330

رسائل

ژانرها

============================================================

وسال ابن سبعن أفعال السعداهه لأن من أسرف في الجود كان مبذرا، كما أن من أسرف في الحفظ كان مقترا، ومن أسرف في الشجاعة كان متهورا، كما أن من أسرف في الحذر عد جبائا، ومن تجاوز حد الحلم كان مستبئا، كما أن من تعدى في الانتصار عد حزما، ومن أفرط في قلة الكلام كان مستجهلا، كما أن من أفرط في الإكثار منه كان مهذرما، والتأدب بتاديب الله حل ثناؤه وأدب رسول الله هو الطريق الذي من سلكه اهتدى، والمقصد الذي من قصده آمن من بوائق الردى.

قال جل ثناؤه بمدح قوما: (والدين إذا أنفقوا كم يسرفوا وكم يفخروا وكان بمن ذلك قواما) [الفرقان: 67] .

حكى الحارث بن أبى أسامة عن العباس بن الفضل عن أبى عبد الله التميمي قال: أحبرني الحسن بن عبد الله قال: حدثنى من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النبى* فأنشدته: ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمى صفوه ان يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما اؤرد الأفر اصدرا فقال له النبى : ولا يفضض الله فاك(4).

فصل: البحر اذا ركبته، فاعلم أنك على حاشيتى النقيض، فلا تهمل الواحيات في أوقاتها، ثم التزم الصمت، فإذا حللت بساحل الطور لا تتطور، وأعرض وجه أعراضك، ومدلول رأيك على من يحبك، ولا تخالط إلا الأمثل فالأمثل، والخلوة أفضل، والخمول أوصل، فمن يرشدك إلى اصلاح عادتك شد على لازم أمره يد الغبطة والعضاية، ولازم دارك.

فصل: متى قام بك خاطر العزم على السفر، فانظر في الراجح والمرجوح من الجهات الأربع، واقصد إليه، ثم لا تدخل الطريق الا بناموس أهل الطريق، ولا جناح عليك في ترجيح أحد المقصدين، إذ كتت في ذلك كله تحو الصواب، وإذا تعذر آمر السفر الى بقعة المناسك، حيتعذ تفعل كل الذى ذكر في هنا الفصل.

فصل: جبيع من يحضك من الفقراء على الخير الممكن، ثم يخرجك الى مقر هو به، فانظر في لازم أمره وفي غايته، فإن كان محهول الرشد اترك الخير لأجل شر متوقع.

صل: المحب الناصح قد لا يكون من العقلاء مع وجود الصفتين، فاحكم بما يشهد له (1) رواه الحارث بن أبي أسامة مى مسنده (844/2)، كما فى زوايد الميشي:

صفحه ۳۳۰