التحليل اللفظي
﴿نَبَذَ﴾: النبذ: الطرح والإلقاء قال تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليم﴾ [القصص: ٤٠] ومنه النبيذ للشيء المسكر، وسميَ نبيذًا، لأن الذي يتخذه يأخذ تمرًا أو زبيبًا فينبذه في وعاء أو سقاء، ويتركه حتى يصير مسكرًا، والمنبوذُ: ولد الزنى، لأنهُ يُنْبذُ على الطريق، قال أبو الأسود.
وخبّرني من كنتُ أرسلتُ أنما ... أخذتَ كتابي معرضًا بشمالكا
نظرتَ إلى عنوانه فنبذتَه ... كنبذكَ نعلًا أخْلقتْ من نعالكا
وقال آخر:
أنّ الذين أمرتهم أن يعدلوا ... نبذوا كتابك واستحلوا المحرما
﴿وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ﴾: هذا مثل يضرب لمن استخفّ بالشيء وأعرض عنه جملة، تقول العرب: جعل هذا الأمر وراء ظهره، ودبر أذنه، قال تعالى: ﴿واتخذتموه وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ [هود: ٩٢] وأنشد الفرّاء:
تميم بن زيد لا تكوننّ حاجتي ... بظهرٍ ولا يعيا عليك جوابها
﴿كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾: تشبيه لهم بمن يجهل، لأن الجاهل بالشيء لا يحفل به ولا يهتم، لأنه لا شعور له بما فيه من المنفعة.
والمعنى: نبذوا كتاب الله وتركوا العمل به، على سبيل العناد والمابرة، كأنهم لا يعلمون أنه كتاب الله المنزّل على رسوله الكريم ﷺ َ.
﴿واتبعوا﴾ الضمير لفريق من الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود.