82

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

ناشر

دار القلم العربي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

حلب

لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» . كان النبي ﷺ أشجع الناس. عن أنس عن النبي ﷺ أنه قال: «فضّلت على الناس بأربع: بالسماحة، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش» . عن النبي ﷺ: «الحرب خدعة» . وقيل: إذا لم تغلب فاخلب «١» وقيل: حازم في الحرب خير من ألف فارس، لأن الفارس يقتل عشرة أو عشرين، والحازم قد يقتل جيشا بحزمه وتدبيره. بعضهم: كن بحيلتك أوثق منك بشدّتك، وبحذرك أفرح منك بنجدتك. قيل: المكر أبلغ من النجدة. علي بن أبي طالب ﵁ لبعض بنيه: لا تدع أحدا إلى البراز، ولا يدعوك أحد إلا أجبته، فالداعي باغ، والباغي مصروع. قيل: من تفكّر في العواقب لم يشجع. قيل: تفكّر قبل أن تتقدم، فالإتيان بالتندّم لا يغني بعد التقدم. قيل: من خاصم بغير حجّة، وقاتل بغير نجدة، وصارع بغير قوة، فقد أعظم الخطر وأكثر الضرر. قيل: ترك التقدم أحسن من التندم. قيل لعبّاد بن الحصين «٢»: إن جاءتك الخيل فأين نطلبك؟ قال: حيث تركتموني. قيل: لم تكن القتلى في عسكر إلا وأكثرهم من عبد القيس، ولا يكون الفتح إلا في ناحيتهم. قيل لبعض بني المهلب: بم نلتم ما نلتم؟ فقال: بصبر ساعة. قيل: إذا انقضت المدة لم تنفع العدّة. كان يقال لعمر ﵁ «مفتاح الأمصار» لأنه الذي فتح أكثرها. بعض العرب: ما لقينا كتيبة فيها علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه إلا أوصى

1 / 86