============================================================
وسقل ابن سبعين قال بوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة، لا تعبد في الأرض ابدا(1)، فكان هنا الذنب المتقدم، وأما التاحر، فقال يوم هوازن، وقد انهزم أصحابه لعمه العباس، ولابن عمه أبى سفيان بن الحارث: لاولانى كفا من حصى الوادى،(2)، فناولاه فاستقبل به وجوه المشركين، وقال: وشاهت الوجوه حم لا ينصرون(3)، وكانوا أربعين الفا فما بقى منهم رحل إلا امتلات عيتاه رملأ وحصى؛ فانهزم القوم عن آخرهم.
فلما رجع أصحابه إليه قال لهم: ولو لم أرمهم لم ينهزهوا*(2)، فنزلت هذه الآية: (وما رهيت إذ رممت ولكن الله رمى) [الأنفال: 17]، فإن قال قايل: كيف أثبت الرمى ثم نفاه عنه4 قالجواب عن ذلك: أن الرمى يتوى على أربعة اشياء: على القبض والارسال والتبليغ والإصابة، فكان القبض والارسال من رسول الله كل والتبليغ والاصابة من الله عل.
فاحذر آيها المرحوم آن تهل قدر التبوة، وتهم أحوالم وتقدر فيهم غير الذى يجب لمه فتهلك في الدنيا والآحرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، واحذر أن تعتقد في العصاة من امته أنه إذا مات يعاقب على كل حال، وافهم الكلام الأول فيه، وفوض أمره الى اللى فإن عاقبه بذلك فيعد له وإن تجاوز عنه، فذلك من فضله ورحته.
وإن قلت في سرك إن العفو غير جائر، وواجب على الله أن يعذب كل مصر بطول الأبد فتفسق وتلحق بالمتزلة، واحذر كل الحذر آن تنكر تشفيع الشفعاع وحط أوزار المحرمين شفاعتهم، فتكون من المعتزلة ومن الوعيدية، ولا تنكر الصفح والعفو أبدا من الله تعالى، والشفاعة جائزة بالعقل وصيحة في الشرع، والاجماع من أهل السنة على صدقها، والتصوص تشهد آنها بي أهل الكبائر والصغائر، ويدخل تحها كل مذنب من الملة حتى القائل بتكذيها.
قال: "شفاعتى لأهل الكبائر من امتى"(5).
وقال في الشفاعة: ولا تحسبوها للمعقين إنما هى الخاطنين المعلونين (6).
(1) رواه أحمد (30/1)، والطيرى هي تفسيره (19/9).
(3) رواء الطبربي في الكبير (298/7) وذكره الميثمى فى جمع الزوائد (184/6).
3) تقدم تغريجه: (4) ذكره القرطبي في تفسيره (263/16).
(3) رواه أصد (213/3، وابن حبان (397/14).
(4) لم أقف عليه هكنا.
صفحه ۳۷۶