الحمد لله الذي جعل اولياءه السادة المسماء اقطابا وعمادا والأرض والجبال اعلاما واوتادا وصبرهم للخلق عونا وامدادا وكثرهم لظهور الحق بكونهم ابدالا وأعداد أو الصلاة والسلام على سيد الأنبياء وسند الأصفياء ومسند العلماء هداية وإرشادا وعلى إله وأصحابه وأتباعه وأحبابه الذين جعلهم الله لتقوية الدين اقواما وجنادا أما بعد فيقول راجي بركة الباري علي بن سلطان محمد القاري انه بلغني أن بعض الجهله بمقام مولانا وسيدنا تاج المفاخر الذي خضع له رقاب الأكابر القطب الرباني والغوث الهمداني الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه وفتح علينا فتوحه قال ان الشيخ ليس بسيد في النسب وانه لم يعقب اولاد احن بهم ينتسب الى أن بعض المتفقهه المنتصر في المكتسب افتى وفق كلام العامة حيث لم يوفق بتحقيق الخاصة وكان حقه ان يقول لا ادري فإنه نصف العلم كما جاء في الحديث المروي وأما الجزء في باب النسب نفي أو أثبات من غير نقل عن عدول وأثبات فغير لائمه لارباب العلوم والديانات إذ يخشى عليه في مقام البوار ان يدخل في مضمون ما ورد اجروكم على الفتيا اجروكم على النار فاجبت ان اذكر بعض ما يتعلق بنسبه الشريف وحسبه اللطيف فان من جمع بين الأمرين من اللونين عزيز الوجود وغريب الشهود في الكونين أما بيان نسبه اجمالا فقد ذكر مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامي قدس الله سره السامي في نفحات الأنس من حضرات القدس أن الشيخ سيد ثابت النسب الجامع بينه وبين الحسب فإنه علوي حسني من جانب الأب وهو من جانب الأم سبط أبي عبد الله الصومعي أحد المشايخ العظام والأولياء الكرام له الأحوال السنيه والكرامات الجليه وأما تفصيلا فقال الشيخ هي عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني الشافعي في تتمة روض الرياحين لحكايات الصالحين انا الشيخ محي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح موسى جنكيى دوست إبن عبد الله بن يحيى الزاهد إبن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بضم الجيم يعني الأبيض لقب موسى إبن عبد الله المحض وهو لقب ومعناه الخاص إبن الحسن المثنى إبن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم سبط أبي عبد الله الصومعي الزاهد وبه يعرف حين كان بجيلان عليه الرحمن والرضوان قال وامه أم الخير فاطمه بنت أبي عبد الله الصومعي وكان له خط وافر من الخير والصلاح وعمته المرأه الصالحة أم محمد * بنت عبد الله ذات الكرامات الطاهره والمقامات الباهره قال ولقب عبد الله جده بالمحض لان اباه الحسن بن الحسن بن علي وامه فاطمه بنت الحسين بن علي وهي نسبته سالمه من موالي أو خالصه في الشرف العالي انتهى وبه يتبين ان الشيخ رضي الله عنه سيد شريف من الطرفين بحسب الابتدا الذي عليه مدار الانتهاء وقال الشيخ العلامه زروق في قواعده المتضمنه لموائد فوائده لما تكلم في النسب * أن المعتبر اصل النسب الديني وفرعه مجردا ثم ان انضاف الى الطين كان له موكدا فلا يلحق فيه صاحبه بحال ابدا وبذا أجيب عن قول الشيخ أبي محمد عبد القادر * هذه على رقبة كل ولي في زمانه لأنه جمع من علو النسب وشرف العبادة والعلم مالم يكن لغيره من أهل وقته الا تر ما روى من احتلامه في ليله واحدة سبعين مره واغتساله لكل منها وفتياه لملك حلف ليعبدن الله بعبادة لا يشركه فيها غيره باخلاء المطاف بعد وقوف الكل دونه في ذلك انتهى ولا نخفي أن الشيخ حنبلي الذهب في أصل بيانه وكان يفتى في المذاهب الأربعة من زمانه وانما افتى بتحلية المطاف للسلطان في تلك الأوقات بناء على أن الضرورات تبيح المحظورات فلا ينافى ماحكى أن المهدي لما قدم مكه لبث ما شاء الله فلما أخذ في الطواف نحى الناس عن البيت فوثب عبد الله بن مرزوق فلبسه بردايه وقال له أنظر ما يصنع من جعلك بهذا البيت أحق ممن اتاه من البعد حتى إذا صاروا عنده حلت بينهم وبينه الحكاية بطولها في الأحياء وأما بيان اولاده ففي آخر فتوح الغيب انه لما مرض مرضه الذي مات فيه قال له ابنه عبد الوهاب اوصى ياسيدنا ما اعمل به بعدك فقال عليك بتقوى الله ولا تخف أحدا ولانه * بتقوى الله وكل الحوالج كلها الى الله ولا تعتمد الا عليه وأطلبها جميعا منه ولا نثق بأحد غير الله ثم سأله ولده عبد العزيز عن المه وحاله فقال لا تسألني أحد عن شيء ها أنا اتقلب في علم الله وسأله ولده عبد الجبار ماذا يؤلمك من جسدك قال جميع أعضائي تؤلمني الإ قلبي فما به ألم وهو صحيح مع الله عز وجل هذا ويفهم مما سبق من تكنيته بأبي محمد أن له ولدا يسمى محمد ومن يكنه زوجة الشيخ بام يحيى أن له ولدا مسمى بيحيى وفي رواية لأم ولده يحيى صريحا وللشيخ عبد الهادي السوري اليمني في مدحه أبا صالح لله ثم رسوله اغشى فاني صرت كالحوت في * يفيد أنه كان له إبن أسمه صالح وكانت له بنت تزوجها إبن الشيخ أبي الحسن إبن أحمد الطفسونجي وهو من المشايخ الكبار وحين احتضر قال له ولده اوصى قال اوصيك بحفظ حرمة الشيخ عبد القادر فلما توفي جاء إبنه إلى الشيخ فاكرمه والبسه خرقته وزوجه ابنته وصار من الأولياء العارفين كذا في الذيل ملخصا وفيه أيضا عن الشيخ أبي بكر بن عبد الرزاق وعن أبي صالح * قال سمعت عمي أبا عبد الله عبد الوهاب فهذا يدل على كون أبي بكر وأبي صالح وعبد الله اسباط الشيخ فيكون له ذرية طيبة وروى عن الشيخ أنه قال إذا ولد لي ولذا أخذته على يدي وقلت هذا ميت فأخرجه من قلبي فإذا مات لم يؤثر عندي موته شيئا لاني قد أخرجته من قلبي أول ما يولد قال الراوي فكان يموت من أولاده الذكور والأناث * مجلسه فلا يقطع المجلس ويصعد الكرسي ويعظ الناس والغاسل يغسل الميت فإذا افرغوا من غسله جاؤا به إلى المجلس فينزل الشيخ ويصلي عليه وكان له أخ أسمه الشيخ أبو أحمد عبد الله سنه دون سنه نشاء نشوا صالحا في العلم والخير ومات شابا وكان له أخت أسمها عايشه أم محمد بنت عبد الله ذات الكرامات والآيات الفاخره روى أن بلاد جيلان * مره واستسقى أهلها فلم يسقوا فأتى الشيوخ إلى دارها وسألوها الأستسقاء لهم فقامت إلى رحبة بيتها وكنست الأرض وقال يارب أنا كنست فرش أنت قلم يلبثوا أن مطرت السماء كافواه القرب فرجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء وقد عمرت وماتت بجيلان رضي الله عنها وقد ثبت أن له ولدا أسمه عيسى تفقه على والده وغيره ودرس ووعظ وافتي وصنف الكتاب المسمى بجواهر الأسرار ولطائف الأنوار في علوم الصوفية وقدم مصر وحدث بها ووعظ وممن تفقه على الشيخ من اولاده عبد الوهاب وعبد العزيز وعبد الجبار وعبد الرزاق وقد حدث واملي ووعظ وأفتى وإبراهيم ورحل إلى واسط وتوفي بها ومحمد وعبد الله ويقال أنه حدث وهو أسن أولاده ويحيى وقد حدث وقدم مصر وانتفع به * وحدث بدمشق وعمر وأنتفع به ودخل مصر ولاتوطن دمشق وتوفي بها وهو آخر من مات من أولاده وغالب موت أولاد الشيخ ببغداد ولهم تربه معروفه قريبة من تربة الشيخ فهذه عشرة من اولاده ومن الأسباط الذين تفقهوا على جدهم عفيف المبارك الناسخ وعبد السلام بن عبد الوهاب وأخوه الشيخ سليمان وقد حدث وأما الشيخ نصر بن عبد الرزاق فقد تفقه على والده وعمه وحدث واملي ووعظ وأفتى وتولى القضاء بمدينة السلام وتوفي ببغداد ومن أخوته عبد الرحيم بن عبد الرزاق سمع المشايخ وحدث وتوفي ببغداد ودفن بمقبرة الإمام أحمد وأبو المحاسن تفقه على والده وغيره وسمع منه ومن عمه عبد الوهاب وأبي الفتح وغيرهم وتوفي شهيدا بأيدي التتار في بغداد وأختاه سعاده وعايشه سمعتا من الشيخ وحدثتا وعبد الرحمن حدث عن جده وغيره وأخوه عبد القادر تفقه على عمه عبد الرزاق وغيره ومحمد بن عبد العزيز سمع من غير واحد واخته زهراء أجاز لها عبد الحق وعبد الرحمن ابنا عبد الخالق وغيرهما وحدثت وتوفيت ببغداد وداود بن عبد الوهاب تفقه وسمع وحدث وتوفي ببغداد ودفن عند أبيه قريبا من جده ومحمد بن نصر تفقه على والده وسمع وحدث وله كلام حسن على لسان أهل الحقيقه وله شعر بديع في بيان الطريقه وقد سئل عن التمكن فانشد وقال يسقى ويشرب لاتلهبه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الكامن اطاعة سكره حتى تحكم في حال الصحاه وذا من أعجاب الناس ومن كلامه من توصل بالوداد فقد أصطفى من بين العباد فهذه أربعة عشر من اسباطه ذرية طيبة على طرف بساطه كلهم بلغوا مرادهم في وادي نشاطه وأنبساطه فحق أن يقال له في حق من أنكر أن شانيك هو الا بترف * أن نسب أولاد مولانا الحسن أمر محقق لا مرية فيه بل أنه غير منقطع إلى يوم القيامة فإن المهدي يكون من نسل الحسن على الأصح كما بينه في رسالة المهدي وقررت فيه أنه من جانب الأب حسن ومن جانب الأم حسين ولقد بلغني عن بعض الأكابر أن الحسن بن علي لما ترك أمر الخلافة لما فيها من الفتنة والآفة عوضه الله القطبيه الكبرى فيه وفي نسله وكأنه القطب الأكبر والشيخ عبد القادر هو الأوسط والمهدي خاتمه الأقطاب والله أعلم بالصواب وأما بيان حلية وأهل خلقة فقال الشيخ الإمام العلامه أبو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامه كان شيخ الأسلام محيي الدين عبد القادر الخلي رضي الله عنه نحيف الورك ريع القامه عريض الصدر عريض اللحية طويلها اسمر مقرون الحاجبين ذا صوت جهروي * على وقدر على وعلم وفى وفهم ذكي انتهى وقد * عن ساق الأجتهاد في طلب العلم وحصوله وسارع في طلب فروعه وأصوله وقد قصد الأشياخ الأئمة وأعلام الهدى من علماء الأمه فاشتغل بالقرآن حتى اتقنه وعم بدراسته سره وعلنه وتفقه * الوفاء علي بن عقيل وغيره من العلماء مذهبا ومشربا وخلافا وفروعا وأصولا ومعقولا ومنقولا وسمع الحديث من جماعة المحدثين كما سيأتي اسانيده فيما جمعت له من الأربعين وقرأ الفن الأدبي علي يحيى بن علي الترمذي وصحب المشايخ الكرام والأولياء العظام كما سيأتي فيما يكون اليق من هذا المقام حتى فاق أهل زمانه وبرع من بين اقرانه وقد تجرع القصص ومن الشدائد والبلوى ورفض * بالخلايق استغالا بالمولى وتصدر للتدريس والمواعظ والفتوى ولقب بأمام الفريقين وموضح الطريقين وكريم الجدين ومعلم الطرفين فأصبح الزمان مشرقه به مناكبه والدين مشرفه به مذاهبه والعلم عاليه به مراتبه والشرع منصورة به كتائبيه وأنتمى إليه جمع عظيم من العلماء وتلمذ له خلق كبير من الفقهاء ولبس الخرقة منه جمع لا يحصون من الفقراء والمشايخ الكبر إو العلماء الخبراء وجمهور شيوخ اليمن يرجعون في لبس الخرقه إليه فبعضهم لبسها من يده راحلين إليه والأكثرون من رسوله الذي أرسله إليهم من بين يديه وقد فضل الشيخ المحقق أبو مدين المشرق على المغرب لوجود الشيخ عبد القادر قدس سره الباطن والظاهر من ذلك الجانب المشرق ثم أعلم أن للشيخ مصنفات منها الغنية وهو كتاب جليل فيه المنية ومنها فتوح الغيب وهو خلاصة التصوف المبرا من * ومنها جلاء الخاطر في الباطن والظاهر ومنها مكاتيب بالفارسي لبعض أصحابه من الأعجام فيها فوائد لأولى الأفهام ومنها اشعار لطيفه متضمنه لأسرار شريفة مشتملة على مقامات فنية وبلده كيلان بكسر الكاف العجمي وعرب بالجيلان وقد يقتصر ويقال الجيلى وولادته سنة أحدى وسبعين وأربعمائة ووفاته عام أحدى وستين وخمسماءه فعمره ستون موافقا لعمره عليه السلام في أحدى روايات المحدثين الأعلام وقد ورد السعيد من سعد في بطن أمه وهو يحتمل أن يكون بأعتبار الأنتهاء وأن يكون من أول الابتدا كالأنبياء وبعض الأولياء ومنهم الشيخ فأن أمه أم الخير الملقبه بأمه الجبار حلت أن ولدها عبد القادر لما * لم يشرب في نهار رمضان من بينها حتى وقع اشتباه في هلال رمضان من جهة الغمام فسئلت أمه فقالت أنه لم يشرب فتبين في آخر الأمر أن ذلك اليوم كان من أول رمضان قالت وأشتهر ببلدنا في ذلك الوقت أنه ولد للاشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان وروى عن الشيخ أنه قال كنت صغيرا وخرجت يوم عرفة إلى الصحراء وتبعت بقرة للحراقه في ذلك الفضاء فتكلمت البقرة ياعبد القادر مالهذا خلقت ولا بهذا أمرت فخفت ورجعت وطلعت فوق سطح لنا فرأيت الحجاج واقفين يعرفه فدخلت على امي وقلت اعتقيني لله وأتركيني في سبيله وأذني لي لأن أذهب إلى بغداد لخدمة العلماء العاملين وزيارة المشايخ الصالحين فسألتني عن الداعيه في ذلك فذكرت لها ما رأيت هنالك فبكت وقامت ودخلت البيت وأخرجت ثمانين دينارا من أرث والان وتركت أربعين لاخي وحفظت اربعين تحت ابطي من وأذنت لي في السفر وعهدت إلى بالصدق في السفر والحضر وخرجت مودعة لي وقالت لي ياولدي أذهب فقد خرجت عنك لله وهذا أوجه لا أراه إلى يوم القيامة فتوجهت مع القافلة إلى بغداد ولما تجاوزت عن همدان ظهر ستون راكبا من قطاع الطريق وأخذوا القافلة ولم يتعرض لي أحد إلى أن مر على واحد منهم وقال ما معك يافقير فقلت أربعون دينارا قال فاين هي قلت مخيط تحت ابطي فتوهم استهزاء أو مزاحا فتركني وراح عني ثم مر آخر وجري من السؤال والجواب ماجرى فتكلما بمقولي عند رئيس القوم فطلبني فوق تل كان قسم فبه أموال القافلة بينهم وسألني مثلهما وأجبت له بما قدمت لهما فأمر أن يفتش ثوبي فوجد مطابقا لقولي فقال ما حملك على هذا الأعتراف فقلت عهدا * لي حال