رسائل
ابن حزم الأندلسي
هذه هي المجموعة الأولى من رسائل الفقيه الظاهري الكبير الإمام أبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم، وهي تضم أربع رسائل: هي طوق الحمامة في الألفة والألأف، ورسالة في مداواة النفوس، ورسالة في الغناء الملهي أمباح هو أم محظور، ورسالة في معرفة النفس بغيرها وجهلها بذاتها. وتمثل الرسالة الأولى رأي ابن حزم في الحب وأحواله وبواعثه، وقد نالت من الشهرة العالمية ما جعلها تترجم إلى عدة لغات، وتصبح موضوع دراسات متعددة، وهي بحق أثر بالغ القيمة وستظل دائمًا موضع درس وتفسير. وتكملها الرسالة الثانية فهي عصارة تجارب ابن حزم في الحياة، وفي شؤون الناس ومحاولة لإيجاد فلسفة ذاتية من خلال تلك التجارب. وتمثل الرسالة الثالثة قبول ابن حزم الكلي بالغناء الملهي، وتضعيفه الأحاديث التي رويت في النهي عنه، ولهذا الموضوع مؤيدون ومعارضون على مر الزمن. وأما الرسالة الأخيرة فهي خفقة فكرية جميلة تقوم على الحوار الذاتي، فالرسائل الأربع في مجموعها ترتبط بموقف واحد، وسيتلوها مجموعات أخرى من رسائله في المستقبل القريب، إن شاء الله تعالى.
تصدير عام - ١ - رسائل ابن حزم هذا أوان الشروع بنشر كل ما وقعت عليه اليد من رسائل أبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم في أجزاء متتابعة، مع مراعاة التقارب في الموضوعات، حيثما أمكن ذلك، وهي تضم مجموعة الرسائل التي وردت في النسخة المحفوظة بمكتبة شهيد علي باستانبول، وإليك وصفًا للمخطوطة ومحتوياتها: في مكتبة " شهيد علي " مخطوط رقمه ٢٧٠٤، يرجع تاريخ نسخه إلى القرن العاشر الهجري، مكتوب بخط نسخي جميل، ولكن ما يكاد القارئ يمضي في قراءة سطوره متأملا متمعنًا حتى يحكم بان جمال خطه يحجب وراءه كثيرًا من الخطأ والتحريف. ويحتوي هذا المخطوط على ٢٦٥ ورقة، في كل ورقة ٢٣ سطرًا، وفي كل سطر عدد من الكلمات يتراوح بين ١٠ - ١٤ كلمة. ويشمل في مجموعه كتابًا لابن حزم الأندلسي اسمه " كتاب الأصول والفروع " أو " كتاب يشتمل على أصول وفروع شتى ". وأبواب هذا الكتاب في جملتها صورة أخرى لكثير من الفصول التي وردت في كتاب " الفصل في الملل والنحل " لابن حزم، مع اختلاف يسير في التعبير، لعله يوحي بشيء من الإيجاز والتلخيص، أو لعل هذه الفصول كتبت قبل أن يكتب " الفصل " ثم أدخلها ابن
تصدير عام - ١ - رسائل ابن حزم هذا أوان الشروع بنشر كل ما وقعت عليه اليد من رسائل أبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم في أجزاء متتابعة، مع مراعاة التقارب في الموضوعات، حيثما أمكن ذلك، وهي تضم مجموعة الرسائل التي وردت في النسخة المحفوظة بمكتبة شهيد علي باستانبول، وإليك وصفًا للمخطوطة ومحتوياتها: في مكتبة " شهيد علي " مخطوط رقمه ٢٧٠٤، يرجع تاريخ نسخه إلى القرن العاشر الهجري، مكتوب بخط نسخي جميل، ولكن ما يكاد القارئ يمضي في قراءة سطوره متأملا متمعنًا حتى يحكم بان جمال خطه يحجب وراءه كثيرًا من الخطأ والتحريف. ويحتوي هذا المخطوط على ٢٦٥ ورقة، في كل ورقة ٢٣ سطرًا، وفي كل سطر عدد من الكلمات يتراوح بين ١٠ - ١٤ كلمة. ويشمل في مجموعه كتابًا لابن حزم الأندلسي اسمه " كتاب الأصول والفروع " أو " كتاب يشتمل على أصول وفروع شتى ". وأبواب هذا الكتاب في جملتها صورة أخرى لكثير من الفصول التي وردت في كتاب " الفصل في الملل والنحل " لابن حزم، مع اختلاف يسير في التعبير، لعله يوحي بشيء من الإيجاز والتلخيص، أو لعل هذه الفصول كتبت قبل أن يكتب " الفصل " ثم أدخلها ابن
1 / 1
حزم فيه كما هي عادته في تواليفه، على ان أحد الذين تملكوا هذا الكتاب، كتب على هامش الورقة (٩٠) يقول إنه قرأ هذا الكتاب وهو كتاب المجلى لابن حزم من أوله إلى آخره قراءة بحث وتحقيق على الإمام شهاب الدين أحمد الميلي المالكي. والمجلى هو الكتاب الذي شرحه ابن حزم في المحلى، ولكن المشابهة بين كتاب الفروع وبعض فصول كتاب الفصل تكاد تكون تامة حرفية، فلعل متملك الكتاب وهم فيما قال.
