============================================================
شح وسلاة المد لبعض تلاصين ابن سبعين منفصل عن اللى ولا حجوب.
والله هو المطلوب الأعظم، وهو الخير الذى يراد لناته، فالتائب الصادق ظاقر بمطلوه واصل الى الخير المحض، ونقول: العبد مضطر بوجوده وتوبته وجملته الى الله فوجوده وتوبته وجلته هبة من الله ورحمه منه، فالحق معه في وجوده وماهيته على ما هو عليه، فوجوده وماهيته وما هو عليه مع الله لا يفارقه، اذ لزومه له بالذات كما تقدم والله هو المطلوب، وهو التعمة والرحمة والرضوان بالالزام الذى ذكرناء فالتائب ظافر بالنعمة والرحمة والرضوان، والظافر بذلك سعيد ومنعم وكامل، فالتائب على هنا الوجه ظافر بطلوبه، وحاصل على مرغوبه، وكأنه نبه المسترشد على الارتباط النهي اللازم بين الكن والواحب، فإذا فهم ذلكه علم استحقاق الواحب للممكن، وأحذه وجود الهويات البضطرة.
فاذا علم ذلك علم وصوله، وإنا علم وصوله تعين مصوله، وظفر بكماله وانقعلعت آماله، فكأن التوبة هنا ببحنى الفهم عن الرجوع الذى هو موجود في ذاته بالذات، وفهم النصيب الإهى القائم به، وقطع الطلب والتشوف والسكون، واللذة الناتية الموجودة في جوهره بالذات فاذا كان ذلك كذلك امشعت منه العصية، فان العصية تطلب لنق أو نيل لذة في غير محله، وذلك لا يكن الا مع توهم فقدها من محله، فاذا وجدها في جوهره ذاتية بالتصيب القائم به امتنع من طلبها، فإن الحاصل لا يتغى فيكون تائبا بمعنى محفوظا.
ومن هذا المقام يخفظ الأولياءه لأن اللنة القالمة بالجوهر، والأنس الحاصل فيه منع الطلب، وغبط الولى بناته، وأظهر له فيها كل شيءه فانقطعت منه الآمال ووحد عنده ما يظهر لغيره بعد وسم الأجل، ومن هذا الموطن يكفر الولى اذا أوقع المعصية لأنه كفر بالنصيب الإلهى القائم بناته، وهذه التوبة ختصة بالصبادقين لأن الصدق هو الذي بحذف اللمحاز، ويقف عند الحقيقة.
ولما كانت التوبة تطلق باشتراك وبحسب الأحواله قيدها بقوله: (توبة صادقة)، لأن الصدق هو الذى يرد الأشياء الى واجبها، ويقف عند الأمور الناتية ويهل العرضية.
والذاي في محل كل تائب ولي ذات كل شيء هو الحق تعالى، ولا يمكن في قوة ملازمته للأشياء واستحقاقه لها الرجوع اليهه لأنه بستحق الراجع والرجوع والمرجوع إليه، فافهم ذلك واعلم التوبة هذا الوجه والرحمة كما ذكرتها لكه تظهر بمرتبه الصادقين، والله المستعان.
وقوله : (واعلم أن مطالك مطال).
صفحه ۹۳