الأنصراف فبكى وقال أنا تركت في جميع عمري عهد ربي في أمري وتاب على يدي سبعه وأصحابه ورد والأموال على أهل القافله وروى أن أهل القافلة تابوا على يد الشيخ أيضا وقاسموا المال بينهم وبين القوم وكانوا أول التائبين على يده في ذلك اليوم وقد وصل إلى بغداد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وأشتغل بتحصيل العلوم من اقرا والحديث والفقه والعلوم الأدبيه المهمة في معرفة اللغة العربية على علماء زمانه حتى فاق على اقرانه من منظمة شأنه وظهور حجته وبرهانه وفي سنة أحدى وعشرين وخمسمائة جلس لوعظ الخلق بدعوة الحق وأما كراماته فقد قاربت التواتر ومعلوم بالأتفاق أنه لم يظهر ظهور كرماته وخوارق عاداته لغيره من شيوخ القرشي الهكاري وهو لبسها من يد الشيخ أبي الفرج الطرسوبي وهو من يد الشيخ أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي وهو من يد الشيخ أبي بكر الشبلي قدس الله أرواحهم وأنس شباحهم هذا ومن مشايخه حماد الدباس بتشديد الموحده وكان اميا وفتح عليه باب العارف والأسرار وصار قدوه للمشايخ الكبار روى أن يوما كان عبد القادر في خدمته ولما غاب عن حضرته قال أن لهذا العجمي قدما يكون على رقاب أولياء الله ويصبر مأمورا من عند مولاه بأن يقول هذه قدمي على رقبه كل ولي لله ويتواضع له جميع اولياء الله في زمانه ويعظمونه لظهور شأنه روى أنه كان يوما في منبر رباطه جالسا في بساطه لوعظه حال انبساطه وكان عامة المشايخ قريبا من خمسين وليا حاضرا عنده إذ جرى على لسانه في اثناء بيانه قدمي هذه على رقبة كل ولي لله فقام رئيس المشايخ الشيخ علي الهيتي بكسر الهاء وصعد المنبر وأخذ قدمه ووضعها على رقبته تحقيقا لمقالته وتسليما لحالته وكذا فعله بقية المشايخ الحاضرين وكذا من غاب عنه وأنكشف له من العارفين فأنهم تواضعوا له حتى ذكر أن الشيخ أبو مدين المغربي في اثناء درسه لأصحاب أنسه خضع رقبته وقال سمعا وطاعه مسئل عن ذلك فأجاب بما جرى لعبد القادر هنالك وحكى أن واحدا من العجم أمتنع من الأنقياد له فسلبت الولاية عنه وهذا تنبيه نبيه على أنه قطب الأقطاب والغوث الأعظم في هذا الباب ومن حمله كرامات الشيخ علي الهيتي أن من ذكره عند توجه الأسد إليه أنصرف عنه ومن ذكره في أرض مبقاة اندفع اليق منه باذن الله سبحانه روى عن الشيخ سبق الدين عبد الوهاب ولد الشيخ عبد القادر أن كل هلال كان يأتي والدي قبل أن يهل ويهنئ له بما قدر فيه بصورة حسنه أو يسليه بما قضى فيه على هية ردية فدخل شاب حسن الصورة على والدي يوم جمعه سلخ حمادي الآخره سنه ستين وخمسمائة وجمع من المشايخ في صحبته وقال السلام عليك ياولي الله أنا شهر رجب جئتك للتهنئة أن في هذا الشهر لم يقدر إلا الخير والسلامه ودخل يوم الأحد سلخ رجب شخص كريه المنظر وقال السلام عليك ياولي الله أنا شهر شعبان جئتك لاهنيك واسلك عما قدر في من الموت وفناء الخلق ببغداد وغلاء الأسعار بالحجاز والقتل والحرب في خراسان وقد وقع جميع ما أخبره به في ذلك الزمان وقد مرض الشيخ في رمضان أياما قليلة فدخل عليه شخص مع البهاء والوقار وفي خدمة الشيخ جماعة من المشايخ الكبار مثل الشيخ علي الهيتي والشيخ محب الدين السهروردي وغيرهما فقال السلام عليك ياولي الله أنا شهر رمضان جئتك معتذرا بما قدر لي فيك من المرض المقرون بالسلامة واودعك فأن هنا آخر اجتماعي معك في رمضان ورجع وتوفي الشيخ في ربيع الآخر ولعل الحكمة في تأخره عن ربيع الأول أشعارا بأن الولي احط رتبه من النبي بدرجة واحدة أما كون وفاته في ليلة الحادي عشرا ويومه من ربيع الآخر فلم اره منقولا وأن كان تقضي وجها معقولا ومن كلامه الموجز في مرامه لابد لكل مؤمن في سائر أحواله من ثلاثة أشياء أمر يمتثله ونهى يجتنبه وقدر يرضى به وقال من عامل مولاه بالصدق والنصاح استوحش مما سواه في المساء والصباح وقال الأخذ مع وجود الهوى من غير الأمر عناد وشقاق والأحد مع عدم الهوى وفاق وأتفاق وتركه رياء ونفاق وقال ينبغي كل مؤمن أن يجعل حديث إبن عباس مراه قلبه وشعاره ودثاره وحديثه فيعمل به في جميع حركاته وسكناته حتى يسلم في الدنيا والآخرة ويجد العزة فيهما برحمة الله عز وجل وهو أنه قال بينهما أنا رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال لي ياغلام أحفظ الله يحفظك أحفظ تجده أمامك فإذا سألت فسل الله وإذا استعنت فأستعن بالله جف القلم بما هو كاين ولو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه فأن استطعت أن تعمل لله بالصدق في اليقين فاعمل وأن لم يستطع فأن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأعلم أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا والحديث مذكور في الأربعين وقد شرحناه والله المعين ومن كلامه ما سأل الناس من سأل الا لجهلكم بالله وضعف إيمانه ومعرفته وبعينه وقلة صبره وما تعفف من تعفف عن ذلك الا لوفور علمه بالله وقوة إيمانه ويقينه وتزايد معرفته بربه في كل لحظة وحياته منه عز وجل ومن كلامه كن مع الله عز وجل كأن لا خلق ومع الخلق كان لا نفس فإذا كنت مع الله عز وجل بلا حلق وجدت وعن الكل فنبت وإذا كنت مع الخلق بلا نفس عدلت وايقنت ومن التبعات سلمت ومن كلامه إذا صح القلب مع الله لايخلو من شيء ولا يخرج منه شيء ومن كلامه المشهور أنا لب بلا قشور ومن كلامه بيني وبينكم وبين الخلق كلهم بعد ما بين السماء والأرض فلا تقيسوني باحد ولا تقيسوا على احدا يعني فلا يقاس الملوك بالحدادين وهذا كله من فتوح الغيب ومن كلامه خطوتان وقد وصلت إلى الله النفس والخلق وفي رواية الدنيا والآخرة إلا إلى الله تصير الأمور وروى في الغنيه عن أبي وائل عن إبن مسعود من أراد أن يحبه الله من الزبانيه التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فإنها تسعة عشر حرفا ليجعل الله تعالى كل حرف منها جنه عن واحد منهم وقال من جلت مرتبته وعظمت منزلته عند الله عز وجل فليس عنده صغيرة بل كل مخالفة كبيرة وأنشد لبعضهم جل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي وأصنع كماش فوق أرض الشوك بحذر ما يرى لاتحقرن صغيرها أن الجبال من الحصى وقيل أن الذنب إذا صغر عند العبد عظم عند الله وإذا استعظمه العبد صغر عند الله وفي الحديث أن المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه والمنافق يرى ذنبه كأنه ذياب طار على انفه فاطاره وقال بعضهم الذنب الذي لايغفر قول العبد ليتكل شيء عملته مثل هذا وهذا من نقصان إيمانه وضعف معرفته * وقلة علمه بجلال الله وعظمة شأنه ولو كان عنده علم بذلك لرأي الصغير كبيرا والحقير عظيما كما اوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه لا ينظر إلى قلة الهدية وأنظر إلى عظيم مهديها ولا تنظر إلى صغر الخطه وأنظر إلى كسر باء من واجته بها وقال بعض الصحابه لأصحابه من التابعين رضوان الله عليهم أجمعين أنكم لتعملون أعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات وعن ذى النون المصري توبه العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة * بين تائب يتوب من الزلات وتائب يتوب من الغفلات وتائب يتوب من روية الحسنات وتائب يتوب من طمأنينة القلب إلى غير خالق البريات وعن إبن عباس في قوله تعالى بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يعي يقدم ذنوبه ويؤخر توبته ويقول سأتوب حتى يأتيه الموت على شر ما كان عليه فيموت لديه وقال أبو علي الدقاق التوبه وهي الرجوع إلى الله من الغيبه إلى الحضره على ثلاثة أقسام أولها التوبه وأوسطها الأنابة وآخرها الأوبه فكان من تاب لخوف العقوبة كان صاحب التوبة ومن تاب طمعا في الثواب كان صاحب انابه ومن تاب عن الغفله كان صاحب الاوبه وقيل التوبه صفة المؤمنين قال تعالى وتوبوا إلى الله جميعا آية المؤمنون لعلكم تفلحون والأنابه صفة الأولياء المقربين قال تعالى وجاء بقلب منيب والاوبه صفة الأنبياء والمرسلين قال تعالى نعم العبد أنه اواب وقال الجنيد دخلت يوما على السري فرأيته متغيرا فقلت له مالك فقال دخل على شاب فسألني عن التوبه فقلت له أن لاتنسى ذنبك فعارضني وقال بل التوبة أن تنس ذنبك فقلت أن الأمر عندي ما قاله الشاب وقال ثم قلت لأني إذا كنت في حال الجفاء فنقلني إلى حال الوفاء فذكر الجفاء في حال الصفاء جفاء فسكت وقال عمر بن عبد العزيز ليس التقى صيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن التقوى ترك ما حرم الله واداء ما افرض الله فما رزق بعد ذلك فهو خير إلى خير وقال إبن حفيف التقوى مجانبه ما يبعدك عن الله وقال الثوري المتقي هو الذي يتقي الدنيا وافاتها وقال أبو يزيد المتقي من إذا قال قال لله وإذا سكت سكت به وإذا ذكر ذكر لله وقيل التقوى أن الله لايراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك وقيل من علامات أهل التقوى الصبر عند البلاء والشك عند النعماء والرضاء بالقضاء وقيل التقوى أن تزين سرك للحق كما تزين علانيتك للخلق وقال أبو الدرداء يريد المرء أن يعطى مناة ويابى الله الا ما أراد ايقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله افضل ما استفاد أو قال الكتاني قسمت الدنيا على البلوى وقسمت الجنة على التقوى وجاء في تفسير قوله تعالى أتقوا الله حق تقاته هو أن يطاع فلا يعصني ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر وقال بعضهم من تحقق في التقوى هون الله على قلبه الأعراض عن الدنيا ومن كلام شيخ الأنام في آداب الصيام أنه ينبغي أن يجرد صومه عن الآثام لما أخبرنا به شيخ هبة الله قال أخبرنا الشيخ الحسن بن أحمد بن عبد الله الفقيه الحنبلي قال أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ قال أخبرنا الحسين بن جعفر الواعظ قال أخبرنا أحمد بن عيسى السكني قال أخبرنا إبن إسحق الملقب بالحسام قال أخبرنا إسحاق بن رزين الراسني قال أخبرنا إسماعيل بن يحيى قال أخبرنا مسعر بن كدام عن عطيه يعني العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب من الشهور الحرام وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة فإذا صام الرجل منه يوما وجرد صومه بتقوى عز وجل نطق الباب ونطق اليوم وقال يارب أغفر له وإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفرا له وقالا أو قيل له خدعتك نفسك أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن البناء قال حدثنا محمد الحافظ قال حدثنا عبد الله قال حدثنا جعفر بن أحمد الحمال قال حدثنا سعيد بن عنبسة قال حدثنا تقيه قال حدثنا الحجاج عن خاقان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس يفطرن الصائم * الوضوء الكذب والنميمة والغيبة والنظر بالشهوة واليمين الكاذبه أخبرنا أبو النصر عن والده باسناده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماصام من ظل يأكل لحوم الناس أخبرنا أبو نصر عن والده باسناده عن حذيفة بن اليمان قال من تأمل خلق أمرأة من فوق ثيابها بطل صومه أخبرنا أبو نصر بإسناده عن سليمان بن موسى قال جابر بن عبد الله إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك من الكذب والمحارم ودع أذي الجار وليكن عليك وقار وسكينه يوم صومك ويوم فطرك * الشيخ أبو عمر عن والده بإسناده عن أبي فراش أنه سمع عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صام نوح الدهر إلا يومين الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر أخبرنا الشيخ أبو منصور عن والده بإسناده عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البادية فقال يارسول الله أخبرني عن صومك فغضب عليه السلام حتى أحمرت وجنتاه فلما رأى ذلك عمر بن الخطاب أقبل على الرجل فزبره ووانتهره حتى اسكته فلما سرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر يانبي الله جعلني الله فداك أخبرني عن رجل يصوم الدهر كله قال لا صام ذلك ولا أفطر فقال يارسول الله أخبرني عن رجل يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قال ذلك صوم الدهر كله فقال يارسول الله أخبرني عن رجل يصوم الأثنين والخميس قال أما الخميس فيوم يرفع فيه الأعمال وأما الأثنين فهو اليوم اليوم الذي ولدت فيه وأنزل علي فيه الوحي أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا عبد الله بن علي بن بشرين أخبرنا علي بن عمر الحافظ أخبرنا أبو نصر جيشون بن موسى الخلال أخبرنا علي بن سعيد الدنيلي أخبرنا ضميرة بن ربيعه القرشي عن إبن شوذن عن مصرف الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من صام يوم السابع والعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهر أو هو أول يوم نزل جبريل على النبي عليه السلام بالرسالة أخبرنا هبة الله أخبرنا محمد بن الفرحان أخبرنا أحمد بن الحسين بن سعيد الأنباري أخبرنا إبراهيم بن فراس عن عمرو بن سمره عن موسى بن العباس عن الأصبغ بن نباته عن الحسين بن علي بن أبي طالب قال بينا نحن في الطواف إذ سمعت صوتا وهو يقول يامن * المضطر في الظلم ياكاشف الكرب والبلوى مع السقم قد بات وفدك حول البيت والحرم ونحن ندعو