رسائل المقريزي

المقریزی d. 845 AH
82

رسائل المقريزي

رسائل المقريزي

ناشر

دار الحديث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩ هـ

محل انتشار

القاهرة

توحيد الإلهية والمحبة كما قد حكى الله تعالى عنهم في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ «١» فلما سووا؟؟ غيره به في هذا التوحيد كانوا مشركين كما قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ «٢» . وقد علم الله تعالى عباده كيفية مباينة الشرك في توحيد الإلهية، وأنه تعالى [حقيق] بإفراده وليا وحكما وربا فقال تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا «٣» وقال: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا «٤»، وقال: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا «٥» فلا ولى ولا حكم ولا رب إلا الله الذى من عدل به غيره فقد أشرك في ألوهيته ولو وحد ربوبيته، فتوحيد الربوبية هو الذى اجتمعت فيه الخلائق مؤمنها وكافرها، وتوحيد الإلهية مفرق الطرق بين المؤمنين والمشركين؛ ولهذا كانت كلمة الإسلام: لا إله إلا الله، ولو قال: لا ربّ إلا الله، لما أجزأه عند المحققين. فتوحيد الألوهية هو المطلوب من العباد؛ ولهذا كان أصل الله: الإله، كما هو قول سيبويه «٦»، وهو الصحيح وهو قول جمهور أصحابه إلا من شذ منهم «٧» . وبهذا الاعتبار الذى قررنا به الإله وأنه المحبوب لاجتماع صفات الكمال فيه كان الله هو الاسم الجامع لجميع معانى الأسماء الحسنى والصفات العليا وهو الذى ينكره المشركون، ويحتجّ الربّ ﷾ عليهم بتوحيدهم ربوبيته على توحيد ألوهيته كما قال تعالى: ِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ... «٨» .

1 / 87