ويلي كتاب الفروع خمس عشرة رسالة وردت على الترتيب التالي:
١ - رسالة البيان عن حقيقة الإيمان. (٩٠ ب - آخر ٩٨) .
٢ - رسالة في معرفة النفس بغيرها وجهلها بذاتها. (٩٩ - ١٠٠أ) .
٣ - رسالة الدرة في تحقيق الكلام فيما يلزم الإنسان اعتقاده (١٠٠ - ١٤١ب) .
٤ - رسالة التوقيف على شارع النجاة. (١٤٢أ - ١٤٥/ب) .
٥ - رسالة في الرد على الهاتف من بعد. (١٦٣/ب - آخر ١٦٧) .
٦ - رسالة في الرد على الهاتف من بعد. (١٦٣/ب - آخر ١٦٧) .
٧ - رسالة في مسألة الكلب. (١٦٨/أ - آخر ١٧١) .
٨ - رسالة في الجواب عما سئل عنه سؤال تعنيف. (١٧٢/أ - آخر ١٩٥) .
٩ - رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق. (١٩٦/أ - ٢٢١/أ) .
١٠ - رسالة في الإمامة. (٢٢١/ب - آخر ٢٢٥) .
١١ - رسالة في ألم الموت. (٢٢٦/ أب) .
١٢ - رسالة في أرواح الأشقياء. (٢٢٧/أ - ٢٣٢/أ) .
١٣ - رسالة في الغناء الملهي. (٢٣٢/ب - ٢٣٥/أ) .
1 / 2
١٤ - رسالة التلخيص لوجوه التخليص. (٢٣٥/ ب - ٢٥٣) .
١٥ - رسالة في مراتب العلوم. (٢٥٤/أ - آخر ٢٦٥/أ) .
وتنقطع الرسائل عند هذا الحد، وتنتهي مشتملات المخطوطة دون أن تتم، إذ كان يجب أن ترد بعد الرسالة الخامسة عشرة رسالة " في الوعد والوعيد وبيان الحق في ذلك من السنن والقرآن " [كتبها] إلى الأمير أبي الأحوص معن بن محمد التجيبي صاحب المرية.
وقد تم نشر هذه الرسائل في مجموعتين: الأولى بعنوان رسائل ابن حزم (القاهرة، ١٩٥٦)؛ والثانية بعنوان: الرد على ابن النغريلة ورسائل أخرى (القاهرة، ١٩٦٠) ما عدا أربع رسائل هي رقم ٣، ٧، ١٠، ١٢ سيتم نشرها في هذه السللسة.
١٦ - رسالة الرد على الكندي الفيلسوف (وقد نشرت مع الرد على ابن النغريلة، وهي لاحقة بكتاب التقريب لحد المنطق) .
١٨ - ٢٢ - خمس رسائل ألحقت بكتاب جوامع السيرة.
٢٣ - رسالة في فضل أهل الأندلس (ومصدرها نفح الطيب) .
٢٤ - رسالة نقط العروس.
٢٥ - رسالة في أمهات الخلفاء (نشرها الدكتور صلاح الدين المنجد في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد ٣٤ (١٩٥٩) ص ٢٩١ - ٢٩٩) .
إلى رسائل أخرى قد يتم العثور عليها. وقد كان ابن حزم مكثرًا من التأليف ولكن كثيرًا مما كتبه مفقود أو محتجب.
