============================================================
من العقل الكلمة، ومن النفس السابق، فقام الكلمة على اليمين، وقام السابق على الشمال ، فحار الضد بين العقل والنفس والكلمة والسابق، فراغ الضد من تحتهم، فسمي حارت عندما حار في نفسه، وسمي بعد ذلك إبليس لأن بدايته من العقل بغير مراده، بل ظهر منه كرها، إذا ليس له أب ، لأن الابن لا يظهر من صلب الرجل إلى بطن الإمرأة إلا بارادة الرجل وتحريكه، وإن كان أيضا ولد ديني لا يظهر إلا بالداعي و تحريكه. فلما لم يكن للعقل في تكوينه إرادة دينية ولا شهوة طبيعية قيل انه بلا أب، أي ولد زناء ضد، لأن ولد الزناء ضد أولاد الحلال وعدوهم، وكذلك إبليس ضد أولاد الحلال وهم الموحدون الذين هم : اولاد العقل والنفس. وقد شهد لهم جعفر ابن محمد وقال : المؤمن أخو الأمن من أمه وأبيه، أبوهما النور أي العقل، وأمهما الرحمة أيا النفس: وقد ذكرنا لكم في السيرة المستقيمة بان آدم الصفاء هو العقل، وكان اسمه شطنيل، واسم إبليس حارت، وإنما ذكرناهما في وقت ظهور الصورة البشرية، وهو تمام سبعين دورا. وكذلك قلنا حارت آربعة احرف: ح ثمانية، أ واحد، رت ستمائة، ساقط يبقى من جملة الاسم سعة، والتسعة إذا كتبتها كانت أربعة أحرف: ت س ع ة، والاسمين حارت و إبليس، إذا حسبتهما يبقى منهما أربعة أحرف، لأن بقية اسم حارت تسعة وبقية اسم إبليس سبعة، تسقط إثنا عشر يبقى أربعة أحرف سوى، فقد حسبنا اسمه بالطول والعرض ومزدوجا وفردا، فوجدناه آربعة ااحرف، ووجدنا التاء التي في آخر اسم حارت أول حروف التسعة د ليل على ناموس الناطق وزخرفه في كل عصر وزمان ، وان أول النطقاء
صفحه ۵۷۶