============================================================
وسقل ان سبعين والنهي اما عائد على الملل الذى يرفع الود، لا على الوده اذ الود محمود شرعا وعقلا وهو حامل كل قاصد الى مقصودهه إذ القاصد لولا وده في مقصوده ما تحرك اليه، ولو لم يتحرك إليه لم يصل، الود أصل في تحصيل كل مطلوب، والمال قاطع لكل مطلوب، وآفة كل قاصد وراغب، فهو قبيخ بالجملة، وأصل كل آفه وعلة.
فتقول: الود هو حركة الضير الى المحبوب المراد والانصراف إليه واستصحاب الود شت قدم التوحه، وثبوت التوجه بوصل الى المطلوب المحبوب، والمحبوب هو اللى وهو الخير المحض، والوصول الى الخير المحض هو السعادة، واللنة والمال بمنع ذلك كله، فالملل اقبح ما يكون في الملل، لان الملل زوال الود، وزوال الود يعطل التوجه، وتعطيل التوجه بوجب عدم الوصول الى الله تعالى، وعدم الوصول الى الله هو الشقاوق فالمال يوجب الشقاوة والشقاوة مكروهة وقبيحة هي كل الملل، فالمال قبيح في كل الملل.
وذلك أن الملل هي القوانين الموضوعة على السنة الرسل، وهي الشرايع الحاملة إلى الله والسعادة هى طرق يسلك عليها المتوجهين، وأصل السلوك عليها هي المبة لله، والوسائل الحاملة إليه، والملل يزيل المحبق والحبة أصل السلوك فالمال بمنع بطبعه السلوك وعدم السلوك يوحب الشقاوة، وسمنع تبعية الرسل، ويصد عن الله، ويودى الى سحط الله، وهنا أقبح ما يكون في كل الملل.
فتقول: المال كلها تطلب الله وتحمل اليه، والملل يقطع عن اللى، فالملل قبيح في كل الملل، اذ الانقطاع عن الله يضاد ما جاءت به المال، اذ المال تحمل إلى الخير المحض، والخير المحض حسن، والمال يقطع عن الخير، والانقطاع عن الخير إقامة في الشر، والشر قبيح في كل الملل، فالملل قبيح في كل الملل، فاعلم ذلك.
وأيضا الود هو الميل الى مشار ما، وترجيحه على غيره والأنس به وحبته، والمال هو منافرة ذلك المشار، والانصراف عنه، وتركه ومحبته هي الأولى، ولم تكن الا لأجل توهم الخير فيه، أعنى ذلك المشار إليه، إذ المحبة لا تتعلق الا بالخير، وملله والرجوع عنه لم يقع الا لعدم تعين الجير في ذلك المشاره اذ الخير لا ينصرف عنه من فاقه، فدل على آن الخير اذا أحب الحق شيتا تاله وأناله، وأما غيره فقد يحب ولا ينال، وإن نال أمرا مما بحب فلا يقدر أن ييل غيره ما لديهه لأنه قد لا ينقل ولا ينقال، بخلاف الحق سبحاته فاته على كل ضي قدير، فافهب والله أعلم
صفحه ۱۳۰