1 / 3
- ٢ -
ما لم يصلنا بعد من مؤلفات ابن حزم
ذكرت في مقدمة المجموعة الثانية من رسائل ابن حزم (التي نشرتها بعنوان: الرد على ابن النغريلة ورسائل اخرى، القاهرة، ١٣٨٠ ١٩٦٠) مجموعة من مؤلفاته التي لم تصلنا، تمثل العشرين الأولى، ثم أضاف إليها الابن العزيز أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عددًا آخر (في مجلة الفيصل، السنة الثالثة، العدد ٢٦) معتمدًا في الأكثر على ترجمة ابن حزم في سير أعلام النبلاء للذهبي (ورمزنا إليه باسم: السير):
١ - رسالة في الوعد والوعيد وبيان الحق في ذلك من السنن والقرآن، كتبها للأمير أبي الأحوص معن بن محمد التجيبي (انظر رسائل ابن حزم، مخطوطة شهيد علي، الورقة: ٢٦٥. والسير: الرسالة الصمادحية في الوعد والوعيد) .
٢ - كتاب كشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس (تذكرة الذهبي ٣: ١١٥٢، والنفح ١: ٣٦٥، والسير: ما وقع بين الظاهرية وأصحاب القياس) .
٣ - كتاب الصادع والرادع في الرد على من كفر أهل التأويل من فرق المسلمين والرد على من قال بالتقليد (تذكرة الذهبي ٣: ١١٥٢ والذخيرة ١/ ١: ١٤٣، والنفح ١: ٣٦٥، والسير: الرد على من كفر المتأولين من المسلمين في مجلد) .
٤ - كتاب الجامع في صحيح الأحاديث باختصار الأسانيد والاقتصار على أصحها واجتلاب أكمل ألفاظها وأصح معانيها (تذكرة الذهبي ٣: ١٢٥٢، والذخيرة ١/ ١: ١٤٣، والنفح ١: ٣٦٥، والمحلى ١١: ٣٧٩، والسير) .
٥ - كتاب شرح أحاديث الموطأ والكلام على مسائله (تذكرة الذهبي
1 / 4
٣ - ١١٥٢، والنفح ١: ٣٦٥، والسير: الإملاء في شرح الموطأ في ألف ورقة، وانظر مخطوطة شهيد علي من رسائله، الورقة ٣١/ أ.
٦ - كتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للكتابين التوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما " لا " يحتمل التأويل (تذكرة الذهبي ٣: ١١٤٧، والذخيرة ١/ ١: ١٤٣، والجذوة: ٢٩١، والسير) .
٧ - كتاب المجلى في الفقه على مذهبه واجتهاده، مجلد واحد (تذكرة الذهبي: ٣: ١١٤٧ وهو الذي شرحه في المحلى؛ وهو غير مفقود وإنما لم يجمع على حدة) .
٨ - الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام والحلال والحرام وسائر الأحكام على ما أوجبه القرآن والسنة والإجماع. أورد فيه أقوال الصحابة فمن بعدهم والحجة لكل قول، وهو كتاب كبير جدًا (تذكرة الذهبي ٣: ١١٤٧، والذخيرة ١/ ١: ١٤٣، وقد أشار إليه ابن حزم في الفصل ١: ١١٤، ١٧٢ وفي الإحكام ١: ٧٢، ٤: ١٦١، ٤: ٢٠٢) .
٩ - كتاب الإمامة والسياسة في قسم سير الخفلاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها (الذخيرة ١/ ١: ١٤٣، والنفح ١: ٣٦٥ باسم كتاب الإمامة والخلافة الخ، وقد ذكر ابن حزم كتاب السياسة في التقريب: ١٨١، وهو يدل على أن السياسة بمعنى التدبير، وذكره ابن عباد الرندي في الرسائل الصغرى: ٥١ ونقل منه شيئًا في بعض أحوال النفس الإنسانية. وهذا يدل على أن كتاب " السياسة " مختلف في موضوعه عن كتاب " الخلافة والغمامة ".
١٠ - كتاب في أسماء الله تعالى (تذكرة الذهبي ٣: ١١٤٧، والنفح ١: ٣٦٥. قال الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابًا لأبي
1 / 5
محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه؛ والسير: أسماء الله) .
١١ - فهرست شيوخ ابن حزم، (ذكره ابن خير في فهرسته وقال إنه قرأه على شريح بن محمد، وذكره عقيل بن عطية باسم البرنامج؛ وانظر السير: فهرسة ابن حزم) .
