235

رسائل الحکمة - الکتاب الأول

ژانرها

============================================================

و أما العلمان المنقدمان فهما علمان الدين . أحدهما علع الظاهر، والآخر علم الباطن. وهما زوجان لا توحيد فبهما ولا في عصر بظهران فيه بشرع.

فاما العلم الأول فهو الظاهر وأصحابه النطقاء: أولهم نوح وإبرهيم ومونى وعييى ومحمد. ولقد أخرج آدم من عدد هؤلاء القوم إذ كان العزم هو الحنم والقطع والجزم. ونطق الكتاب عن آدم " إنه لم بجد له عزما(2). فصاروا أولو العزم خمسة. وكل واحد من هؤلاء النطقاء أنى بظاهر أقامه لأصحابه ومسنحقيه. وكان بين بديه أساس ووصي يكون له خليفة بعد وفانه. فكان لنوح سام، ولإبرهيم اسمعيل، ولموسى بوشع بن النون من بعده هارون، ولعييى شمعون، ولمحمد علي بن أبي طالب. فلم يننقل كل واحد من هؤلاء النطقاء حتى أثار إلى أساسه وقام الأساس بتأويل ما أتى به الناطق فصاروا زوجين. وبهذا نطق الكتاب: "ومن كل شيء خلقنا زوجين " (3). فدل بأن الفرد الذي بينهما هو المراد وهو المطلوب. وإنما الزوج الأول دل على الثاني، والثاني دل على الثالث، وهو المراد والغاية والنهاية. وبهذا نطق القرآن بهذا المعنى: " وضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب "(4) فدل بأن الظاهر من قبكه العذاب، وأنه وصاحبه عذاب، والباطن فيه الرحمة، ولم يقل هو الرحمة. وفي الشيء ما أودع فيه، وليس هو الشيء بعينه. فدل بأن الباطن يدل على الرحمة، وهو القسم الثالث في الدين. وهو القسم الخامس في العلوم. والإثبارة إلى الباطن والمعنى لصاحبه وهو الأساس. فدل بهذا بأن الناطق ليس هو المراد،

صفحه ۲۶۱