132

رسائل فلسفیه

ژانرها

============================================================

(248 وفيلسوفتا لا ينسى أن يحاول دفع ما يلحق النفوس الانسانية من غم بسبب الموت الذى لابد لها من مواجهته يوما ما . فيرى أن الموت فى نظر الإنسان البصير ليس شرأ، لانه كمال الطبيعة الانسانية وعنصر جوهرى من حياة الإنسان الواقعى . لان الإنسان الواقعى هو و الحى الناطق المائت ، ، فلا بأس ان يكون الانسان ما هو . ويقول الكندى إنه كما أن الإنسان يتنقل فى أطوار الخلقة من خلايا غذائية فى اعضاء البدن إلى نطفة فى مستقرها ، ثم إلى هذا العالم الفسيح، تطورا محتوما، فيه تتسع للانسان آفاق الحياة باستمرار، وهو فى كل مرحلة من مراحل حياته قد لا يحب ما بعدهاء ولكنه يكره أن يعود إلى ما قبلها، بحيث لو عرض عليه أن يرجع إلى بطن أمه وكان يملك كل ما فى الأرض لاقتدى به نفسه من ذلك . فليعلم اذن آنه إذا كان يجزع من فراق هذه الحياة فذلك من هة لشدة تعلقه بما فيها من ماديات حسية، هى فى الواقع مصدر آلامه، ومن جهة أخرى لجهله بما هو فيه من ضيق وبما سيتفتح له عند الموت من آفاق فسيحة و ملك عريض دائم وحرية يسقط معها كل قيد وخيرات لاتنالها الآفات . وهو لو فطن لذلك لهحانت عليه الدنيا بكل خيراتها المادية . وهو لو أقام فى عالم الروح الذى هو النهاية الطبيعية لهذه الحياة ، ونعم حينا بشىء من لذاته الخالدة الخالعة من الكدر، لكان جزهه عليه لو أريد إرجاعه إلى الدنيا أضعاف جزعه لوأريد ارجماعه الى ضيق بطن الام وظلامه . فيجب على الماقل ألا يعطى هذه الحياة من القبمة أكثر مما تستحق ، وليعبرها المرحلة الاخيرة الشاقة دون بلوغ الغاية الكبرى ، واضعا نصب عينه أن المصائب التى تنال مقننياته المادية تقلل أحزاته بتقليلها لقلق وأن المصائب تقلل المصائب ، حتى تصير عند الحكيم كالنعم ، وأن تقليل القنية معناه إخضاع المادة للروح والسيطرة على الشهوات ، وهى القوى الى تسترق الملوك ، وامثلاك لناصية العدر المقيم مع الإنسان فى حصنه، وأن النفس الشهرانية نفس سقيمة، سقامها أعظم من سقام البدن .

ومكذا نلاحظ أن السكندى ينحو نحو سقراط وأفلاطون ، ويتخذ من ذلك عناصر فى وضبع ميرة فلسفية حكيمة، تخلص الإنسان من الحزن ، وتشمل فيما تشمله تقدير الفيلسوفين اليونانيين للفضيلة والعقل وسموهما بالإنسان عن طريق تحرير الروح من المادة ، وتسرى فيها وجهة النظر الإسلامية وروح الزهد فى

صفحه ۱۳۲