١٢ - الرد على ابن الإفليلي في شعر المتنبي (الصلة ١: ٢٧٤ في ترجمة عبد الله بن أحمد النباهي قال: " وله رد على أبي محمد بن حزم فيما انتقده على ابن الإفليلي في شرحه لشعر المتنبي ") . (وانظر المرقبة العليا: ٢٠، والسير بعنوان: التعقب على الإفليلي في شرحه لديوان المتنبي) .
١٣ - نقض العلم الالهي للرازي (ذكره ابن حزم في الفصل مرات، انظر رسائل فلسفية للرازي نشر ب. كراوس ١٧٠ - ١٧٥، والسير: كتاب الرد على ابن زكريا الرازي في مائة ورقة) .
١٤ - رد على إسماعيل بن إسحاق (ترجمته في تاريخ بغداد ٦: ٢٨٤) في كتابه الخمس (الإحكام ٣: ١٠٣، قال: ولنا عليه فيه رد هتكنا عواره فيه وفضحناه بحول الله وقوته، وفي السير: قسمة الخمس في الرد على إسماعيل القاضي) .
١٥ - كتاب فيما خالف فيه المالكية الطائفة من الصحابة (رسائل ابن حزم الورقة ١٨٠، قال: فقد ألفنا كتابًا ضخمًا فيما خالفوا فيه الطائفة من الصحابة ﵃ بآرائهم دون تعلق بأحد من الصحابة والتابعين ﵃، وانظر أيضًا الورقة: ١٩٢) .
١٦ - كتاب أن تارك الصلاة عمدًا حتى يخرج وقتها لا قضاء عليه فيما قد خرج من وقته (رسائل ابن حزم، الورقة ١٩٢، قال: ولنا في هذه المسألة كتاب مفرد مشهور؛ السير: من ترك الصلاة عمدًا) .
1 / 6
١٧ - ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس (الجذوة: ١٦٨) .
١٨ - الفضائح (ياقوت: معجم البلدان (بربر) قال: " ولهم - أي البربر - من هذا فضائح ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح ") .
١٩ - نكت الإسلام (تذكرة الذهبي ٣: ١١٤٩ قال الفقيه ابن العربي. وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكت الإسلام الخ؛ ولابن العربي رد عليه فيه، وقد ذكره ابن حزم نفسه في المحلى ١: ٥٧) .
٢٠ - كتاب فيما خالف أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء وما انفرد به كل واحد منهم (ذكره ابن حزم في قسم الفرائض من المحلى، وانظر تذكرة الذهبي ٣: ١١٥٢) .
٢١ - مراتب العلماء وتواليفهم (السير) .
٢٢ - العتاب على أبي مروان الخولاني (السير) .
٢٣ - الرسالة البلقاء في الرد على (عبد الحق بن محمد بن هارون) الصقلي (السير: في مجيلد) .
٢٤ - بيان غلط عثمان بن سعيد الأعور في المسند والمرسل (السير) .
٢٥ - ترتيب سؤالات عثمان الدارمي لابن معين (السير) .
٢٦ - الرد على أناجيل النصارى (السير: وهو غير إظهار تبديل اليهود والنصارى) .
٢٧ - زجر الغاوي: (السير: جزءان) .
٢٨ - رسالة المعارضة (السير) .
٢٩ - اليقين في النقض على الملحدين المحتجين عن إبليس اللعين وسائر
1 / 7
الكافرين (الفصل ٣: ١٥٠، ٥: ٤٨ في الرد على عطاف بن دوناس؛ والسير: اليقين في نقض تمويه المعتذرين عن ابليس وسائر المشركين، في مجلد) .
٣٠ - الرد على من اعترض على الفصل (السير: في مجلد) .
٣١ - ذو القواعد (الاحكام ١: ٣١، ٣: ٥٧؛ ٥: ٣١؛ السير: در القواعد في فقه الظاهرية، ألف ورقة) .
٣٢ - الإملاء في قواعد الفقه (السير: ألف ورقة) .
٣٣ - الرسالة اللازمة لأولي الأمر (السير) .
٣٤ - قصر الصلاة (السير: رسالة صغيرة) .
٣٥ - التصفح في الفقه (السير: في مجلد) .
٣٦ - الفرائض (السير: في مجلد) .
٣٧ - مختصر الموضح من تأليف أبي الحسن المغلس (السير: في مجلد) .
٣٨ - مختصر في علل الحديث (السير: في مجلد) .
٣٩ - رسالة في معنى الفقه والزهد (السير) .
٤٠ - الاظهار لما شنع به على الظاهرية (السير) .
(١) ٤١ - مراتب الديانة.
٤٢ - مهم السنن.
