لم يطلع على الأحوال، فإن في الديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددًا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة، ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية ... ولا يرفعون إلى التقليد رأسًا، لا يشوبون دينهم بشيءٍ من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها، بل هم على نمط السلف الصالح ...» (١) ا هـ.
أما أهل بلده؛ فقد انتصبوا لعداوته، والطعن فيه، والترسّل عليه، لا لشيء!! إلا لأنه «ذبّ عن السنة ودفع عن أعراض أكابر العلماء وأفاضل الأمة، وناضل أهل البدع، ونشر علم الحديث، وسائر العلوم الشرعية في أرض لم يألف أهلها ذلك، لا سيما في تلك الأيام» (٢).
وكان قائد تلك الحملة: شيخه جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم (٨٣٧هـ) وهو المردود عليه في هذا الكتاب -كما سيأتي مشروحًا-.
قلت: بل بُلي بمن يطعن فيه من أهل بيته (٣)!! ويقول: إنه ممن أضله الله على علم!! وهذا كما قيل:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً ... على النفس من وقع الحسام المهنّد (٤).
ومن أبشع ما وقفت عليه في الكلام على المؤلف ﵀
_________
(١) «البدر»: (٢/ ٨٣).
(٢) قال الشوكاني: (٢/ ٩٢).
(٣) انظر «هِجَر العلم»: (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٤) البيت لطرفة بن العبد «ديوانه»: (ص/١١٣) ضمن معلقته.
المقدمة / 16