175

رسائل حکمة

ژانرها

============================================================

من غير أهل الدعوة صفرا من العلم، ثم تكون فترة وحيرة ، ويقوم بعد ذ لك الحق غريبا ويقوم به غريب؛ فنظرنا إلى قوله : تيس من تيوس بني اية، فوجدناه عبد العزيز ابن محمد، ونظرنا إلى قوله : فتى ثقيف آكل اموال الأيتام، والمتبري من دين الرحمن، فوجدناه مالك ابن سعيد، ثم ن ظرنا إلى قوله: يقوم الثالث فارغا من الدين، متبرئا من الدعوة صفرا م ن العلم، فعلمنا انه أحمد ابن العوام، إذ كان اشرط عليه مولانا جل اسمه انه لا يتكلم في الدعوة، وانه لا يعرف فيها شيئا ووجدناه صفرا من علومها، وانقطعت المجالس ووقعت الحيرة، وانعكست الأمة واخترعوا الأقاويل الباطلة إلى ان بلغ الكتاب أجله، وجاء الوعد العلوم، وظهر ما كان مكتوما، ووحد المولى من وحتده على يد من اختاره وجعله لذلك أهلا فاظهره وستره، فاظهرناه عند اظهاره، وسترناه عند استتاره، غير معارضين لشيء من ذلك، بل طائعين م سلمين. ثم ظهر بعد ذلك فلم يكن منا اعتراض ولا تأول ولا ذلك براينا ولا بقياسنا، واستدللنا بالعلم ان استتار ذلك لقبح أعمالكم، وكثر اعتراضكم، وارتكابكم الاختيارات، وليس لنا ذلك بل تفضل من الولى جل وعز، فاظهر لنا ذلك على يد من تقدم اظهاره على يده ولم يغير لنا الشخص، فلم نأثم بسكوتنا، إذ كانت نياتنا صافية والخاطر متوجها إلى آوامره، فوجب علينا التوجه حيث وجهنا بلا اعتراض ولا اختيار، ولا لم ولا كيف.

فتدبرن معاشر الموحدات ما تسمعنه وقابلوه منكن بعقل رصين، ولب حصين، فما يرضى منكن بالتقصير، فقد بلغتن النهاية، فإياكن ان تصرن آية. ألم تسمعن أيتها الموحدات ان المجلس نطق قارئه بان هذا الذي تسمعنه هو الباطن، والذي في أيديكن مثل كتاب الدعائم

صفحه ۶۳۵