٤٣ - جزء في فضل العلم وأهله (السير) .
٤٤ - أجوبة على صحيح البخاري (فتح الباري ١: ١٧ وكشف الظنون) .
_________
(١) هذه العلامة تفيد أن الأستاذ أبا عبد الرحمن ابن عقيل لم يشر إلى المصدر الذي اعتمده.
1 / 8
٤٥ - الخصال (وهو متن الإيصال) (السير، الإيصال الحافظ لجميع شرائع الإسلام؛ النبذ: الخصال) .
٤٦ - الانصاف (في الرجال) (لسان الميزان ٦: ٢١٧) .
٤٧ - مختصر كتاب الساجي في الرجال (مرتب على الحروف / ميزان الاعتدال (ترجمة خالد بن عكرمة)؛ والاعلان بالتوبيخ: ٣٤٨.
٤٨ - الحدود (التهذيب لابن حجر ٧: ١٨٥) .
٤٩ - نسب البربر (السير: في مجلد)
٥٠ - ترتيب مسند بقي بن مخلد.
٥١ - جزء في أوهام الصحيحين.
٥٢ - كتاب اختلاف الفقهاء الخمسة: مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وداود (السير) .
٥٣ - القراءات (المحلي ٣: ٢٥٣، ٣٦٦) .
(١) ٥٤ - كتاب تفسير: حتى إذا استيأس الرسل.
٥٥ - رسالة في آية: فغن كنت في شك مما أنزلنا إليك.
٥٦ - رسالة في أن القرآن ليس من نوع بلاغة الناس (الفصل ١: ١٠٧) .
٥٧ - مقالة السعادة (السير) .
٥٨ - تسمية شيوخ مالك (السير) .
٥٩ - شيء في العروض (السير) .
٦٠ - تسمية الشعراء الوافدين على أبي عامر (المنصور) (السير) .
٦١ - غزوات المنصور بن أبي عامر (السير) .
_________
(١) هذه العلامة تفيد أن الأستاذ أبا عبد الرحمن ابن عقيل لم يشر إلى المصدر الذي اعتمده.
1 / 9
٦٢ - تواريخ أعمامه وأبيه وأخواته وبنيه وبناته، مواليدهم وتاريخ من مات منهم في حياته.
٦٣ - الترشيد في الرد على كتاب الفريد لابن الراوندي (السير: مجلد) .
٦٤ - الاستجلاب (السير، مجلد) .
٦٥ - رسالة التأكيد (السير) .
٦٦ - الضاد والظاء (السير) .
٦٧ - بيان البلاغة والفصاحة، رسالة في ذلك إلى ابن حفصون (السير) .
٦٨ - رسالة في الطب النبوي (السير) .
٦٩ - اختصار كلام جالينوس في الأمراض الحادة (السير: نقلا عن الطب النبوي) .
٧٠ - كتاب في الأدوية المفردة (السير: نقلًا عن الطب النبوي) .
٧١ - بلغة الحكيم (السير: نقلا عن الطب النبوي) .
٧٢ - حد الطب (السير: نقلا عن الطب النبوي) .
٧٣ - مقالة في شفاء الضد بالضد (السير: عن الطب النبوي) .
٧٤ - شرح فصول بقراط (السير: نقلا عن الطب النبوي) .
٧٥ - مقالة في النحل (السير: نقلا عن الطب النبوي)
٧٦ - مقالة في المحاكمة بين التمر والزبيب (السير: نقلا عن الطب النبوي) .
٧٧ - مسألة هل السواد لون أم لا (لعلها من الفصل، وقد نشرها النادي الأدبي في الرياض ١٩٧٩) .
٧٨ - كتاب التبيين في هل علم المصطفى أعيان المنافقين (السير: في ثلاث مجلدات) .
1 / 10
٧٩ - إجازة لتلميذه شريح (تكملة ابن الأبار) .
٨٠ - إجازة للحسين بن عبد الرحيم (تكملة ابن الأبار) .
٨١ - (١) - المرطار في اللهو والدعابة.
٨٢ - كتاب العظايم (حاشية الورقة ٩٠/ أمن نسخة شهيد علي) .
٨٣ - كتاب العانس في صدمات () (المصدر السابق نفسه) .
