============================================================
ثم قال: "و17 لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظما"، يعني وقوف العلم عنهم واشتياقهم إليه، "ولا نصب"، يعني شدة في الدين، "ولا" محنة18 "في سبيل الله"، يعني خوفا من أعداء وسترة إمامهم عنهم الذي هو السبيل إلى معرفة مولانا جل ذكره، والطريق إلى توحيده والمحجة إلى عبادته، "ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار"، يعني لا يفاتحوا أحدا من الكذبة14 الزائغين، إلا يغيظ الكافرين بمولانا جل ذكره، "ولا ينالون من" عدوهم "نيلا إلا" و "كتب لهلم به عمل صالخ"، يعني زيادة في يقينهم الذي هو الفعل الصالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين" [120/9]، يعني لا يضيع عمل الولحدين له وينصرهم على أعدائهم أجمعين. وكل من على وجه أاراض من عبدة الأصنام والأزلام والأوثان ، والشمس والقمر وآله النيران، أحسن اعتقادا وأرجا عاقبة ممن عبد مولانا جل ذكره طمعا ورياء، فلما اصابته شدة ارتد عن دينه ورجع إلى القهقرى، لأن كل حزب من هؤلاء الجاهلية جعلوا لهم قبلة يسجدون إليها ويتخذونها معبودا، ويزعمون بأنها تقرب وزلفى إلى الإله المغيب عنهم. فاصابوا في الاشارة حيث قالوا لابد لنا من معبود موجود يكون واسطتنا إلى الإله لغيب والحجاب بيننا وبينه، واخطؤوا في المعنى إذ كان لا يجوز في العقل ان يكون حجاب المعبود، والمقام الموجود يكون لا يدرى ولا يفهم، لان الحجاب هو المحجوب والمحجوب هو الحجاب: ذلك هو وهو ذلك لا فرق بينهما، لكن المخالفون ليس لهم استطاعة على ادراك كليته سبحانه ؛ إذ كان ليس يشاكلهم فيدركونه، بل كل واحد منهم ينظر
صفحه ۵۲۸