بين الله لم تنم هب لي بجودك ما اخطأت من حرم يامن تعود هذه الخلق يالكريم أن كان عفوك لم يسبق * فمن يجود على الواصين بالنعم قال الحسين بن علي قال أبي ياحسين أما تسمع النادب ذنبه والمعاتب ربه امض فعساك تدركه وناده قال الحسين فاسرعت حتى ادركته وإذا أنا برجل جميل الوجه تقي الدرن نظيف الثياب طيب الريح إلا أنه قد شل جانبه الأيمن فقلت أجب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال له من أنت وما شأنك قال ياأمير المؤمنين ما شأن من أخذ بالعتوق ومنع الحقوق قال ما اسمك قال منازل بن لاحق قال * قال كنت مشهورا في العرب باللهو والطرب اركض في صبوتي ولا افيق من غفلتي أن تبت لم تغفل توبتي وأن استقلت لم تقل عترتي اديم العصيان في رجب وشعبان وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الجهاله وشقوة المعصيه والضلالة يقول أي نبي لله سطوات ونقمات فلا تتعرض لمن يعاقب بالنار في دار البوار فكم قد ضج منك الظلام والملائكة الكرام والشهر الحرام والليالي والأيام وكان إذا الح على بالعتب الححت عليه بالغضب فابلغت إليه يوما فقال والله لاصومن ولا أفطر ولاصلين ولا أنام فصام اسبوعا وركب جملا اوراق واتى مكة يوم الحج الأكبر وقال لا بيت الله ولا ستعدين عليك الله قال فقدم مكة وتعلق باستار الكعبه ودعا على وقال يامن إليه أتى الحجاج من بعد يرجون لطف عزيز واحد صمد هذا منازل لايرتد عن عققي فخذ بحقي يارحمن من ولدي وشل منه بجود منك جانبه يامن تقدس لم يولد ولم يلد قال فلا والذي رفع السماء ونبع الماء ما استقم كلامه حتى شل جانبي اليمين وظللت كالخشبه الملقاة بارجاء الحرم وكان الناس يغدون ويروحون على ويقولون هذا الذي أجاب الله فيه دعوة ابيه فقال له على فما فعل أبوك قال يامير المؤمنين سألته أن يدعو الله لي في المواضع التي دعا على بعد أن رضى عنها جانبي فحملته على ناقتي وحديث في السير حتى وصلنا إلى واد يقال له الا راك فنفر طائر من شجر فنفرت الناقه فوقع منها فمات في الطريق قال على إلا عليك دعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مادعا بها مهموم الا فرج الله تعالى عنه همه ولا مكروب الا فرج الله عنه كربته فقال نعم قال الحسين فعلمه الدعا ودعابه وغدا علينا صحيحا سليما فقلت للرجل كيف عملت قال لما هدات العيون دعوت به مره وثانيه وثالثه فنوديت حسبك الله فقد دعوت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ثم حملتني عيني فنمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فعرضتها عليه فقال صدق علي إبن عمي فيها أسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى فقلت يارسول الله أريد اسمع الدعاء منك فقال قل اللهم أني أسألك ياعالم الأمور الخفيه ويامن السماء بقدرته مبنيه ويامن الأرض بعزته مدحيه ويامن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقه مضية ويامقبلا على كل نفس مؤمنه زكية يامسكن رعب الخائفين وأهل التقية يامن حوائج الخلق عنده مقضية يامن نجا يوسف من العبودية يامن ليس له بواب ينادي ولا صاحب يغشي ولا وزمر يؤتي ولا غيره رب يدعي ولا يزداد على الحوائج الا كرما وجود أصل على محمد واله واعطني سؤلي أنك على كل شيء قدير قال فانتبهت وقد بر أن قال على يمسكوا هذا الدعاء فانه كنز من كنوز العرش أخبرنا أبو نصر محمد عن والده بإسناده عن عطاء بن يسار عن أم سلمه قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر بعد رمضان أكثر من صيامه في شعبان وذلك أنه من يموت في تلك السنه شيخ اسمه في شعبان من الأحياء إلى الأموات يحدثنا أبو نصر عن والده بإسناده عن ثابت عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الصيام قال صيام شعبان تعظيما لرمضان أخبرني أبو نصر عن والده أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا إسحاق بن محمد الفارسي أخبرنا أحمد بن الصباح بن أبي شريح أخبرنا يزيد بن هرون حدثنا الحجاج بن ارطاه عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال لي اكنت تخافين أن يخيف الله عليك ورسوله فقلت له يارسول الله ظننت أنك ايت بعض نسائك فقال أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب أخبرني أبو نصر عن والده بإسناده عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يفتح الله الخير في أربع ليال سحا ليلة الأضحى وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان ينسخ الله فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحاج وليلة عرفه إلى الأذان وأخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن الأعرج عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر إلى عبد لم يعذبه أبدا ولله عز وجل في كل يوم الف الف عتيق من النار أخبرني أبو نصر عن والده بإسناده عن أبي هريرة قال عليه السلام إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين أخبرنا الشيخ أبو البركات عن أحمد بن علي الحافظ بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الشهور رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة أخبرنا الشيخ أبو البركات عن الفضيل بن محمد القصار الأصبهاني بها ثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان حدثنا عبد الله بن محمد الوراق حدثنا أبو بكر بن البزار ثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ثنا أبو عاصم بن هلال عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل أيام الدنيا أيام عشر ذي الحجة قبل ولا مثلها في سبيل الله قال ولا مثلها في سبيل الله إلا رجلا عفر وجهه بالتراب أخبرنا الشيخ أبو البركات بإسناده عن سعيد بن جبير عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل منه في هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء أخبرنا الشيخ أبو البركات عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ باسناده عن عبيره بن خالد الحذاء عن حفصه رضي الله عنها قالت أربع لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتركهن صوم عشر ذي الحجة وعاشورا وثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الغدوه أخبرنا الشيخ أبو البركات عن حمزه بن عيسى بن الحسين الوراق باسناده عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن امام أحب إلى الله أن تعبد له فيهن من أيام عشر ذي الحجة وأن صام يوم يعدل صيام سنه وقيام ليلة كقيام سنه أخبرنا الشيخ أبو البركات عن الحسن بن أحمد المقرئ بإسناده عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صام أيام العشر كتب له بكل يوم صيام سنه أخبرنا الشيخ أبو البركات عن الشريف أبي عبد الله محمد بن محمد بن يحيى بن المهدي بإسناده عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احيا ليلة من ليالي عشر ذي الحجة فكانما عبد الله تعالى عباده من حج واعتمر طول سنته ومن صام فيها يوما فكأنما عبد الله عز وجل سائر سنته أخبرنا الشيخ أبو البركات عن محمد بن محمد بن عبد العزيز الشاهد بإسناده عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين زين العابدين عن ابيه الحسين بن علي عن امه علي رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا دخل عشر ذي الحجة فجدوا في الطاعه فأنها أيام فضلها الله وجعل حرمه ليلها كحرمة نهارها فمن صلى في ليلة من ليالي العشر الثلث الأخير أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحد مرتين ويكرر سورة الأخلاص ثلاثا ويقرأ آية الكرسي ويكرر ذلك ثلاثا في كل ركعة فإذا فرغ من صلاته رفع يديه وقال سبحان رب العزه والخيرات سبحان ذي القدرة والملكوت سبحان الحي الذي لايموت لا إله إلا الله يحيى ويميت وهو حي لايموت سبحانه رب العباد والبلاد والحمد لله طيبا كثيرا مباركا على كل حال الله أكبر كبيرا ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان قال الشيخ يعني علمه ثم يدعو بما شاء فإن له الأجر بازاء من حج إلى بيت الله الحرام وزار قبر نبيه عليه الصلاة والسلام وجاهد في سبيل الله ولم يسأل الله شيئا إلا أعطاه اناه وأن صلاها في كل ليله من ليالي العشر احله الله تعالى الفردوس الأعلى ومحا عنه كل سيئة وقيل له استأنف العمل فإذا كان يوم عرفه وصام نهارها وصلى ليلها ودعا بهذا الدعاء وكثير الضراعه بين يدي الله يقول الله تعالى ياملائكتي أشهدوا أني قد غفرت له وشركته بالحجاج إلى بيتي فنستبشر الملائكة بما يعطي الله ذلك العبد بصلاته ودعائه أخبرنا الشيخ هبة الله بن المبارك أنا أبو علي الحسن بن أحمد أبا علي بن محمد بن عبد الله بن المعدل ثنا أبو علي الصواف ثنا عبد الله بن محمد بن ناجيه ثنا عمر بن حفص أبو عمر وثنا محمد بن مروان ثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر إبن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن يوم أفضل من يوم عرفه * الله تعالى بأهل الأرض أهل السماء يقول أنظروا إلى عبادي شعثا غبرا جاؤني من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي فلم * أكثر عتيقا من النار من يوم عرفه أخبرنا هبة الله عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد الفارسي بإسناده عن الحسن المغربي عن إبن عباس قال حطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم عرفه فقال أيها الناس أنه ليس البر في ايحاف الأبل ولا ايضاع الخيل ولكن سيرا جميلا تواصلوا ضعيفا ولا * مسلما أخبرنا هبة الله قال أنا مكابر بن الجحش المازني بالبصره بإسناده عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا كان يوم عرفه ينزل الله الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بالحجاج الملائكة فيقول عز وجل أنظروا إلى عبادي جاؤني من كل فج عميق شعثا غبرا يرجون رحمتي ويخافون عذابي وحق على المزور أن يكرم زائره وحق على المضيف أن يكرم ضيفه أشهدوا أني قد غفرت لهم وجعلت قراهم دخول الجنة قال فتقول الملائكة يارب أن فلانا فيهم يزهوا وفلانه تزهو فيقول عز وجل قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفه أخبرنا هبة الله عن طلحة بن عبيد الله بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماروى ابليس يوما هو فيه اصغر ولا اوجر ولا احقر ولا اغيظ من يوم عرفه وذاك لما يرى من تنزل الرحمه والعفو عن الذنوب الا ماروى يوم بدر قالوا يارسول الله وما رأى يوم بدر قال رأى جبريل يزع الملائكة أخبرنا هبة الله بن المبارك أنا أبو الفتح محمد بن أحمد المطري يعرف بالباهين أبا علي بن أحمد بن الدفأ السامرئي ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي اثنا أبو مصعب عن مالك بن أنس عن نافع عن إبن عمر قال وقف بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفه فلما قام عند الدفعه استنصت الناس فانصتوا فقال أيها الناس أن ربكم عز وجل قد تطول عليكم في يومكم هذا وهب مسيئكم لمحسنكم ما سأل وغفر ذنوبكم إلا التبعات ادفعوا بسم الله فلما صرنا بالمزدلفه وقف بنا عليه السلام سحرا فلما كان عند الدفعه استوقف الناس واستنصتهم فانصتوا ثم قال يأيها الناس أن ربكم قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم وأعطى محسنكم ما سأل وغفر ذنوبكم وغفر التبعات وضمن لاهلها الثواب ادفعوا بسم الله فقام اعرابي وأخذ بزمام الناقه فقال يارسول الله والذي بعثك بالحق مابقى من عمل إلا قد عملته وأني لاحلف على اليمين الفاجره فهل دخلت فمن وصفت فقال عليه السلام ياأعرابي ابك أن حسن فما ستانف يغفر لك فيما مضى خل زمام الناقه أخبرنا هبة الله عن أبي علي الحسن بن الحباب المقري بإسناده عن عباس بن مرداس قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة ثم الزمه فاجابه الله تعالى أني قد فعلت الا ظلم بعضهم بعضا فاما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها فقال أي رب انك قادر أن تثبت هذا المظلوم خيرا من ظلمه وتغفر لهذا الظالم قال فلم يجبه تلك العشيه فلما كان غداه مزدلفه أعاد الحديث فأجابه أني قد غفرت لهم قال ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه يارسول الله تبسمت في ساعه لم يكن تتبسم فيها فقال عليه السلام تبسمت من عدو الله ابليس أنه لما علم أن الله سبحانه قد استجاب لي في امتى اهوى يدعو بالويل والثبور ويحثوا التراب على رأسه أخبرنا هبة الله بن المبارك قال أبا أحمد بن محمد بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوم عرفه غفر الله له ما تقدم من ذنبه لسنه أخبرنا هبة الله بن المبارك بإسناده عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عرفه كفارة سنتين ماضية وسنه مستقبله أخبرنا هبة الله أبا الحسن باسناده عن علي وإبن مسعود قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى يوم عرفه ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات في كل مرة مرة يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ويختم يامين ثم يقرأ يقل يأيها الكافرون ثلاث مرات وقل