ثم بعد مراجعات وتوسلات واسترحام سنوات، صدر أخيرا أمر فخامة رئيس الجمهورية السابق حبيب باشا السعد - حفظه الله - بشقها، وذلك في 17 تشرين الثاني سنة 1935 تحت رقم 1007، على أن تؤخذ نفقاتها من فضلات ميزانية سنة 1935، أو توضع في ميزانية 1936.
ومضت سنة 1935 وجاءت سنة 1936، فما أخذوا لها شيئا من الميزانية الأولى ، ولا وضعوها في الميزانية الثانية، وبقينا حيث كنا نرجو ونسترحم ونراجع، حتى طلب حضرة مدير النافعة من أمانة سر الدولة، بتاريخ 24 شباط سنة 1936، تحت نومرو 1073، الموافقة على صرف ألف ليرة سورية لشقها من قرية غلبون إلى أول خراج عين كفاع، ومن أول الخراج حتى الضيعة؛ نشتغل نحن بأيدينا ونوصلها إلى قريتنا، فوافق معالي أمين السر الدكتور أيوب ثابت، ورفعت الأوراق إلى مقام فخامتكم لتصديقها. ولنكد طالعنا، رأيتم فخامتكم أن تؤجل إلى آخر السنة ليؤخذ لها هذا المبلغ من فضلات الميزانية إذا فضل شيء حينئذ.
سيدي الرئيس
أقسم لك أن هذه الطريق لا يحتمل تأجيلها، وهي ضرورية لحياتنا وسلامتنا، فالمرضى منا يموتون ولا يصل إليهم طبيب، وحاصلاتنا تذهب ضياعا، ولا نتمكن من نقلها إلى الأسواق.
إن كل ما نطلبه، يا مولاي، هو صرف ألف ليرة سورية لا غير. وهذه القيمة أقل من كلفة عمار «شلقة» وتقويم كوع! وهل يجوز أن نبقى نحن بلا طريق حافر، على الأقل، صالحة للمرور، ونموت بلا طبيب، وتبقى حاصلاتنا في بيوتنا، وكلها من الأثمار التي لا تنقل بسهولة؛ كالتين والعنب والإجاص وغيره، بينما القرى الأخرى يصرف المال الكثير على توسيع طرقاتها واختصارها؛ لتقريب المسافة وتزفيتها لتسهيل المرور؟
هذا وكلنا متساوون بالضرائب، وقد نؤديها نحن المساكين قبل غيرنا!
لا أظن مولاي الرئيس يرضى بذلك، وهو المشهور بضميره الحي، وحبه للعدل والإنصاف.
وتفضلوا، يا فخامة الرئيس، بقبول دعائنا جميعا وشكرنا واحترامنا.
8 آذار سنة 1936
حضرة السيد مارون عبود المحترم، مدير الجامعة الوطنية، عاليه
صفحه نامشخص