============================================================
ليس لأحد من الحدود ان يؤلف كتابا ، ولا يقرأ على من استجاب الا بأمر من ندب لهدايتهم، ونصب لإمامتهم، فإن قرأ عليهم كتابا بغير امر، فقد عصى القارئ والمستمعون جميعا، لأن الإمام ينطق بتأييد م ولانا جل ذكره روحانيا بلا واسطة، والدعاة يتكلمون من علمه تعليما م شافهة؛ فإذا عملوا18 شيئا بغير أمر كان بالرأي والقياس؛ وأول من عمل برايه، وقاس العلم بهوائه، إبليس فاسقط من مرتبته، واخرج من دعوته ومنزلته، ومن اطاع إبليس كان من حزبه وشيعته، ومن كان من الحدود طائعأ لإمامه سامعا منه جميع ما يؤيده من تأييد مولانا سبحانه وتعالى كان من الملائكة المقربين العاليين. وكان إمام من استجاب على يده ومعلمهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحلل لهم الطيبات ما حلله مولانا سبحانه، ويحرم عليهم الخبائث وعبادة المعدومات والعوائث، ويحثهم على توحيد مولانا جل ذكره وعبادته التي هي نهاية كل نهاية.
ومثل الحدود مثل أئمة المساجد الذي كل واحد منهم إمام في م سجده وحارته، والهادي مثل الإمام الأعظم الذي يصلي يوم الجمعة بجميع العالمين كافة، ويجهر بالقراءة في الصلاة ما لا يقدر يجهرها أحد من أئمة المساجد، وينقص من الصلاة ركعتين ما ليس لأحد من أئمة الساجد ان يفعله، وكذلك الخطيب فكانوا أئمة المساجد متبعين له صامتين عند خطبته، مصلين وراءه، والخطيب إمامهم كلهم، من تكلم عند خطبته او التفت إلى ورائه لم يجد فضل الجمعة وانقطعت صلاته وإن صلى آحد في مسجده يوم الجمعة ولم يمض يصلي خلف الإمام الذي هو الخطيب، كان عاصيا لله ، مخالفا لما يعتقده، إذ كان بظهور الخطيب فوق المنبر تعطيل جميع المساجد والأئمة بها، لأن له آيات
صفحه ۶۳۰