هو الله أحد مائة مرة ببسم الله الرحمن الرحيم إلا قال الله عز وجل أشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه أخبرنا إبن المبارك عن أحمد بن أحمد بن عبد الله المقري بإسناده عن خليفة بن حصين عن علي أنه قال كان أكثر ما يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفه اللهم لك الحمد كما نقول وخيرا مما نقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ورب لك تراني اللهم أني أعوذ بك من عذاب القبر وفتنة الصدر وشتات الأمر اللهم أني أسألك من خبر ما يجري به الريح أخبرنا هبة الله إبن المبارك بإسناده عن موسى بن عبيدة عن علي قال عليه السلام أكثر دعائي ودعاء الأنبياء صلى بعرفه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أجعل في قلبي نورا وفي بشري نورا اللهم اشرح لي صدري ويسر لي امري اللهم أني أعوذ بك من وساوس الصدر وشتات الأمر وفتنة القبر اللهم أني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر مايلج في النهار وشر ماتهب به الرياح ومن شر بوائق الدهر أخبرنا هبة الله أبا الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري أبا الحسن بن عمران المؤذن بنا أبو القاسم الغامي ثنا أبو علي الحسن بن علي ثنا أحمد بن عمار ثنا محمد بن مهدي حدثني إبن خريج عن عطاء عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع البري والبحري يعني الياس والخضر عليهما السلام كل عام بمكة قال إبن عباس وبلغنا أنه يحلق أحدهما رأس صاحبه ويقول أحدهما للآخر بسم الله ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله بسم الله ماشاء لا يصرف السوء إلا الله بسم الله ما شاء الله وما بكم من نعمة فمن الله بسم الله ما شاء الله لاحول ولا قوة الا بالله قال إبن عباس قال عليه السلام من قالها في كل يوم امن من الحرق والفرق والسرق وكل شيء يكرهه حتى يمس فأن قالها حين يمس كان في حرز الله حتى يصح أخبرنا هبة الله أبا الحسن بن أحمد ثنا عبيد الله بن أحمد الأزهري ثنا أبو طالب بن حمدان السكري ثنا إسماعيل ثنا عباس الدوري حدثنا عبيد الله بن إسحاق العطار ثنا محمد بن مبشر القيسي عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم قال يجتمع في كل يوم عرفه بعرفات جبريل وميكائيل واسرافيل والخضر عليهم السلام فيقول جبريل يا ماشاء الله لا قوة إلا بالله فيرد ميكائيل ماشاء الله كل نعمه من الله فيرد عليه اسرافيل فيقول ما شاء الله الخير كله بيد الله فيرد عليهم الخضر فيقول ماشاء الله لايدفع السر إلا الله ثم يتفرقون ولا يجتمعون إلى قائل من ذلك اليوم أقول ولعل هذا الحديث منشأ من قال أن الخضر ملك من الملائكة وتحقيق ذلك في رسالة سميتها كشف الحذر عن حال الخضر أخبرنا هبة الله عن محمد بن أحمد بن الحارث العدل الكوفي بها قال أبا العاضي محمد بن عبد الله الجعفي حدثنا محمد بن جعفر الأشجعي ثنا علي بن المنذر الطريفي ثنا إبن فضل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرب اضحيته يوم النحر ليسخرها قربه الله إلى الجنة فإذا نحرها غفر الله له بأول قطرة تقطر من دمها وجعلها الله تعالى له مركبا يوم القيامة إلى المحشر وبعطي بقدر شعرها وصوفها حسنات أخبرنا الشيخ أبو نصر عن والده بإسناده عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله مرفوعا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعه إلا مريضا أو مسافرا أو أمرأة أو صبيا أو مملوكا ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد أخبرنا أبو نصر عن والده عن والده بإسناده عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن لله تعالى ستمائه ألف عتيق من النار في كل يوم ويوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة في كل ساعة ألف عتيق من النار أخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول عرض هذا الدعاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو دعى به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة يوم الجمعة لايستجيب لصاحبه سبحانك لا إله إلا أنت ياحنان يامنان يابديع السموات والأرض ياذا الجلال واأكرام أخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن سعيد بن راشد عن زيد بن علي عن مرجانه عن فاطمة رضي الله عنها أنه عليه السلام قال أن في الجمعة ساعة لايوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه فقلت يا ابه أية ساعة هي قال عليه السلام إذا تدلى نصف الشمس للغروب قالت فكانت فاطمة إذا كانت يوم الجمعة امرت غلاما لها يقال له زيد تقول له أصعد الظراب فإذا تدلى نصف الشمس للغروب فاذنى واعلمني فكان يصعد فإذا كان تلك الساعة اذنها واعلمها فتقوم فتدخل المسجد حتى تغرب الشمس وتصلي أخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن علي قال عليه السلام التروا من الصلاة على يوم الجمعة فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال وسلوا الله لي الدرجة الوسيلة من الجنة قيل يارسول الله وما الدرجة الوسيلة من الجنة قال هي أعلى درجة من الجنة لاينالها الا نبي وأرجوا أن أكون هو فهذه أربعون حديثا مختوما بحديث الصلاة على النبي عليه السلام ليكون ختامه مسكا في هذا المقام بإسناده لزبدة العابدين وقدوة المجاهدين وعمدة الزاهدين ليتبين لك أنه ليس من المقلدين في أمر الدين بل من المحدثين المسندين كسائر المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين ثم أعلم أن كتابه الغنية مغنيه للسالك المريد والطالب المزيد فأنه جامع لفوائد العقائد وقواعد الطاعات من العبادات والأخلاق الحسنه التي عليها مدار المبرات وأحوال القيامة وما فيها من أهوال الندامه مشحونا بالآيات والأخبار وروايات الآثار وحكايات الأولياء من الأسرار والأنوار ما ينجلي به خواطر الأبرار إلا أنه قد وقع فيه ما يناقض كلامه وينافيه حيث ذكر الحنفيه من طوائف المرجئه المعدوده من المبتدعه الردية واعتقاد الإمام الأعظم والهمام الأقدم معروف ومشهور وعلى طبق قواعد أهل السنه مسطور كما هو في الفقه الأكبر مذكور وقد شرحته وبينته أحسن بيان ثم نطق الكلام على سبب توهم الشيخ في حقه في شرح مسند الإمام في حديث أخرجه بسنده عن النبي عليه السلام ثم رأيت الآن أنه ذكر الشيخ ماهو التحقيق في فصل تكبير التشريق حيث قال وكان علي رضي الله عنه يكبر من صلاة الغدوه من يوم عرفه إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق قال وهو مذهب أمامنا أحمد بن حنبل واحد أقوال الشافعي ومذهب أبي يوسف ومحمد بن الحسن وهو اولى الأقاويل وأجمعها وكان عبد الله بن مسعود يكبر من صلاة الغدوه يوم عرفه إلى صلاة العصر من يوم النحر قال وهو مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة انتهى كلامه فحسن الظن به كما يقضي مقامه أن أحدا من الملحدين أدرج ما تقدم في كتابه وذهل أن الشيخ قام بحق الإمام في باب خطابه هذا وقد قيل للشيخ ما سبب تلقبك بمحيي الدين قال رجعت من بعض سياحاتي مره في يوم جمعه في سنة أحدى عشرة وخمسمائة إلى بغداد حافيا فمررت بشخص مريض متغير اللون نحيف البدن فقال لي السلام عليك ياعبد القادر فرددت عليه فقال لي ادن مني فدنوت منه فقال اجلسني فاجلسته فنما جسده وحسنت صورته وصفا لونه فخفت منه فقال اتعرفني قلت لا قال أنا الدين كنت قد دثرت كما رأيتني وقد احياني بك أنت محيي الدين وما دعيت بها من قبل وعن الشيخ الجليل أبي صالح المغربي قال قال سيدي الشيخ أبو مدين ياصالح سافر إلى بغداد وات الشيخ عبد القادر ليعلم الفقر فسافرت إلى بغداد فلما رأيته رجلا ما رأيت هيبة أكثر منه فاجلسني في خلوة مائة وعشرين يوما يعني ثلث اربعينات متواليات ثم دخل على وقال ياصالح أنظر إلى هنا وأشار إلى جهة القبله قال ما ترى قلت الكعبه قال أنظر إلى هنا وأشار إلى جهة الغرب قال ماترى قلت سنحي أبا مدين قال إلى أين تريد أين تذهب إلى هنا أو إلى هنا قلت بل إلى شيخي أبي مدين قال في خطوة تذهب أو كما جئت قلت بل كما جئت قال هو اتم بم قال لي ياصالح أن اردت الفقر فانك لن تناله حتى ترقى سلمه وسلمه التوحيد وملاك التوحيد محو كل متطوع من الحدث بعين السر قلت ياسيدي أريد أن تمدني منك بهذا الوصف فنظر إلى نظره فتفرقت عن قلبي حوادث الأرادات كما يتفرق الظلام بهجوم النهار وأنا الآن انفق من تلك النظره وروى عن الشيخ عبد القادر قدس سره القاهر أنه قال حججت أول ما حججت من بغداد وأنا شاب على قدم التجريد فلما كنت عند المناره المعروفه بام القرون لقيت الشيخ عدي بن مسافر وحده وهو شاب يومئذ فقال لي إلى أين قلت إلى مكة قال هل لك في الصحبة قلت أني على قدم التجريد قال وأنا كذلك فسرنا جميعا فلما كنا في بعض الطريق إذ نحن بجاريه حبشية نحيفة البدن مبرقعه فوقفت بين يدي وحدقت النظر الى وقالت من أين أنت يافتى قلت من العجم قالت قد اتعبتني اليوم قلت ولم قالت لأني كنت الساعه في بلاد الحبشه فاشهدت أن الله تعالى تجلى على قلبك وضحك من فضله مالم يمنح بمثله غيرك فيما أعلم فاجبت أن * ثم قالت أنا اليوم اصحيكما وافطر الليلة معكما فجعلت تمشي في جانب ونحن نمشي في جانب آخر فلما كان العشاء إذا نحن بطبق نازل من الجو فلما استقر بين ايدينا وجدنا فيه سته ارغفه وخلاف * فقالت الحمد لله الذي اكرمني وأكرم ضيفي أنه ينزل على كل ليلة رغيفان فأكل كل واحد منا رغيفين ثم نزل علينا ثلاثة اباريق فشربنا منها لايشبه ماء الأرض لذه وحلاوة ثم ذهبت عنا في ليلتها فاتينا مكه فلما كنا في الطواف من الله عز وجل على الشيخ عدي بمنازله من أنواره فغشي عليه حتى يقول القائل أنه قد مات وإذا تلك الجارية واقفه على رأسه تقلبه وتقول بحسبك الذي اماتك سبحان الذي لاتقوم الحادثان لتجلي نور جلاله الا بتثبيته ولا يستقر الكائنات لظهور صفاته الا بتأييده بل اختطفت سبحان قدسه ابصار العقول وأخذت بهجات بهائه الباب الفحول قال الشيخ ثم أن الله تعالى وله الحمد من علي بمنازله من انواره في الطواف أيضا فسمعت خطابا من باطني وقال في آخر ما قال ياعبد القادر اترك التجريد الظاهر والزم تفريد التوحيد وتجريد التفريد فسنريك مت اياتنا عجبا فلا تثبت مرادنا بمرادك يثبت قدمك بين ايدينا ولا ترفى الوجود تصريفا لسوانا يدم لك شهودنا وأجلس لنفع الناس فإن لنا خاصة من عبادنا سنواصلهم على يدك إلى قربنا فقالت الجارية يافتى ما أدري ماشأنك اليوم أنه ضربت عليك خيمه من نور وأحاطت بك الملائكة إلى أن السماء وشخصت اليك أبصار الأولياء في مقاماتهم وامتدت إلى مثل ما اعطيت الامال ثم ذهبت فلم ارها بعد وعن الشيخ أبي حفص عمر بن مسعود بن البزار ببغداد قال ذكر قضيت البان عند شيخنا محي الدين عبد القادر فقال هو ولي مقرب دوجال نع الله تعالى وقدم صدق عنده فعدل له أنه مانراه يصلي قال أنه يصلي من حيث لا ترونه ولا يخرج يوم وليلة وعليه منهما فرض أبدا وأني اراه صلى بالموصل أو بغيرها من افاق الأرض يسجد عند باب الكعبة وعنه أيضا مرض الشيخ علي بن الهيتي فعاده الشيخ محيي الدين عبد القادر وأجتمع هناك الشيخ بقاء الشيخ أبو سعيد القيلوي والشيخ أبو العباس أحمد بن علي الصرصري فأمر الشيخ علي بن الهيتي خادمه أبو الحسن الجوسقي بدا لسفره فبسطها ووقف مفكرا في من يبدأ بوضع الخبز بين يديه ثم أخذ في يده خبزا كثيرا وافلته فدار على جوانب السفره دفعه واحدة من غير أن تقدم بعض الحاضرين على بعض في ذلك فقال الشيخ عبد القادر للشيخ علي بن الهيتي ما أحسن خادمك هذا قد مد سفره بالحال فقال أنا وهو غلمانك وروى بأسانيد معتبره أن الشيخ محيي الدين قال وهو على الكرسي مكثت خمسا وعشرين سنه متجردا صالحا في براري العراق وخرابة وأربعين سنه اصلي الصبح بوضوء العشاء وخمسة عشر اصلي العشاء ثم استفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحده ويدي في وتد مضروب في حائط خوف النوم حتى انتهى إلى آخر القرآن عند السحر وكنت ليلة طالعا في سلم فقالت لي نفسي لو تمت ساعة فوقفت في موضع خطر لي هذا وانتصبه على رجل واحدة واستفتحت القرآن حتى اتيت على اخره وأنا على هذه الحاله وكنت امكث من الثلاثة الأيام إلى الأربعين يوما ولا أجد ما اقتات به وكان النوم ياتيني في صورة فاصيح عليه فيذهب وتأتيني الدنيا وزخارفها وشهواتها في صور حسان وقباح فاصيح عليها فتفسرها ربه واقمت البرج المسمى الآن برج العجمي احدى عشر سنه فبطول اقامتي فيه سمى برج العجمي وكنت عاهدت الله فيه أن لا أكل حتى القم ولا أشرب حتى اسقى فبقيت فيه مره أربعين يوما لا أكل شيئا فبعد الأربعين جاء رجل ومعه خبز وطعام فوضعه بين يدي ومضى وتركني فكادت نفسي تقع على الطعام من شدة الجوع فقلت والله لاحلت عما عاهدت الله تبارك وتعالى عليه فسمعت صارخا من باطني ينادي الجوع فلم ارتع له فاجتاز بي الشيخ أبو سعيد المحرمي فسمع الصارخ فدخل على وقال ماهذا ياعبد الله أو قال ياعبد القادر فقلت هذا قلق النفس وأما الروح فساكنه إلى ربها عز وجل فقال تعال الى إلى باب الازج ومضى وتركني على حالي فقلت في نفسي ما أخرج من هذا الإ بأمر