روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
ژانرها
الذي فرض الفرائض آمرا ... بحدودهخا ونهى عن العقيان
وحاصله : إن كان القرآن مخلوقا محدثا فمن المنادي يا معشر الجن والإنس ؟ ومن المخاطب خلقه بثوابهم في الجنان وعقابهم في النيران ؟ ومن الذي أمر بالفرائض ونهى عن المعاصي ؟
وجوابه : أما (أولا) فإن فاعل جميع ذلك هو الله لا القرآن والقرآن آلة لذلك الندا وما بعده .
وأما (ثانيا) فإنه لو قلنا أن فاعل جميع ذلك هو القرآن لما لزم منه قدم القرآن ، كيف والرسل آمرون بالفرائض ناهون عن المعاصي فاعلون لجميع ما ذكر هنا ، فيلزم قدمهم أيضا .
فلما رأيت جميع ذلك عرفت والحمد لله أن هذه النونية ليست عن ذلك الإمام ، وان اشتهرت عنه فتلك الشهرة إنما هي شهرة دعوى لا شهرة حق ، لأن منشأها أحادي ، وذلك أن في ترجمة ذلك الإما - رحمه الله تعالى - أنه أنشأ الدعائم آخر عمره وأن الجبار - خدلة بن سماعة بن محسن - قتله .
والدعائم قصائد متفرقة في أيدي الناس فاعتنى بجمعها الشيخ ابن وصاف البزار النزوي ، وعلق عليها شرحه المعروف (الحل والإصابة) سماه بذلك ليطابق اسمه مسماه في حل النظم والإصابة فيه ، فهذا دليل على أن شهرة النونية عن ذلك الإمام إنما هي شهرة دعوى ، إذ لا يجوز أن ينسب مثلها لولي إلا بعد الصحة أنها منه بإقرار أو شهود أو شهرة حق ، فإن كان ابن وصاف صح معه أنها عن ذلك الإمام بوجه من وجوه الصحة فعلمه خاص به لا يجوز له أن يبديه مع من يتول الإما ابن النظر .
وإنما قلنا : أنه لا يجوز ذلك لما فيها من الكبائر التي منها دعوى أن هذا القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان هو غير مخلوق ، وقد عرفت أنه لا قائل به إلا الحنابلة ، وأن القائل به مدعي قديما عند الله تعالى في الأزل وقد تقدم حكم القائل به .
صفحه ۱۷۲