170

رسائل شخصی

الرسائل الشخصية

پژوهشگر

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

شماره نسخه

بدون

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

هذا الكلام إلا جهالة وكفرًا. وأما الكلام الذي لبست به على الناس، فأنا أبينه إن شاء الله، كلمة كلمة؛ وذلك أن جملة المسائل التي ذكرت أربعًا: الأولى: النذر لغير الله، تقول إنه حرام ليس بشرك. الثانية: أن من جعل بينه وبين الله وسائط كفر، أما الوسائط بأنفسهم فلا يكفرون. الثالثة: عبارة العلماء: أن المسلم لا يجوز تكفيره بالذنوب. الرابعة: التذكير ليلة الجمعة لا ينبغي الأمر بتركه. هذه المسائل التي ذكرت. فأما المسألة الأولى: فدليلك: قولهم: إن النذر لغير الله حرام بالإجماع، فاستدللت بقولهم: حرام، على أنه ليس بشرك. فإن كان هذا قدر عقلك فكيف تدعي المعرفة؟ يا ويلك! ما تصنع بقول الله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ ١، فهذا يدل على أن الشرك حرام ليس بكفر؟ يا هذا الجاهل الجهل المركب! ما تصنع بقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ ٢ إلى قوله: ﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ ٣، هل يدل هذا التحريم على أنه لا يكفر صاحبه؟ يا ويلك! في أي كتاب وجدته إذا قيل لك: هذا حرام، إنه ليس بكفر؟ فقولك: إن ظاهر كلامهم أنه ليس بكفر، كذب وافتراء على أهل العلم. بل يقال: ذكر أنه حرام، وأما كونه كفر فيحتاج

١ سورة الأنعام آية: ١٥١. ٢ سورة الأعراف آية: ٣٣. ٣ سورة الأعراف آية: ٣٣.

1 / 231