فجاءني أبو العباس الخضر عليه السلام وقال قم وأنطلق إلى أبي سعيد فجئة فاذا هو واقف على باب داره ينتظرني وقال ياعبد القادر الم يكفك قولي تعالالى حتى أمرك الخضر بما أمرتك به ثم أدخلني داره فوجدت طعاما فقعد يلقمني حتى اشبعت ثم البسني الخرقه بيده ولا زمت الاشتغال عليه وكنت قبرا ذلك في سياحتي فاتاني شخص مارأيته قبل فقال لي هل لك في الصيحه قلت نعم قال بشرط ان لاتخالفني قلت نعم قال أجلس هنا حتى اتيك وغاب عني سنه ثم عاد وأنا في مكاني ذلك فجلس عندي ساعة ثم قام وقال لا تبرح من مكانك حتى اعود إليك فغاب عني سنه أخرى ثم جاء وأنا في مكاني فجلس عندي ساعة ثم قام وقال لاتبرح من مكانك حتى اعود ثم غاب عني سنه آخرى ثم عاد ومعه خبز ولبن فقال لي أنا الخضر وقد أمرت أن أكل معك فأكلنا ثم قال قم فادخل بغداد فدخلنا جميعا فقيل للشيخ من أين كنت تقتات في مدة تلك السنين الثلاث قال من المنبوذات وعن الشيخ أبي العباس الحسنى الموصلي قال كنا ليلة في مدرسة شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر ببغداد فجاء الإمام المسنجد بالله أبو المظفر يوسف وسلم عليه واستوصاه ووضع بين يديه مالا في عشرة اكياس يحملها عشرة من الخدم فقال لا حاجة لي فيها فابى أن لايقبلها والح عليه فاخذ كيسا منها في يمينه وأخرى في يساره وعصرهما بيده فسألا دما فقال له يابا المظفر ماتستحي من الله تعالى أن تأخذ دماء الناس وتقابلني بها فغشى عليه فقال الشيخ وعزه المعبود لو لا حرمة اتصاله برسول الله صلى الله عليه وسلم لتركت الدم يجري إلى منزله قال ثم شهدته يوما عنده فقال له أريد أن أرى شيئا من الكرامات ليطمئن فلبي قال وما تريد قال تفاحا من الغيب ولم يكن ذلك الأوان أو أن التفاح بالعراق فمد يدهبالهواء فإذا فيها تفاحتان فاعطاه أحدهما أحدهما وكسر الشيخ الذي بيده فإذا هي بيضاء تلوح منها رائحة المسك وكسر المستنجد الذي بيده الذي بيده فإذا فيها دوده فقال ماهذا والتي بيدك كما أرى قال يابا المظفر لمستها يد الظالم قد ودت وعن جماعة من المشايخ بأسانيدهم المتصله أن الشيخ محي الدين عبد القادر جاءه أبو غالب البغدادي التاجر فقال له ياسيدي قال جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعى فليجب وها أنا قد دعوتكم إلى منزلي فقال أن اذن الله لي قمت ثم أطرق مليا ثم قال نعم فركب نعلته قال الراوي وأخذ الشيخ علي بن الهيتي بركابه الأيمن وأخذت أنا بايسر واتينا داره فإذا فيها مشايخ بغداد وعلماؤها وأعيانها ومد سماطا فيه من كل حلو وحامض فأتى بسلة كبيره كتومه يحملها اثنان ووضعت في آخر السماط وقال أبو غالب الصلا والشيخ مطرق فما أكل ولا اذن في الأكل ولا أكل أحد وأهل هذا المجلس كان على روسهم الطير من هيبته قال الراوي فأشار الشيخ الى وإلى الشيخ علي بن الهيتي أن قدموا إلى تلك السله فقمنا نحملها وهي ثقيلة حتى وضعناها بين يديه فأمرنا ففتحناها فإذا فيها ولد لأبي غالب اكمة مقعد مجدوم مفلوج فقال له الشيخ قم باذن الله معافى فإذا الصبي بعد وهو بصير ولا عاهة به وخرج الشيخ من عليات الناس ولم يأكل شيئا قال وشهدت مجلسه مرة وقد اتاه جمع من الرافضه بفقتين محيطتين مختومتين وقالوا له قل لنا مافي هاتين القفتين فنزل من على الكرسي ووضع يده على أحد لهما وقال في هذه صبي مقعد وأمر ابنه عبد الرزاق بفتحها ففتحها فإذا فيها صبى مقعد فامسك يده وقال له قم فقام يعدو ووضع يده على الأخرى وقال في هذه صبى لاعاهة به فأمر ابنه بفتحها فإذا فيها صبي مقام يمشي فامسك بناصيته وقال له اقعد فقعد فتابوا عن الرفض على يده ومات في المجلس يومئذ ثلاثة ولقد قال جمع من المشايخ جأت أمرأة إلى الشيخ بولدها وقالت أني رأيت قلب ابني هذا شديد النفاق بك وقد خرجت عن حقي فيه لله عز وجل فقبل الشيخ وأمره بالمجاهده وسلوك طريق السلف فدخلت امه عليه يوما فوجدته مصفر اللون نحيلا من آثار الجوع والسهر ورأته يأكل من قرص الشعير ودخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه أناء فيه عظام دجاجة مسلوقه قد أكلها فقالت ياسيدي تأكل الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير فوضع يده على تلك العظام وقال قومي باذن الله الذي يحيى العظام وهي رميم فقامت الدجاجة سويه وصاحت فقال الشيخ إذا صار انك هكذا فليأكل مهما شاء وروى عن بعض المشايخ قال كتابين يدي شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر بمدرسته فقام وتوضأ في قبقاب له وصلى ركعتين فلما سلم صرح صرخه عظيمة وأخذ فرده من قبقابه ذلك ورمى بها في الهوا فغابت عن ابصارنا ثم صرخ أخرى ورمى بالفرده الأخرى فغابت عن ابصارنا ثم جلس فلم تجاسر أحد على سؤاله ثم يعد ثلاثة وعشرين يوما قدمت قافلة من بلاد العجم وقالوا أن معنا للشيخ تدرا فاعلمناه فقال خذوه منهم فاعطونا منا من حرير وثيابا من خر وذهبا وقبقاب الشيخ التي رمى بها في ذلك اليوم فقلنا لهم من إين لكم هذا القبقاب فقالوا بينا نحن سائرون يوم الأحد ثالث شهر صفر إذ خرجت علينا عرب لهم مقدمان فانتهبوا أموالنا وقتلوا منا ونزلوا واديا يقسمون أموالنا ونزلنا في شفير الوادي فقلنا لو ذكرنا الشيخ عبد القادر في هذا الوقت فنذرنا له شيئا من أموالنا أن سلمنا فما هو الا أن ذكرناه فسمعنا صرختي عظيمتين ملأنا الوادي ورأيناهم مذعورين فظننا أن قد جاءهم عرب آخرون فجاء الينا بعضهم وقالوا تعالوا خذوا أموالكم وأنظروا ما قد وهمنا فأتوا بنا إلى مقدميهم فوجدناهما ميتين وعند كل واحد منهما فردة من هذا القبقاب مبتله فردوا علينا أموالنا وقالوا أن هذا الأمر لنا عظيم وعن الشيخ أبي الحسن البغدادي قال كنت اشتغل على سيدي محيي الدين عبد القادر وكنت أسهر الليل اترقب حاجة له فخرج من داره ليله فناولته ابريقا فلم يأخذه وقصد باب المدرسه فانفتح له الباب فخرج وخرجت معه وأنا أقول أنه لايشعرني ومشى إلى أن قرب من باب بغداد فانفتح له الباب وخرج وخرجت ثم عاد الباب مغلقا وشيء غير بعيد فإذا نحن في بلد لا اعرفه فدخلنا مكانا فيه يشبه الرباط وإذا فيه سنه نفر فنادوا بالسلام والتجأت إلى ساريه هناك وسمعت في جانب ذلك المكان ابيننا فلم نلبث الا يسيرا حتى سكن الانين ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت منها الأنين ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه ودخل آخر مكشوف الرأس طويل الشارب فجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه وشاربه والبسه طاقته وسماه محمدا وقال لأولئك النفر قد امرت أن يكون هذا بدل عن الميت قالوا سمعا وطاعة ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت معه ومشينا غير بعيد وإذا نحن عند باب بغداد كاول مره ثم إلى المدرسه فانفتح بابها أيضا ودخل داره فلما كان الغد جلست بين يديه اقرأ على عادتي فلم استطع من هبته فقال أي بنى اقراء فلا عليك فاقسمت عليه أن بين لي مار اشتغال أما البلد فنهاوند وأما السته الذين رأتهم فهم الأبدال النجباء وأما صاحب الأنين الذي سمعته فهو سابعهم كان مريضا فلما حضرت وفاته جئت احضره وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصا على عاتقه أبو العباس الخضر عليه السلام ذهب ليتولى امره وأما الرجل الذي أخذت عليه الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصرانيا فأمرت أن يكون بدلا عمن توفي فأبى به وأسلم على يدي وهو الآن منهم واحد الشيخ على العهد أن لا احدث أحدا بذلك وهو حي وعن أبي سعيد عبد الله بن أحمد البغدادي قال صعدت ابنه اسمها فاطمه إلى سطح ديارنا فاختطفت وكانت بكرا وسنها يومئذ سته عشر سنه فاتيت الشيخ وذكرت له ذلك فقال أذهب الليلة إلى خراب الكرخ وأجلس على التل الخامس وخط عليك داره في الأرض وقل وات بخطها بسم الله على نية عبد القادر فإذا كان دحية الليل مرت بك طوائف من الجن على صور شتى فلا يرو عنك سطوتهم فإذا كان وقت السحر مر بك ملكهم في محفل فيسألك حاجتك فقل له قد بعثني اليك عبد القادر وأذكر له سأن ابنك فذهبت وفعلت ما أمرني به فمر بي منهم صور مزعجه المنظر ور يقدر أحد منهم أن يدنوا إلى الداره التي أنا فيها ومازالوا يعبرون زمرا زمرا إلى أن جاء ملكهم راكبا فرسا وبين يديه امم منهم فوقف بازاء الداره وقال يابني ما حاجتك قلت قد بعثني الشيخ عبد القادر اليك فنزل عن فرسه وقبل الأرض وجلس خارج الداره وجلس من معه وقال ما شأنك فذكرت له قصه ابنتي فقال لمن معه من فعل هذا فلم يعملوا من فعله فأتى بما رد وهي معه وقيل له هذا من مرده الصين فقال له ماحملك على أن اختطفت من تحت ركاب القطب فقال أنها وقعت في نفسي فأمر به فضربت عنقه وأعطاني ابنتي فقلت ما رأيت كالليلة في امتنا لك امر الشيخ عبد القادر قال نعم انه ينظر من دواره إلى المرده التي باقصى الأرض فيفرون من هبته إلى مساكنهم وأن الله تعالى إذا أقام قطبا مكنه من الجن والأنس وروى أن الشيخ علي بن الهيتي دخل يوما إلى دار الشيخ عبد القادر فوجد في الدهليز شابا ملقى على قفاه فقال للشيخ على اشفع في عبد الشيخ عبد القادر فلما دخل على الشيخ ذكر له إبن الهيتي فقال وهبته لك فخرج وقال قد شفعنا فيك فقام وخرج من كوة الدهليز وطار في الهواء فسئل الشيخ عنه فقال أنه عبر مارا في الهواء وقال في نفسه مافي بغداد رجل فسلبته حاله وعن الشيخ عمر البزار قال خرجت مع الشيخ عبد القادر الجامع يوم جمعة فلم يسلم أحد عليه فقلت في نفسي يامحيا نحن كل جمعة لاتصل الجامع إلا بمشقة من ازدحام الناس على الشيخ فلم يتم خاطري حتى نظر الى الشيخ مبتسما واهرع الناس إلى السلام عليه حتى حالوا بيني وبينه فقلت في نفسي ذلك الحال خير من هذا فالتفت إلى وقال ياعمر انت الذي اردت هذا ما علمت أن قلوب الناس بيدي أن شئت صرفتها عني وأن شئت اقبلتها إلى وعن الشيخ أبي البقاء محمد بن الأزهر الصريفيني قال مكث مده أسأل الله عز وجل أن يريني أحد رجال الغيب فرأيت ليلة في المنام أني زرت قبر الإمام أحمد بن حنبل وعند قبره رجل فوقع في قلبي أنه من رجال الغيب فاستيقظت ورجوت أنا راه في اليقظه فاتيت قبر الإمام فاتيت قبر الإمام في وقتي فوجدت الرجل الذي رأيته في المنام بعينه فعجلت في الزيارة وخرج قدامي وتبعته إلى أن وصل دجله فالتقى له طرفاها حتى صارت قدر خطوة الرجل فعرها إلى الجانب الآخر فأقسمت عليه أن يقف لي لكلمني فوقف فقلت ماذهبك فقال حنيفا مسلما وما أنا من المشركين فوقع عندي أنه حنفي المذهب وأنصرف فقلت في نفسي أني الشيخ عبد القادر فاذكر له ما رأيت فأتيت مدرسة وقمت على بابه فناداني من داخل داره يامحمد مافي الأرض من المشرق إلى المغرب في هذا الوقت ولي لله عز وجل حنفي سواه قال ولم بفتح لي بابه وعن أبي عبد الله الموصلي أن الشيخ أبو المعالي البغدادي الحنبلي اتى الشيخ عبد القادر وقال لي إذا بنى محمدا منذ خمسة عشر شهرا لايفارقه الحمى فقال له أذهب وقل في اذنه ياام ملدم يقول لك عبد القادر ارتحلى عن ولدي إلى الحله فما رجعت إليه من بعد ذلك اليوم وجاء الخبر أن أهل الحله يحمون كثيرا وعن أبي حفص عمر بن صالح البغدادي أنه أتى الشيخ يقود ناقه له وقال أني اريد يد الحج وهذه ناقتي قد وقفت وليس لي غيرها فيركزها الشيخ برجله ووضع يده على ناصيتها قال فكانت يسبق الرواجل بعد أن كانت في آخريا هي وعن أبي الحسن الارجي أنه مرض فعاده الشيخ وراى في بيته راعيبا وقمريا فقال له ياسيدي هذا الراعي * منذ ستة أشهر وهذا القمري مايصح منه تسعة أشهر فوقف الشيخ على الراعبي وقال له متع مالكك ووقف على العمري وقال له سبح خالقك قال فصاح من وقته حتى كان أهل بغداد يجتمعون يسمعونه وفرج الراغبي وما قطع إلى أن مات وعن الشريف الحسيني الموصلي قال خدمت الشيخ ثلاث عشرة سنه فما رأيته فيها تمخط ولا تنخع ولا قعدت عليه ذبابه ولا قام لأحد من العظماء ولا الم بباب ذي سلطان ولا جلس على بساطه ولا أكل من طعام وكان يرى الجلوس على بساط الملوك ومن يليهم من العقوبات المعجلة وكان يأتيه الخليفه أو الوزير ونحوهما وهو جالس فيقوم ويدخل داره فإذا جاء خرج الشيخ من داره يقوم له لئلا ويؤيده ماعن أبي البركات أنه سئل هل يقع الدباب على الشيخ عبد القادر من فوق الثياب فقال مالي علم بهذا الباب ثم اتفق انه حضر في مجلس للشيخ فقال في اثناء كلامه أي بني أي شيء يعمل الدباب عندي لا دبس الدنيا ولا عسل الأخرى والمعنى انه متجرد للمولى وربما كان سد الشيخ تحريضا على التقوى وما ينفع الأعراب أن لم يكن بقي وما ضر ذا تقوى لسان معجم وعن الحمداني صالح بن شافع الجيلي قال كنت مع الشيخ بالمدرسه النظاميه فاجتمع إليه الفقهاء والشعراء فتكلم في القضاء والقدر فبينما هو يتكلم إذ سقطت حبة عظيمة في حجره من السقف ففر منها كل من كان حاضرا عنده ولم يبق الا هو فدخلت الحيه تحت ثيابه ومرت على جسده وخرجت من طوقه والتفت على عنقه ومع ذلك ماقطع كلامه ولا غير جلسته ثم نزلت إلى الأرض وقامت على ذنبها بين يديه فصوتت ثم كلمها بكلام ما فهمناه ثم ذهبت فجاء الناس اليه ثم سألوه عما قالت له وقال لها فقال قالت لي لقد اخترت كثيرا من الأولياء فلم ار مثل ثباتك فقلت