ومنها:
عليكم بقول المصطفى فهو عصمة ... من الزّيغ إني لست عنه بعادل
سعدت بذبّي عن حماه وحبّه ... كما شقيت بالصّدّ عنه عواذلي
فلما وقف صنوه السيد العلامة الهادي بن إبراهيم ﵀ على هذا الكتاب، وعلى هذه الأبيات، تلقّى ذلك بالقبول، وقال مجيبًا لأخيه، وما أحسن ما يقول!:
وقفت على سمط من الدّر فاضل ... ترقّ له شوقًا قلوب الأفاضل
لمتبع منهاج أحمد جدّه ... وحامي حمى أقواله غير ناكل
بديع المعاني في بديع نظامه ... وثيق المباني في فنون المسائل
إذا لزمت يمناه نصل يراعه ... سجدن له طوعًا جباه المناضل
وإن خاض في بحر الكلام تزيّنت ... بجوهره عنق الرّقاب العواطل
تبارى وقوم في الجدال فأصبحوا ... وإن لججوا في علمهم في جداول
أسمت عيون الفكر في روض قوله ... فأنشدت بيت الأبطحي (١) المواصل
أعوذ بربّ النّاس من كلّ طاعنٍ ... علينا بشكّ أو ملحٍ بباطل
وثنّيت لمّا أن تصفحت نظمه ... بقول فصيح نابه القول فاضل
/يروم أناس يلحقون بشأوه ... وأين الثّريّا من يد المتناول (٢)
وثلّثت بالبيت الشهير وإنّه ... لدرّة عقد المفردات الكوامل
وقد زادني حبًّا لنفسي أنّني ... بغيض إلى كلّ امريء غير طائل
علام افتراق الناس في الدين إنّه ... لأمرٌ جليٌّ ظاهرٌ غير خامل
_________
(١) يعني: أبا طالب. كذا في هامش النسخة.
(٢) في نسخة: «المتطاول».
المقدمة / 28