ثم قلت: «بقيت المحاسن يا مارون ... أين هي؟ فقد يكون للشاعر بيت في قصيدة يعادل قصائد.»
أظن أنني أشرت إلى بعض المحاسن يا أستاذنا ، ولكن يظهر أن ما يسرك منها أكثر مما يسرني، وأنا لا أستطيع أن أرى إلا بعيني، وهي ضيقة - كما يقول الناس - ولا تكبر الأشياء.
وأخيرا قلت: «ويظهر أنك تريد أن تهدم البيوت على أربابها فتقتل جميع ما فيها، وكم هناك من كنوز تضيع بين الأنقاض! وليس هذا عمل النقاد المنصفين.»
لا يا شيخ - يقطع السم - ترو قليلا، هل النقد في عرفك هدم؟ وهل هدمنا حتى الآن غير أكواخ عششت فيها البراغيث والبق والخنافس؟ ما هدمنا بعد يا شيخ غير أكواخ خشبية جريا على قوانين «البلديات» الحديثة. ليتك تسمي من تعني لنجول جولة حول هذه «الرمم» فتوافقني على هدها رحمة بأولادنا، ولا يؤثر بقلبك الرقيق عويل أصحابها.
سيدي الشيخ
حييت ودعوت في ختامك، ولم تقبل وتصافح كعادتك. أما أنا فحالي معك لا تتغير، وهي دائما على حد قول شاعرنا العامي القديم:
لمن بشوفك بنفعطلك من بعيد
وبستحي سلم عليك بفرد إيد
وأخيرا، وكأني بالغضب قد ضيق صدرك الواسع، فطويت كتابك على البطاقة التي سطرت عليها ما يأتي: «إذا شئت يا أخي أن تنشر هذا الكتاب وتجيب عما فيه فلك ذلك.»
لبيك يا شيخ، والأمر لك. ها قد فعلت، وشرطي في الأمر ألا نقف، وأن تصرح في الآتي ولا تلمح ... والسلام عليك من أخيك.
صفحه نامشخص