لها انك سقطت على وأنا أتكلم في القضاء والقدر وهل أنت إلا دويده يحركك ويسكنك القضاء والقدر فاردت أن لايناقض قولي فعلى وعن أبي زرعة طاهر المقدسي قال حضرت مجلس الشيخ ببغداد فسمعته يقول أم كلامي على رجال يحضرون مجلسي من وراء جبل قاف اقدامهم في الهوا وقلوبهم في حضرة القدس يكاد قلانسهم وطواقهم تحرق من شدة شوقهم إلى الله وكان ابنه عبد الرزاق إذ ذاك جالسا على المنبر تحت رجلي ابيه فرفع رأسه في الهواء فشخص ساعة ثم غشى عليه واحترقت طاقيته فنزل الشيخ وطفاها وقال وأنت أيضا ياعبد الرزاق منهم قال وسألت عبد الرزاق عما غشيه فقال لما نظرت إلى الهواء رأيت رجالا واقفين في الهواء مطرقين منصتين لكلامه قد ملاوا الأفق ومنهم من يصح ويعدو في الهواء ومنهم من يرعد في مكانه وعن الشيخ أبي عبد الله عبد الوهاب إبن الشيخ عبد القادر أن مدة كلام والده على الناس أربعين سنه وكان يكتب ما نقول في مجلسه أربعمائه محبره عالم وغيره وكان كثيرا ما يخطو في الهواء في مجلسه على رؤس الناس خطوات ثم يرجع إلى الكرسي وكان يموت في مجلسه الرجلان والثلاثة وروى عن الشيخ أنه قال اتمنى أن أكون في الصحاري والبراري كما كنت أولا لا أرى الخلق ولا يرونني ثم قال أراد الله عز وجل من منفعة الخلق فأنه قد اسلم على يدي أكثر من خمسمائة من اليهود والنصارى وتاب على يدي من العبارين والمسالحة أكثر من مائة الف وهذا خير كثير انتهى والمسالحه هم أصحاب السلاح من جند الولاية فدخلوا في الصلاح ببركه أهل الولاية وعن أبي محمد مفرح بن نبهان الشيباني قال لما أشتهر أمر الشيخ اجتمع مائة فقيه من اعيان فقهاء بغداد واذكياهم على أن يسأله كل منهم مسئلة في فن من العلوم غير مسلة صاحبه لتعطو بها وأتوا مجلس وعظه وكنت يؤمئذ فيه فلما استقر بهم المجلس اطرق الشيخ فظهر من صدره بارقه من نور لايراها الا من شاء الله عز وجل ومرت على صدور المائة الفقيه ولاتمر على أحد منهم الان بهت ويضطرب ثم صاحوا صيحة واحدة ومزقوا ثيابهم وكشفوا رؤسهم وصعدوا إليه فوق الكرسي ووضعوا رؤسهم على رجليه وضج أهل المجلس ضجه واحدة ظنت أن بغداد زحف بها فجعل الشيخ يضم إلى صدره واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على آخرهم ثم قال لأحدهم أما انت فمسئلتك كذا وجوابها كذا حتى ذكر لكل منها مسلته وجوابها قال فلما * المجلس اتتهم وقلت لهم ماشأنكم قالوا لما جلسنا فقدنا جميع ما نعرفه من العلم حتى كأنه نسج منا فلم يمر بنا قط فلما ضمنا إلى صدره رجع إلى كل واحد منا مانزع عنه من العلم ولقد ذكر لنا مسائلنا التي ثبتناها له وذكر لنا فيها أخويه لانعرفها وعن الشريف محمد بن الأزهر الحسيني أنه كان يحضر مجلس الشيخ اكابر مشايخ العراق واعيان علمائها مثل الشيخ بقا والشيخ علي بن الهيتي والشيخ أبي محب السهروردي وغيرهم ورأيت الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي بها ينصت طويلا ويقول أني انصت لاسمع كلام الشيخ عبد القادر ورأيت الشيخ عدي بن مسافر غير مرة بلا كش يخرج من زاويته إلى الجبل ويدير دائره بعكازه ويقول من أراد أن يسمع كلام الشيخ عبد القادر فليدخل هذه الداره فيدخل اكابر أصحابه ويسمعون كلام الشيخ عبد القادر مع أحبابه وربما كتب بعضهم ما يسمعه ويورخ ذلك اليوم ويأتي بغداد ويقابل ماكتبه بما كتبه أهل بغداد من كلام الشيخ ذلك اليوم فيتفقان كان ويقابل عبد القادر يقول في الوقت الذي يدخل فيه الشيخ عدي الداره لأهل مجلسه عبر الشيخ عدي بن مسافر فيكم وعن أبي عبد الله محمد بن أبي الفتح الهروي قال حضرت مجلس الشيخ عبد القادر فتكلم حتى استغرق في كلامه فقال لو أراد الله تعالى أن يبعث طيرا أخضر يسمع كلامي لفعل فلم يتم كلامه حتى جاء طير أخضر حسن الصوره ودخل في مكه وما خرج قال وتكلم يوما آخر في مجلسه فتداخلت بعض الناس فترة فقال لو أراد الله سبحانه أن يرسل طيورا خضرا يسمع كلامي لفعل فلم يتم كلامه حتى امتلا المجلس بطيور خضر يراها من حضر قال وتكلم الناس يوما في قدرة الله تعالى وعم الناس من كلامه هيبة وخشوع فمر بالمجلس طائر أخضر عجيب الخلقه فاشتغله بعض الناس بالنظر اليه عن سماع كلام الشيخ فقال وعزه المعبود لو شئت أن أقول لهذا الطائر مت قطعا لمات قطعا قطعا فما تم كلامه حتى رقع الطائر إلى الأرض في المجلس قطعا قطعا وعن أبي صالح نصر قال سمعت عمي أبا عبد الله عبد الوهاب يقول سافرت إلى بلاد العجم ويقنت في العلوم فلا رجعت إلى بغداد قلت لوالدي أريد أن أتكلم على الناس بحضرتك فإذن لي فإذن لي فصعدت على الكرسي وتكلمت بما شاء الله من العلوم والمواعظ ووالدي يسمع فلم يخشع قلب ولم تجرد معه فضج أهل المجلس بوالدي يسألونه يتكلم عليهم فنزلت وصعد والدي وقال كنت بالأمس صائما وقلت لي أم يحيى بيضاء فجعلتها في سكرجة ووضعتها على الشرفه فجاءت السنور فرمت بها وأنكسرت قال فصبح أهل المجلس بالصراخ فلما نزل قلت له في ذلك فقال يابني أنت مدة سفرك اسافرت إلى هنا وأشار باصبعه إلى السماء ثم قال يابني أني كلما صعدت الكرسي تجلى الحق عز وجل على قلبي وبسطني فحدثت بما سمعت بسطا مقبوضا بالهيبة وكان الذي رأيت من الناس وربما نقول لي أنت المتكلم والمتكافئ غيري وكان يقول وعزة العزيز ماتكلمت حتى قيل لي بحقي تكلم فقد آمنتك من الرد ويقال لي ياعبد القادر تكلم نسمع منك وعن السيد الكبير الرفيع المرتقى العارف المعروف بالشيخ بقا قال حضرت مجلس الشيخ عبد القادر فبينما هو يتكلم على المرقاة الثانية فاشهدت أن المرقاة الأولى قد اتسعت حتى صارت مد البصر وفرشت من السندس الأخضر وجلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وتجلى الحق سبحانه على قلب الشيخ عبد القادر فمال حتى كاد سقط فامسكه عليه السلام لئلا يقع ثم تضاءل أي تصاغر حتى صار كالعصفور ثم نما حتى صار على صورة هائلة ثم توارى عني هذا كله قال الراوي فسئل الشيخ بقاء عن رويته النبي عليه السلام وأصحابه الكرام قال ارواحهم تشكلت وأن الله تعالى ابدهم بقوة يظهرون بها فيراهم من قواه الله تعالى لرويتهم في صورة الأجساد وصفات الأعيان بدليل حديث المعراج وسئل عن تضاؤل الشيخ عبد القادر ونموه فقال كان التحلي الأول بصفه لا سبت ليدوها بشر الا بتأييد بنوى فلهذا كاد الشيخ أن يسقط لولا تداركه عليه السلام وكان التحلي الثاني بصفة الحلال من حيث موصوفه فلهذا تضاءل الشيخ وكان التحلي الثالث بصفة الجمال من حيث مشاهدة فلذا انتعش ونما وذلك فضل الله يؤتيه من يشا وعن أحمد القرشي البغدادي البزاز أن الشيخ عبد القادر كان يلبس الرفيع من القماش * خادمه وقال أريد ثوبا ذراعه بدينار لا ازيد ولا انقص فاعطيته وقلت وقلت له لمن هي فقال للشيخ فقلت في نفسي ماترك الشيخ للخليفه من اللباس فلم * خاطري حتى وجدت في رجلي مسمار أو شاهدت من المه الموت وأجتمع على الناس لينزعوه فلم يستطيعوا فقلت احملوني إلى الشيخ فلما طرحت بين يديه قال لم يعتر من علينا بباطنك وعزه المعبود ما لبسته حتى قيل لي بحقي عليك البس قميصا ذراعه بدينار هذا كفن وكفن الميت يحمل هذا بعد ألف موته ثم مر بيده على رجلي فذهب المسمار والألم لوقته ووالله ما أدري من أين جاء ولا إبن ذهب وقمت أعدو فقال الشيخ اعتراضه علينا تشكل له في صورة مسمار وعن أبي صالح نصر قال أخبرني أبي عبد الرزاق وعمى عبد الوهاب ابني الشيخ عبد القادر قالا كلاهما أنه قال طوبى لمن رأني أو رأى من رأني أو رأى من رأى من رأني وأنا حسرة لمن لم يرني وعن أبي القاسم البزاز أنه قال عثر الحسين الحلاج ولم يكن في زمنه من يأخذ بيده لو كنت في زمنه لاحدث بيده وأنا لكل من عثر به مركوبه من أصحابي ومريدي ومحيي إلى يوم القيامة أخذ بيده وفي رواية عنه أنه قال لئن أعطاني الله منزلة عنده لآخذن من ربي بتارك وتعالى عهدا لمريدي إلى يوم القيامة أن لا يموت أحدهم إلا على توبه روى أن خادم الشيخ أجنب في ليلة سبعين مرة يرى في كل أنه بواقع غير التي قبلها منهن من يعرفها ومنهن من لايعرفها فلما أصبح أتى الشيخ ليشكو عليه فقال له قبل أن يذكر له شيئا من ذلك لايكره جنابتك البارحه فأني رأيت اسمك في اللوح المحفوظ فوجدت فيه أنك تزني سبعين مره فسألت الله عز وجل حتى حول ذلك عنك من اليقظة إلى النوم وعن عيسى بن عبد الله بن قيماز سمعنا الشيخ يقول أن ربي وعدني أنما أمري مسلم مر على باب مدرستي يخفف عنه عذاب القبر قال وحضرته وقد قيل له أنه يسمع صراخ ميت من قبره دفن منذ أيام في قبره عند باب الازج فقال اليس مني خرقه قالوا ما يعلم ذلك قال أحضر مجلسي قالوا لانعلم ذلك قال اصلي خلفي قالوا لا نعلم ذلك قال أكل من طعامي قالوا لا يعلم ذلك قال المفرط اولى بالخساره وأطرق ساعه تجلله الهيبة ويعلوه الوقار ثم قال أن الملائكة قالت لي أنه رأى وجهك وأحسن الظن بك وأن الله تعالى قد رحمه بذلك فاسمع له صراخ هنالك وعن الشيخ أي محمد عبد الجبار بن الشيخ عبد القادر قال كانت أي إذا دخلت مكانا مظلما اضاءت عليها شمعه تستضيء بها فيه فدخل عليها والدي مرة فرأى الشمعه فحين وقع بصره عليها خمدت فقال لها أن هذا النور الذي رأيتيه شيطاني كان يخدمك وقد صرفته وابدلتك منه نورا رحمانيا وكذلك أصنع بكل ما اتمنى الى وكانت لي به عنايه قال فكانت إذا دخلت بعدد مكانا مظلما فيه نورا مثل نور القمر يملأ جوانب ذلك المكان وعن أبي المعالي عن أبي الحسن الجناز قال سمعت الشيخ أبا القاسم عمر البزاز يقول سمعت سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر يقول من استغاث بي في كربة كشفت ومن ناداني باسمه في شدة فرجت عنه ومن توسل بي إلى الله في حاجة قضيت له ومن صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة وسورة الأخلاص أحدى عشرة مره ثم يصلي على رسول الله بعد السلام ويسلم عليه وبذكره ثم يخطو إلى جهة العراق أحدى عشرة خطوة ويذكر اسمي ويذكر حاجته فأنها تقضي باذن الله وعن منصور الواسطي الواعظ المعروف بجراءة قال كنت عند الشيخ يوما في داره وهو جالس ينسخ فسقط عليه من السقف تراب * ثلاث مرات يسقط عليه وهو * ثم رفع رأسه في الرابعه إلى السقف فرأى فاره تبعثر التراب فقال طاردا ابيك فسقطت جثتها ناحية ورأسها ناجية فترك النسخ وبكى فقلت له ياسيدي ما يبكيك فقال اخشى أن يتأذى قلبي من رحل مسلم فيصيبه مثل ما أصاب هذه الغاره وعن عمرو بن مسعود البزار قال كان سيدي الشيخ عبد القادر يتوضأ يوما في المدرسه فبال عليه عصفور فرفع رأسه إليه وهو طائر فسقط ميتا فلما أتم وضوءه غسل موضع البول من الثوب وخلعه واعطانيه وأمرني أن ابيعه واتصدق بثمنه وقال هذا بهذا وعن عبد اللطيف بن أحمد قال كان شيخنا الشيخ عبد القادر يوما يتكلم فتداخل الناس فترة فنظر إلى السماء وقال لاتسقني وحدي فما عودتني أني اشج بها على جلاسي أنت الكريم وهل يليق تكرما أن يعدم الندما دور الكاسي فاضطرب الناس اضطرابا شديدا وتداخلهم أمر عظيم ومات في المجلس واحدا واثنان شك الرواه وعن عبد الله بن علي بن عصرون التميمي الشافعي قال دخلت أنا وشاب إلى بغداد في طلب العلم وكان إبن السقا يومئذ رفيقي بالاشتغال بالنظاميه وكنا نتعبد ونزور الصالحين وكان جنيد رجل ببغداد فقال له الغوث وكان يقال أنه يظهر إذا شاء ويختفي إذا شاء فقصدت أنا وأين السقا والشيخ عبد القادر وهو شاب يومئذ إلى زيارته فقال إبن السقا ونحن في الطريق اليوم اسأله عن مسئلة لايدري لها جوابا فقلت وأنا أسأل عن مسئلة وأنظر ماذا يقول فيها وقال الشيخ عبد القادر معاذ الله أن أسأله شيئا أنا بين يديه إذا أنتظر بركات رويته فلما دخلنا عليه لم نره في مكانه فمكثنا ساعة فإذا هو جالس فنظر إلى إبن السقا مغضبا وقال له ويلك يابن السقا تسألني عن مسألة لا أدري لها جوابا هي كذا وجوابها كذا أني لارى نارا لكفر يلتهب فيك ثم نظر إلى وقال ياعبد الله اتسألني عن مسأة لتنظر ما أقول فيها هي كذا وجوابها كذا لتحزان عليك الدنيا إلى شحمتى اذنيك باساء ادبك ثم نظر إلى الشيخ عبد القادر وادناه منه واكرمه وقال له ياعبد القادر لقد ارضيت الله ورسوله باذنك كاني اراك ببغداد وقد صعدت على الكرسي متكلما على الملأ وقلت ورمى هذا على رقبة كل ولي لله وكاني ارى الأولياء في وقتك وقد حنوا رقابهم اجلالا لك ثم غاب عنا لوقته من ذلك فلم ترد بعد فمالها الشيخ عبد القادر فأنه ظهرت عليه امارة قربه من الله عز وجل وأجمع عليه الخاص والعام وقال قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى وأقر الأولياء له في وقته وأما إبن السقا فأنه اشتغل بالعلوم الشرعية حتى برع فيها وفاق بها كثيرا من أهل زمانه وأشتهر بقطع من يناظره في جميع العلوم وكان ذا لستان فصيح وسمت بهي فادناه الخليفة منه وبعثه رسولا إلى ملك الروم فراه الملك ذا فنون كثيرة وفصاحة وسمت فاعجب به فجمع له القسيسين والعلماء بدين النصرانية وناظروه فافحمهم عجز افعظم عند الملك ثم رأى نبت الملك حسناء ففتى فيها وسال أباها أن يزوجه بها فابى الا أن تنتصر فأجابه إلى ذلك والعياذ بالله وزوجه بها وذكر إبن السقاء كلام الغوث وعلم أنه اصيب به ونسيه قال وأما أنا فجيئت إلى دمشق وأحضرني السلطان نور