¬1) : لأنه يفرق بين الحق والباطل ، والمؤمن الكافر ، وقال ابن عباس : لأنه مخرج من الشبهات .
وقد اشتمل القرآن القرآن على تسعة أشياء ، جمعها بعضهم بقوله :
ألا إنما القرآن تسعة أحرف سأنبيكها في بيت شعر بلا خلل
حلال حرام محكم متشابه بشير نذير قصة عظة مثل
وجعلت : أي سميت - على حد قوله تعالى - { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } (¬2) أي سموهم إناثا ز
كالمولى : أي مثل تسميتك للمولى ، أي الناصر لأوليائه والمراد به الرب (¬3) عز وجل .
وقديما : مفعول لجعلت التي هي بمعنى سميت، والقديم هو مالا أول له، فيختص بالمولى - عز وجل - ووصف غيره به كفر بين، لما فيه من القول بتعدد القدماء، محال عقلا لما سيأتي . فجعل القرآن قديما محال عقلا، فهو من أقوم البراهين على خلق القرآن ، فلذا جعلها المصنف له أساسا لأنها تبطل نقيض مذهبه رأسا .
قضية خلق القرآن عند المشارقة
صفحه ۴۴