قرع سمعي، ورسخ في طبعي: وجوب النّظر، والقول بأنّ من قلد في الاعتقاد فقد كفر، فاستغرقت في ذلك حدّة نظري، وباكورة عمري، وما زلت أرى كلّ فرقة من المتكلمين تداوي أقوالًا مريضة، وتقوّي أجنحة مهيضة، فلم أحصل على طائل، وتمثلت بقول القائل:
كلٌّ يداوي سقيمًا من مقالته ... فمن لنا بصحيح ما به سقم
فرجعت إلى كتاب الله، وسنة رسول الله ﷺ، وقلت: لا بدّ أن يكون فيها براهين وردود على مخالفي الإسلام، وتعليم وإرشاد لمن اتبع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
فتدبّرت ذلك، فوجدت الشّفاء كلّه، دقّه وجلّه، وانشرح صدري، وصلح أمري، وزال ما كنت به مبتلى، وأنشدت متمثلًا:
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينًا بالإياب المسافر» ا هـ.
وثانيهما: تلك المدرسة الممتدّة للفكر الإصلاحي الذي اختطه ابن الوزير ﵀ في تلك المنطقة، متمثلًا ذلك المنهج في نخبة من العلماء، لهم مواقف مسطورة، على تفاوت بينهم؛ فمن مقلّ ومستكثر، ومنهم:
-القاضي محمد بن محمد بن داود النهمي، رفيق ابن الوزير في الطلب.
-الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن صلاح الجلال ... (١٠٨٤هـ).
-محمد بن علي بن قيس (١) (١٠٩٦هـ).
_________
(١) وقد نسخ كتاب «العواصم»، وأوقف نسخة من «الروض الباسم»، انظر مخطوطات الكتاب.
المقدمة / 13