الدين الشهيد واكرمني على ولاية الاوقاف فوليتها واقبلت على الدنيا اقالا كثيرا قال وقد صدق قول الغوث فينا كلنا وحلى مسندا من ثلاث طرق عن جماعة من الشيوخ قالوا قال الشيخ أبو محمد عبد الرحمن الطفسونجي على الكرسي بطفسونج انا بين الأولياء كالكركي بين الطيور أطولهم اعناقا فقام الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الحسيني وكان ذا حال فاخر ونزع حلفا كان عليه فقال له دعني اصارعك فسكت الشيخ عبد الرحمن وقال لأصحابه ما رأيت فيه شعرة خالية من عناية الله عز وجل وأمره أن يلبس ذلقه فقال لا اعود فيما خرجت ثم التفت إلى جهة الحنه ونادى باسم زوجته يافاطمة اتيني بما البسه فسمعته وهي الجنه فتلقته في الطريق بما يلبسه فقال له الشيخ عبد الرحمن من شيخك قال شيخي محيي الدين عبد القادر فقال أني لا أسنع بذكر الشيخ عبد القادر الإ في الأرض وأن لي أربعين سنه في دركات باب العذره فما رأيته ثم وقال لجماعة من أصحابه أذهبوا إلى بغداد وقولوا للشيخ عبد القادر يسلم عليك عبد الرحمن ويقول لك أن له أربعين سنه في دركات باب القدره فما رأك ثم لا داخلا ولا خارجا فقال الشيخ عبد القادر في ذلك الوقت لجماعة من أصحابه أذهبوا إلى الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي وستجدون في طريقكم أصحابه بعثهم الى بكذا وكذا فإذا لقيتموهم فردوهم معلم فاذا اتيتموه فقولوا له يسلم عليك عبد القادر ويقول لك أنت في الدركات ومن هو في الدركات * من هو في الحضره ومن هو في الحضره لايرى من هو المجذع وأنا في المخدع أدخل وأخرج من باب السر من حيث لاتراني بامارة أن اجريت لك الحلقه الفلانية في الوقت الفلاني على يدي وهي حلقه الرضا وبامارة خروج التشريف الفلاني في الليلة الفلانية لك على يدي خرج وهو تشريف الفتح وبامارة أن خلع عليك في الدركات بمحضر اثني عشر ألف ولي لله تعالى خلعه الولاية وهي فرجية خضراء طرازها سورة الأخلاص على يدي خرجت لك فانتهوا إلى نصف الطريق فوجدوا أصحاب الشيخ عبد الرحمن فردوهم واتوهم إليه وبلغوه رسالة الشيخ عبد القادر فقال صدق الشيخ عبد القادر سلطان الوقت صاحب التصريف فيه وعن الشيخ علي بن الهيتي دخلت بغداد مرة لزيارة الشيخ عبد القادر فوافيته فوق سطح مدرسته يصلي الصبح فنظرت إلى الفضاء فوجدت فيه أربعين صفا من رجال الغيب واقفين في كل صف سبعين رجلا فقلت لهم الا تجلسون فقالوا حتى يقضى صلاته ويأذن لنا فأن يده فوق ايدينا وقدمه على رقابنا وأمره علينا كلنا فلما سلم اقبلوا اليه مبادرين يسلمون عليه ويقبلون يديه وروى أنه تكلم الشيخ صدقه البغدادي بكلام انكر عليه بطريق الشرع فأمر الخليفة باحضاره وتعزيره فلما احضر وكشف رأسه صاح خادمه واستنجاه فشلت يد الذي هم بضربه فأمر باطلاقه فدخل رباط الشيخ عبد القادر فوجد المشايخ والناس جلوسا ينتظرون خروج الشيخ ليتكلم عليهم فجاء فجلس بين يدي المشايخ فلما صعد الشيخ الكرسي لم يتكلم ولم يأمر القاري بالقراءة فداخل الناس وجد عظيم فقال الشيخ صدقه في نفسه الشيخ لم يتكلم والقاري لم يقرأ فهم هذا الوجد فالتفت الشيخ إلى جهته فقال ياهذا جاء مريد لي من بيت المقدس إلى هنا في خطوة وتاب على يدي والحاضرون اليوم في زيارته فقال الشيخ صدقه في نفسه من يكون خطوته من بيت المقدس إلى بغداد فمم يتوب وما احتياجه إلى الشيخ فالتفت الشيخ إلى جهته وقال ياهذا يتوب من الخطو في الهواء فلا يرجع إليه ويحتاج إلى أن اعلمه الطريق إلى محبة الله عز وجل ثم قال أنا سيفي مشهور وقوسي موتور ونبالي صفوقه وسهامي صابه ورمحي منصوب وفرسي مسرج أنا نار الله الموقده أنا سلاب الأحوال أنا بحر بلا ساحل أنا المحفوظ أنا الملحوظ ياصوام ياقوام ياأهل الجبال دكت جبالك ياأهل الصوامع هدمت صوامكم اقبلوا إلى أمر من الله أنا أمر من الله يابنيات الطريق يارجال ياابطال ياابدال يااطفال هلموا وخذوا عن البحر الذي لا ساحل له يقال لي ياعبد القادر تكلم نسمع منك ياعبد القادر بحقي عليك كل بحقي عليك اشرب بحقي عليك تكلم وامنتك من الرد ويقول ما يطلع الشمس حتى يسلم على ويجري بما يجري فيها ويحى الشهر إلى ويسلم على ويخبرني بما يجري فيه ويجي الاسبوع إلى ويسلم على ويخبرني بما يجري فيه ويجي اليوم إلى ويسلم على ويخبرني بما يجري فيه وغره ربي أن السعداء والاشقياء ليعرضون على وان نور عيني في اللوح المحفوظ أنا غائص في بحار علم الله ومشاهدته أنا حجة الله عليكم جميعكم أنا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووارثه في الأرض ويقول الأنس لهم مشايخ والجن لهم مشايخ والملائكة لهم مشايخ وأنا شيخ الكل وروى عن ولديه الشيخين عبد الوهاب وعبد الرزاق أنه كان من الناس من إذا أقبل اليه وراه من بعيد يقول بحيث لايسمع مرحبا يجيب الله ومنهم من إذا اراه من بعد لا مرحبا لطريد الله وعن الشيخ علي بن الهيتي قال زرت مع الشيخ عبد القادر الشيخ معروفا الكرخي فقال السلام عليك ياشيخ معروف عبرتنا بدرجة قال ثم زار مرة بعد مرة وأنا معه فقال السلام عليك ياشيخ معروف عبرناك بدرجتين فقال له من القبر وعليك السلام ياسيد أهل زمانه فهذه أربعون رواية من حكاياته المشتمله على خوارق عاداته المتضمن ولبعض كلماته الداله على كمال حالاته وجمال مقاماته نفعنا الله بعلومه وبركاته وقد نقل عن غير واحد من الشيوخ بالسند المتصل إلى من ادركه أنه كان لا يشاء أحد أن يرى من الشيخ عبد القادر في أي وقت شاء الا راها وكانت الخارقه تظهر أحيانا منه وأحيانا به وأحيانا فيه ثم اذكر لك من الفوائد الزوائد الموضوعة على الموائد العوائد منها ما نقله النجلات الجليلان عبد الرزاق وعبد الوهاب ابني الشيخ عبد القادر أن الشيخ بقا * سحر يوم الجمعة إلى مدرسة والدنا وقال لنا الا سالتموني عن سبب بكوري اليوم أني رأيت البارحه نورا اضاءت به الأفاق فتطلبت بنبوع ذلك النور فإذا هو صادر عن الشيخ عبد القادر فاردت الكشف عن حقيقته فإذا هو نور مشهوده قاتل نور قلبه وتقادح هذان النوران فانعكس ضيا وهما على مراة حالة واتصلت اشعة المتقادحات من لحظ جمعه إلى وصف معرفته فاشرق به الكون ولم يبق ملك نزل الليلة إلى الارض الا اتي وصافحه واسمه عندهم الشاهد المشهود قالا فاتيناه وقلنا له اصليت الليلة صلاة الرغايب فانشد إذا نظرت عيني وجوه حبايبي فتلك صلاتي في ليالي الرغايب وجوه إذا ما اسفرت عن جمالها اضاءت لها الاكوان من كل جانب حرمت الرضا أن لم اكن باذلا دمي ازاحم شجعان الوغى بالمناكب اشق صفوت العازمين بعزمة تعلى مجدي فوق تلك المراكب ومن لم يعرف الحب ما يستحقه فذاك الذي لم يأت قط بواجب ومنها ما رواه الشريف أبو عبد الله الحسين البغدادي قال حضرت مجلس شيخنا الشيخ عبد القادر وكان في المجلس يومئذ نحو من عشرة الآف رجل وكان الشيخ علي بن الهيتي جالسا بجنب دكة المقري فاخذته سنه فقال الشيخ للناس اسكتوا فسكتوا حتى يقول القائل أنهم لايسمع منهم الا انفاسهم ثم نزل من على الكرسي ووقف بين يدي الشيخ مناديا وجعل يحق اليه ثم أستيقظ الشيخ على فقال له أرايت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال نعم من اجله تادبت فبهم اوصاك قال بملازمتك قال فسئل الشيخ علي عن معنى قول الشيخ من لعله تأدبت قال الذي رأيته في المنام رأه في اليقظة ومنها مانقل انه قيل للشيخ صف لنا شيئا مما وجدته في حال البداية والنهاية من هذا الأمر ليقتدى به بك في سبيل الهداية فانشد أنا راغب فيمن تغرب وصفه ومناسب لفنى يلاطف لطفه ومفاوض العشاق في اسرارهم من كل معنى لم يسعني كشفه قد كان يسكرني مزاج شرابة واليوم يصحبني لديه صرفه فاغيب عن رشدي باول نظرة واليوم استحليه ثم ازفة ومنها ماذكر الشيخ علي بن الهيتي أن تاج العارفين أبو الوفاء كان يوما يتكلم على الناس فوق الكرسي فدخل الشيخ عبد القادر الى مجلسه وهو يومئذ شاب أول مادخل بغداد فقطع تاج العارفين كلامه وأمر باخراج الشيخ عبد القادر فاخرج ثم تكلم تاج العارفين فدخل الشيخ عبد القادر المجلس فقطع تاج العارفين كلامه وأمر باخراجه فاخرج ثم تكلم تاج العارفين فدخل الشيخ فنزل تاج العارفين واعتنقه وقيل بين عينيه وقال قوموا لولي الله ياأهل بغداد ما أمرت باخراجه أهانة له بل لتعرفوه وعزه المعبود أن على رأسه صنادق أنوار قد تجاوزت ذوايها المشرق والمغرب ثم قال له ياعبد القادر الوقت الآن لنا وسنصير لك ياعبد القادر كل ديك يصيح ويسكت إلا ديكك فإنه يصيح إلى يوم القيامة وأعطاه سجادته وقميصه ومستحبة وقصعته وعكازة فقيل له خذ عليه العهد فقال على جبينه داغ المخرمي يعني بذلك الشيخ الذي لبس الخرقه من يده وهو الشيخ أبو سعيد بن علي المخرمي وقد تقدم نسبه لبسه الخرقه قال فلما انقضى المجلس ونزل تاج العارفين من على الكرسي جلس على آخر المرفاه وأمسك بيد الشيخ عبد القادر وقال له ياعبد القادر لك وقت فإذا جاء فأذكر هذه الشيبه وقبض على كريمته قال الشيخ عمر البزاز وكانت مسبحه تاج العارفين التي اعطاها للشيخ عبد القادر إذا وضعها الشيخ محيي الدين على الأرض تدور حبة حبة فلا مات وجدت في تكة سراويله فأخذها بعده الشيخ علي بن الهيتي وأخذها بعده الشيخ محمد إبن قائد وجاء في بعض الأقوال أنه كان لأبي الوفاء أربعون خادما من أصحاب الأحوال وعن الشيخ عبد القادر ليس على باب الحق عز وجل كردي مثل أبي الوفاء وهو أول من سمى بتاج العارفين في العراق ومن كلامه من همه أثر النظر اقلقه سماع الخبر من تقطع في مفاوت الأشواق لم يلتفت إلى افات الآفاق ويقول حال هيمانة وخيرته كيف السبيل إلى وصل اعيش به ومنه الذكر ما غيبك عنك بوجوده واخدك منك بشهوده والذكر شهود الحقيقة وخمود الخليقه ومنه الأجسام أقلام والأرواح الواح والنفوس كؤس والوجد حسرة تلتهب ثم نظره تسلب ومنها ما روى عن الشيخ الكبير يوسف بن أيوب الهمذاني لما جاء بغداد وكان نفال أنه القطب ونزل في رباط فلما سمع به الشيخ عبد القادر مشى إليه فلما راه قام واجلسه وقربه لديه وذكر له جميع حالاته وحل له جميع مشكلاته ثم قال للشيخ محيي الدين وهو شاب تكلم على الناس فقال ياسيدي أنا رجل اعجمي كيف اتكلم على فصحاء بغداد فقال أنت احفظت الفقه وأصول الفقه والخلاف والنحو وتفسير القرآن كيف لايصلح لك أن نتكلم على الناس اصعد على الكرسي وتكلم فأني أرى فيك عرقا سيصير نخله وكان له كلام حسن على لسان الحقيقة وبيان الطريقة منه السماع رسول من الحق وسفر إلى الحق وهو فوائد الغيب وزوائده وبوادي الفتح وعوائده فهو للأرواح قوت وغذاء وللأشباح قوة ودواء فطائفه اسمعها نبعت الرحمه وطائفة اسمعها بوصف القدره فقام لهم الحق مسمعا وسامعا فالسماع هتاك الستر وكشاف السري برقة لمعت وشمس طلعت وسماع الأرواح باستماع القلوب من غير حضور النفوس والأشباح يكون في كل فكره ولحظه وتدبر وتفكر وهبوب كل ريح ونزول كل قطرة وحركة كل شجرة ونطق كل ناطقه من حجره أو مدره تراهم والهين حيارى وامقين اسارى خاشعين سكارى روى أن الشيخ يوسف الهمداني يوما يتكلم على الناس فقال له فقيهان كانا في مجلسه اسكت فإنما أنت مبتدع فقال لهما اسكتا لاعشتما فماتا مكانهما ما روى عن الشيخ الكبير العارف بالله الشهير الشيخ أحمد الرفاعي أنه قال عبد القادر بحر الشريعة عن يمينه وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما اغترف ومنها ما روى عن أبي الرضا محمد بن أحمد البغدادي المعروف بالمفيد قال كنت كثيرا ما اتوقع من اساله عن شيء من صفات القطب فدخلتا والشيخ أبو الخليل أحمد بن سعيد بن وهب المقري البغدادي إلى جامع الرصافة فوجدنا فيه الشيخ أبا سعيد القيلوي والشيخ علي بن الهيتي فسألت الشيخ أبا سعيد عن ذلك فقال إلى القطب انهت رياسة هذا الأمر في وقته وعنده تحط رحال جلاله هذا الشأن وإليه يلقي أمر الكون وأهله في عصره فقلت ومن هو هذا قال هو الشيخ عبد القادر فلم اتمالك أن وثبت ووثبوا كلهم لنحضر مجلس الشيخ عبد القادر وما يعدم منا أحد ولا تأخر ولا تفرقنا وما منا الا من يشتهي أن يسمع منه شيئا في هذا المعنى فوافيناه تكلم فلما استقر بنا المجلس قطع كلامه وقال أني للوصف أن يبلغ وصف القطب ولا مسلك في الحقيقة الأوله فيه ماخذ مكين ولا درجة في الولاية الاوله فيها موطن ثابت ولا مقام في النهاية الاوله بها قدم راسخ ولا منازله في المشاهدة الاوله فيها مشرب هنى ولا معراج إلى مرامي الحضره الاوله مسرى على ولا امر في كوني الملك والملكوت الاوله فيه كشف خارق ولا سر في عالمي الغيب والشهادة الاوله اليه نظر صادق ولا مطهر لوجود الاوله فيه مشاركه ولا فعل لقوى الاوله فيه مباطنه ولا نور الاوله من قبس ولا معرفة الاوله فيها نفس ولا مجرى لسابق الا وهو آخذ بغايته ولا هدى لواصل إلا وهو مالك لنهايته ولا مكرمة إلا وهو إليها مخطوب ولا مرتبه إلا وهو إلينا مجذوب وهو حامل لواء العزه ومنتضى سيف القدره وسلطان جيوش الوصل وولى عهدا لتوليه والعزل لايشقى به جليسه ولا يغيب عنه انيسه ولأمر في للأولياء فوق مرقاة ولا معنى فوق معناه ولا وجود اتم من وجوده ولا شهود اظهر من شهوده إلا أنه كاين بائن متصل منفصل ارضي سماوي واسطه خالصه بشر له حد ينتهي اليه ووصف