============================================================
حديث وأزلي، ثبتكم المولى وهداكم، وأعاننا وإيلكم، على ما أنعم به وأعطاكم. إنه ولي قادر قدير.
بعد فإني أحمد إليكم مولانا الذي لا مولى لذا سواه. وآمركم وإياي بالشكر لنعمه وآلا بما أظهر لكم من إحدانينه، وننزيه لاهونه عن بريته، وعبيد دعونه، ونصحيح ما ذكرنه لكم في الكتاب المنفرد بذاته(1)، وتبطيل قول من قال بأن مولانا هو الناطق أو الأساس أو الإمام .
وما من هذه الطوائف أحد إلا وهو يزعم بأنه مؤمن موحد، وهو كافر مشرك ملحد. وإنما اخذوا دينهم بالرأي والقياس، والمكابرة والاختلاس، ونظروا في كنب الأضداد والأبلاس، فضلوا عن الطريق، وغاب عنهم النور الحفيقي. فهم لا يهتدون، ولو نظروا بعين القلوب واليقين، وميزوا حقايق الإيمان والدين، وسلموا الأمر إلى صاحبه، واستقاموا على الطريقة الوسطى، لاستفادوا علما غدقا، وكسبوا عقلا صافيا غرقا. وسلكوا أوضح طريق.
لكنهم أضاعوا الصلة بالإمام، واتبعوا شهوات الأنام، وأشركوا بين البار العلام، وبين الأوثان والأصنام. فهم لا يفلحون.
وقد ذكرت في الكتاب المنفرد بذاته ما يبطل مذهب كل فرفة منهم . لكني أذكر في هذا الكتاب على اختصار الدقائق، ومحض التوحيد والحفانق، وهي كفاية للعاقل اللبيب والموحد الاليب، لأن العاقل يسمع أول الكلام فيعرف وسطه وآخره، ويسمع آخره فيعرف وسطه وأوله، ويسمع وسطه فيعرف طرفيه. والجاهل لا يعرف ظاهر النظام، ولا معاني الكلام .
علموا هداكم المولى إليه بأن جميع الأسماء المتعارفة بين المؤمنين منل السابق والتالي والجد والفنح والخيال والناطق والأساس والإمام
صفحه ۱۸۶