اللطائف، مانح أثقال الظرائف (١)، مصيب شواكل المشكلات بنواقد أنظاره، مطبق مفاصل المعضلات بصوارم أفكاره، مضحك كمائم النّكت من نوادره، مفتح نواظر الطّرف من (٢) موارده ومصادره:
عزّ الدين، محيي سنّة سيد المرسلين، أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عليّ بن المرتضى بن المفضّل الحسنيّ القاسميّ الهادوي، نسبًا على السّماك عاليًا، ومذهبًا إلى الصواب هاديًا.
كان رأسًا في المعقول والمنقول، وإمامًا في علمي الأصول (٣)، وله ردّ على صاحب «النهاية» (٤) و«المحصول» (٥) في إنكار التحسين والتقبيح العقليّ، لم يسبق إلى مثله، وكذلك الردود على غيره من غلاة المعتزلة في كثير من المسائل التي عادوا فيها السّمع من نصوص كتاب الله تعالى وسنّة رسوله ﷺ، وهي مبسوطة في كتابه الجامع الكبير الموسوم بـ «العواصم» فمن أراد الوقوف عليها فليطالعه موفّقًا.
[مولده]
مولده ﵁ ورحمه- في شهر رجب الأصبّ، من شهور سنة خمس وسبعين وسبع مئة بهجرة الظّهراوين (٦) من شظب،
_________
(١) في هامش النسخة: «في المقابل عليها: أنفال الطرائف» اهـ.
(٢) في نسخة: «في» كذا في هامش النسخة.
(٣) أصول الدين وأصول الفقه.
(٤) «نهاية العقول في الكلام في دراية الأصول»، مخطوط.
(٥) «المحصول في علم الأصول» كلاهما لمحمد بن عمر الرازي الأشعري الملقب بـ «فخر الدين» (٦٠٦) طبع محقّقًا في جامعة الإمام.
(٦) في هامش الأصل ما نصه: «هجرة الظهراوين هي اليوم خاربة في رأس «جبل شظب»، المطل على «سودة شظب» من بلاد همدان في الشمال الغربي من صنعاء، على مرحلتين للمجدّ، والطريق إليها من عمران؛ فجبل عيال يزيد» ا هـ.
المقدمة / 24