ينحصر لديه وتكليف يجب عليه وذكر كلاما عميقا ومراما دقيقا ثم انشد هو يقول مافي الصبابة منهل مستعذب الأولى فيه إلا لذا إلا طبيب اوفى الوصال مكانه مخصوصة إلا ومنزلتي اعز واقرب وهبت لي الأيام روبق صفوها فحلت مناهلها وطاب المشرب وغدوت مخطوبا بالكل كريمة لايهتدى فيها اللبيب فخطب انا من رجال لايخاف جلسهم ريب الزمان ولا يرى ما يرهب قوم لهم في كل مجد رتبه حلوية ولكل جيش موكب أنا بليل الأفراح * وجها طريا وفي العلياء بان اشهب اضحت جيوش الحب تحت مشيئتي طوعا ومهما رمته لايغرب اصبحت لا أملا ولا امنية ارجوا ولا موعودة اترقب مازلت ارتع في ميادين الرضا حتى وهبت مكانة لاتوهب اضحى الزمان كخله مرقومة تزهو ونحن لها الطراز المذهب افلت شموس الأولين وشمسنا أبدا على فلك العلي لاتغرب ثم قال كل الطيور يقول ولا تفعل والبان يقول ويفعل ولاجل هذا صار كف الملوك شدته مقام اليه الشيخ أبو المظفر منصور بن المبارك الواعظ المعروف بجرادة وأنشد بك الشهور تهنئ والمواقيت يامن بالفاظه تعلو اليواقيت الباز أنت فأن نفخر فلا عجب وسائر الناس في عيني فواضيت اشم من قدميك الصدق ومجتهد لأنه قدم في نعله الصيت وكأنه اشار بهذا البيت إلى قول الشيخ قدمي هذه على * كل ولى لله والمعنى أنه صادق في مقاله فاله عن وارد حق في حاله ولهذا وضع الاكابر رقابهم تواضعا لمقام كما له وتنزلا في مشاهدة جماله وخوفا من مطالعة جلاله وقد أخبر بعضهم قبل أن يولد بنحو مائة سنة أنه سيقول ذلك في نهاية آماله هذا وقد روى بعض أهل العلم عن الشيخ العالم العارف أبي سليمان داود بن يوسف المنجي قال كنت يوما عند الشيخ عقيل فقيل له قد أشتهر ببغداد امرؤ شاب شريف اسمه عبد القادر فقال وأن أمره في السماء أشهر منه في الأرض ولكن الفتى الرفيع العلي المدعو في الملكوت بالبار الأشهب وسينفرد في وقته ويرد إليه الأمر ويصدر عنه في عصره ومنها ما صدر عن بعض الكلام في مقام مرام الكرام وهو قوله نسمات أصحاب الوصال إذا اجتازت على ربوع المطرودين ضوا وطيف ليالي الإيصال إذا طرق مضاجع المهجورين * وقامت الأرواح على اقدام اقدام سؤال ما الخبر واشتغلت الأعين * سحب العبرات عن النظر وقفه آدم الأحوال على قدم الاعتراف بالاقتراف وقام إبراهيم الهمم بالقدم الاتم على باب اطمع أن يغفر لي خطيئتي وخر موسى الغرائم صعقا على قمة طور * إليك وأشار أيوب الوله بيد مسني الضر ومن سليمان الهيمان على بساط انبساط دولته محمولا بريح أن لربكم في أيام دهركم نفخات وقالت نملة القلب لرعايا الخواطر عند انتشار عساكر سلطان الجلال واستيلاء جيوش ملك الكمال يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم فيالها مسالك دقت فضل الوهم دهشا عن معرفه كيفيتها ومعان رقت فضاقت هواجس الفكر في علم ماهيتها وهي تاره كالبروق لامعة وآخرى كالشموس طالعه فتقطعت القلوب وجدا واشتياقا وهامت الأرواح عطشا وأحتراقا فيا ركائب الأرواح جدي في طلب هذه المنازل ويا نجايب القلوب أسرعي إلى نزول هذه المحافل وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فيليكم بما كنتم تعملون وقوله تفقه ثم اعتزل من عبد الله بغير علم عنده كان ما يفسده أكثر مما يصلحه خذ معك مصباح سراج ربك من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم كن مقاطعا لما سوى رب الأرباب منفصلا عن الاغبار والأسباب أخلص لربك أربعين صباحا يتفجر منا بيع الحكم من قلبك على لسانك بينما هو كذلك إذ رأى نار الحق عز وجل كما رأى موسى عليه السلام نارا من سحره قلبه يقول لنفسه وهواه وشيطانه وأتباعه وطبعه وأسبابه ووجوده امكثوا أني انست نارا نودي القلب من السر أنا ربك أنا الله فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى لا تذل لغيري لا تتعلق بغيري اعرفني وأجهل غيري أتصل بي وأنقطع عن غيري أطلبني وأعرض عن غيري إلى علمي إلى قربي إلى ملكي حتى إذا تم هنا وتم اللقاء وجرى ما جرى أوحى إلى عبده ما أوحى أذهب إلى فرعون أنه طفى ياقلبا أرجع إلى النفس والشيطان والهوى طرقهم إلى اهدهم إلى قل لهم اسعوني أهدكم سبيل الرشاد وقوله طارت نحل الأرواح ققبل وجود الأشباح من * يركن في فضاء روض التوحيد لنزعي في زهر أشجار الأنس وتأكل من ثمار أغصان المعرفة ويتخذ بيوتا في مواطن القدس وتسلك سبيل الدنو إلى ربها في حضرة العلو إلى مقام قربها ونجني ثمار الحضور بأيدي الهمم العالية وترتقي إلى المقامات الغالية فأوحى ربك إلى نحل الأرواح أن اسلكي سبل ربك ذللا في مسالك الأشباح وكلي من ثمرات الشريعة وأرعى من أزهار أنوار الحقيقة البلاء ريحان أرواح العارفين والعنا نعيم أسرار الواصلين البلاء الأعظم فقد المحبوب والعناء الأكبر عدم المطلوب البراءة من الحول والقوه إلا به حقيقة التوحيد ومحو كل متلوح بعين العقل محض التفريد قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وقوله اسم الله الأعظم هو الله وإنما يستجاب لك إذا قلت الله وليس في فقلبك سوى الله بسم الله من العارفين الكمل كلن من الله عز وجل هذه كلمة تزيل الهم هذه كلمة تبطل السم هذه كلمة نورها يعم الله مظهر العجائب الله مظهر الغرائب الله سلطانه رفيع الله شأنه منيع الله قريب مطلع على العباد الله رقيب على القلب والفؤاد الله قاهر الجبابرة الله قاصم الاكاسرة الله عالم السر والعلانية الله لا يخفي عليه خافيه من كان لله كان في حفظ الله من أحب الله لا يرى إلا الله من سلك طريق الله وصل إلى الله من وصل إلى الله عاش في كنف الله من اشتاق إلى الله أنس بالله من ترك غير الله صفا وقته مع الله أقرع باب الله أرجع إلى جناب الله توكل على الله يا معرضا عن الله أرجع إلى الله هذا لسماع اسمه في دار الشقاء كيف عبد اللقاء هذا في دار المحنه كيف في دار النعمة هذا اسمه وأنت بالباب كيف إذا كشف الحجاب هذا وقد ناديت فكيف إذا ناجيت القوم للمشاهدة وأبحر الفضل إليهم واردة المحب كالطير لا ينام في جلوات الأشجار يناجي حبيبه في خلوات الأسحار تهب ريح القرب على قلبهم فيشتاقون إلى ربهم وأحرقناه عليكم كيف يموتون وما عرفتهم ربكم * صبر ساعة سقى بعض العارفين من هذا الشراب قطره وأفرغ سامي القدر منه بغته لأجل نظرة فقامت روحه ترقص بين ندمائه واهتز جبل موسى شوقا إلى لقائه عند لمع برق التجلي في أثنائه وقال من غلبه شأني فما وجدت سبيلا فسل سبيلا ترد سلسبيلا وقوله في الحلاج طار واحد من العارفين إلى أفق الدعوى بأجنحة أبا الحق بلفظ بغير لغته تعرض لحتفه وهلكته ظهر عليه عقاب من الملك من مكمن أن الله غنى عن العالمين وانشب في اهابة مخلب كل نفس ذائقة الموت قال له شرع سليمان الزمان لم تكلمت بغير لغتك ثم ترنحت بلحن غير معهود من مثلك أدخل الآن في قفص وجودك ارجع من طريق عزة القدم إلى مضيق ذلة الحدث قل بلسان أعترافك ليسمعك أرباب الدعاوي حسب الواحد أفراد الواحد مناط حفظ الطريق في الفرع أقامة خدمة الشرع طلب العلم فريضة وشفاء الأنفس مريضة أو هو أوضح منهاج التقوى سبيلا وأبلغها حجه وأطهرها دليلا وأرفع معارج اليقين وأعلى مدارج المتقين وأعظم مناصب الدين وأفخر مراتب المهتدين وأكثر مناقب المجتهدين وهو المرقاة إلى مقامات القرب والمعرفة والوسيلة إلى المسول بالحضرة المشرفة وقوله الخواطر خطاب ترد على الضمائر فإذا كان من قبل الملك فهي الإلهام وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواس وإذا كان من قبل الله سبحانه فهو الخاطر الحق فعلامة الإلهام أنه يرد بموافقة العلم فكل الهام لا يشهد له ظاهر فهو باطل وعلامة الهواجس اللحاج في طلب وصف من خصائص النفس ولا يزال يعاود ولو بعد حين حتى يأتي الرجل الوصف وعلامة الوساوس أنه إذا دعا إلى زلة فخولف فيها وسوس بزلة آخرى لأن جميع المخالفات عنده سواء كما قال سبحانه إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير وعلامة الخاطر الحق أنه لا يؤدي إلى حيره ولا يحدث إلى سؤيل يرد بزيادة علم وبيانه يعرف بنعته عند وحياته فإذا ورد على القلب خاطر حق بعد خاطر حق فقال الجنيد الأول أقوى لأنه إذا بقى رجع صاحبه إلى التأمل وهذا مكان العلم وقال إبن عطاء الثاني أقوى لأنه يزداد بالأول قوة وقال إبن حفيدهما سواء لأن كليهما من الحق ولأمرنه لأحدهما إلا بمرجح في وصف خاص وإذا اختلفت الخواطر على القلب فقل سبحان الملك الخلاق أن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ومالك على الله بعزيز واجمعوا على أنه من كان أكله الحرام لم يستطع أن يفرق بين الخواطر ما دمت تأخذ بالنفس فأنت تأكل الحرام وما دمت تأخذ بقلب متولد فأنت تأكل الشبهه فإذا صغى سرك أكلت الحلال المطلق حفظ قوانين الجفوة السرمدية الباقية خير من حفظ قوانين الجفوة المكدرة ما فيه بإعلام عليك بالصدق والصفا فلولاهما أم يتقرب إلى الله عز وعلا والإفطار على شراب اللقا في العقبى لا يوصل إليه إلا بعد الصيام عن * الأولياء لله بمنزلة الأمراء والعارفون به في مرتبة الندماء فحاسب نفسك قبل محاسبة أسرع المحاسبين وشهر للسياق إلى الآخرة فإن الدنيا ميدان السابقين وعلى جسر القمة ممر والساعة أدهى وأمر يا هذا ما تم إلا خلق وخالف في نظر الناظرين فإن أخترت الخلق فقل افهم عدو لي الا رب العالمين ليس كل الأحباب يسعهم كل الأبواب الزهد عمل ساعة والورع عمل ساعتي والمعرفة عمل الا بدفنه در عبادنا داهم مولاهم في سابق العدم بلسان الكرم ودعا لهم بمنادي الفضل إلى نادي الوصل فبدا لهم من معاني الحب بادي وحدي بهم في خباب القرب حادي وشاهد وأمحل الجمال من مطالع الأزل وعاينوا عز الجلال في طوالع الحلل وقد ورد أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن لي عبادا يحبوني واحبهم ويشتاقون إلى وأشتاق إليهم ويذكروني وأذكرهم وينظرون إلى وأنظر إليهم قال يارب وماء لأمتهم قال يحفون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها فإذا جن الليل وأختلط الظلام وفرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلى اقدامهم وافترشوا إلى وجوههم ويناجوني بكلام اسمعهم فبين صارخ وباك وبين متاوه وشاك وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد فيعني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشكون من حبي أول ما أعطيهم أن اقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم والثاني أن لو كانت السموات السبع والأرضين في ميزان أحدهم لاستقللتها له والثالث أن أقبل بوجهي الكريم عليهم أفترى من أقبلت بوجهي الكريم عليه يعلم ما أريد أن أعطيه فعليك يا أخي باتباعهم لولك أن يكون من اتباعهم وسلم لهم ما ترى وما تسمع تنل من السعادة منزلا أرفع فالله نسأل أن يكحل أبصارنا بنور هدايته ويشدد قواعد عقايدنا يحسن رعايته انتهى بعض كلامه نفعنا الله بحاله ومقامه ومن دعائه في افتتاح المواعظ اللهم أنا نسألك أيمانا يصلح للعرض عليك وإيقانا تقف به في القيمة بين يديك وعصمة تنقذنا بها من ورطات الذنوب ورحة تنهرنا بها من دنس العيوب وعلما نفقه به أو أمرك ونورا * وفهما نعبم به كيف نناجيك وأجعلنا في الدنيا والآخرة من أوليائك وأما قلوبنا بنور معرفتك وكحل عيون عقولنا بأئمة هدايتك واحرس أقدام أفكارنا من من المواطئ الزلات وامنع طيور نفوسنا من الوقوع في شباك موبقات الشبهات وأعنا في أقام الصلوات على ترك الشهوات وامح سطور سيئاتنا عن جرائد أعمالنا بأيدي الحسنات كن لنا حيث يقطع الرجاء عنا إذا اعرض أهل الوجود بوجههم عنا حيث نحصل في ظلم اللجو درهاين أفعالنا إلى اليوم المشهود اجر عبدك الضعيف على ما ألف من العصمة عن الزلل ووفقه والحاضرين لصالح القول والعمل واجر على لسانه ما ينتفع به السامع وتذرف له المدامع ويلين له القلب الخاشع واغفر له وللحاضرين ولجميع المسلمين ومن دعائه أيضا اللهم أصلح الإمام والأمة والراعي والرعية وألف بين قلوبهم في الخيرات وأدفع شر بعضهم بعض في جميع الأوقات اللهم أنت العالم لسرائرنا فأصلحها وأنت العالم بذنوب فأغفرها لا ترنا حيث نهيتنا ولا تفقدنا حيث أمرتنا * ولا تذلنا بالمعصية اشغلنا لك عمن سؤال واقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك وعن هواك إلهمنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لا إله إلا لله ما شاء الله كان لا قوة إلا بالله العلي العظيم لا تجينا في غفلة ولا تمتنا على غره ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا إلى آخر السورة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
نقل من خط مؤلفه ... ... عاملنا الله بتلطفه
على يد العبد الفقير الذليل الحقير محمود بن محمد صادق كنية بن علان عفا الله عنه وعن المسلمين أجمعين .
فائدة
العبودية في أربع خصال الوفاء بالعهود والحفظ للحدود والرضا بالموجود والصبر عن المفقود
ومن إنشاد الشيخ أبي عبد الله القرشي
. أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به يوم الزيارة في الثوب الذي خلقا .
. فقر وصبر هما ثوباي تحتهما قلب يرى الفة الأعياد والجمعا .
. الدهول ما ثم أن غبت يا أملي والعيد ما كنت مرء أو * .
وما أحسن قول القائل
صفحه ۲۵۶