198

روض باسم

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

ناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رسول الله ﷺ قام فيهم فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثمّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد ولا يستشهد» (١)، الحديث رواه أحمد والتّرمذيّ.
وقد رواه عن شعبة: أبو داود الطّيالسيّ، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر ابن سمرة، عن عمر، وله طرق أُخر، وهو حديث مشهور جيّد، قال ذلك الحافظ ابن كثير في «إرشاده» (٢).
قلت: وفيه ما يدلّ على أنّه أراد بأصحابه أهل زمانه، يفهم (٣) من قوله: «ثمّ الذين يلونهم»، فإنّه جعل أهل زمانه طبقة، ثمّ الذين يلونهم، فلم يكن ليخرج من لم يره ممن أدرك زمانه، مع دخول من لم يره من التّابعين الذين لم يدركوا زمانه.
الأثر الثاني: عن ابن عبّاس ﵄ قال: جاء أعرابي إلى النّبيّ ﷺ فقال: إني رأيت الهلال -يعني رمضان- فقال: «أتشهد أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله؟» قال: نعم. /فقال: «يا بلال أذّن في النّاس أن يصوموا غدًا» رواه أهل السّنن (٤)، وابن حبان

(١) رواه الشافعي في «الرسالة»: (ص/٤٧٣ - ٤٧٤)، وأحمد: (١/ ١٨، ٢٦)، والتّرمذيّ: (٤/ ٤٠٤)، والحاكم في «المستدرك»: (١/ ١١٣)، من حديث عمر بن الخطاب ﵁.
وقد صححه الترمذي، والحاكم، والذّهبيّ، وابن كثير، وأحمد شاكر.
(٢) (٢/ ٤٠١).
(٣) في (س): «وفهم»!.
(٤) أخرجه أبو داود: (٢/ ٧٥٤)، والترمذيّ: (٣/ ٧٤)، والنّسائي: (٤/ ١٣١ - ١٣٢)، وابن ماجه: (١/ ٥٢٩).

1 / 104