- ٣ -
وتحتوي هذه المجموعة الأولى على أربع رسائل هي: طوق الحمامة، ومداواة النفوس، والغناء الملهي، ومعرفة النفس بغيرها وجهلها بذاتها. وان ما يجمع بينها في نطاق أنها " ذاتية " في طابعها العام، وتتصل بشخص ابن حزم، وتلقي أضواء على نفسيته وتأملاته، وتصور تسامحه إزاء الحب والغناء على وجه الخصوص، وستكون كل مجموعة من الرسائل بعدها خاضعة لرابطة تنتظمها، متقاربة في إطارها العام وموضوعاتها.
ولست أرى من الضروري أن أخص حياة ابن حزم بدراسة شاملة في مقدمة هذه الرسائل، فقد كتبت عنه كتب ودراسات كثيرة في لغات مختلفة، تجد أسماءها في ثبت المصادر والمراجع.
وأنا مدين في إعداد هذه الرسائل إلى عون أحد أبنائي الأعزاء العاملين في حقل الدراسات الأدبية وهو السيد ماهر زهير جرار، وفقه الله فيما ارتضاه لنفسه من انتهاج طريق العاملين في ميدان العلم.
بيروت في تموز (يوليه) ١٩٨٠
إحسان عباس
_________
(١) هذه العلامة تفيد أن الأستاذ أبا عبد الرحمن ابن عقيل لم يشر إلى المصدر الذي اعتمده.
1 / 11
طوق الحمامة في الألفة والألاف
1 / 17
فراغ
1 / 18
تصدير
- ١ -
منذ أن أصدر المستشرق بتروف طبعة من كتاب طوق الحمامة (١٩١٤) اعتمادًا على النسخة الوحيدة منها المحفوظة في ليدن بهولندة، توالت الأيدي على طبع هذه الرسالة في الشرق وعلى ترجمتها في الغرب؛ ولابد أن تكون لهذه الرسالة أهمية خاصة حتى تنال كل ما نالته من عناية حتى اليوم.
وقد كانت معظم الطبعات التي صدرت في المشرق العربي عالة على طبعة بتروف، وهي طبعة أمينة للأصل المخطوط؛ ولكن هناك مواطن كثيرة فيها يعسر فهمها، واكبر الظن ان ذلك يعود إلى تصحيف أو تحريف في القراءة. وكنت أعجب دائمًا كيف صدرت تلك الترجمات لطوق الحمامة من قبل أن يستقيم فيها النص ويصبح مفهومًا دون حاجة إلى تأول متعسف. وقد كان أجرًا من حاول الخروج عن قراءة بتروف هو ليون برشيه، الذي طوق الحمامة مع ترجمة فرنسية (الجزائر ١٩٤٩)، ولكن برشه، رغم التوفيق الذي واكبه في بعض القراءات، أسرف أحيانًا في البعد عن الأصل المخطوط، طلبًا لصحة المعنى واستقامته.
ولست أدعي أنني أقدم اليوم نصًا بارئًا من كل خطأ، ولكني في
1 / 19
هذه المحاولة استطعت أن أصحح كثيرًا من الأخطاء في النص نفسه، وفي أسماء الأعلام، وأن أزود هذه الطبعة بتعليقات أراها ضرورية.
- ٢ -
الطبعات العربية من طوق الحمامة
١ - طوق الحمامة تحقيق د. ك. بتروف (مع مقدمة بالفرنسية) ليدن ١٩١٤.
٢ - طوق الحمامة، ط. دمشق، ١٣٤٩ ١٩٣٠.
٣ - طوق الحمامة (نص وترجمة فرنسية) لليون برشيه، الجزائر ١٩٤٩.
٤ - طوق الحمامة، ط. القاهرة (طبعة شعبية) ١٩٥٠.
٥ - طوق الحمامة، تحقيق حسن كامل الصيرفي ومقدمة لإبراهيم الابياري، القاهرة ١٩٥٠.
٦ - طوق الحمامة، تحقيق فاروق سعد، دار الحياة، بيروت ١٩٦٨.
٧ - طوق الحمامة، تحقيق الدكتور الطاهر مكي، القاهرة ١٩٧٧.
٨ - طوق الحمامة، ط. مؤسسة ناصر الثقافية ببيروت، ١٩٧٨ (طبعة شعبية) .
٩ - طوق الحمامة، تحقيق الدكتور إحسان عباس (في المجموعة الأولى من رسائل ابن حزم، ط. المؤسسة العربية، بيروت ١٩٨٠) .
- ٣ -
ترجمات طوق الحمامة
" الإنجليزية والروسية والألمانية والإيطالية والفرنسية والأسبانية "
١ - Abook Containing the Risala Known as the Dow " s Neck - Ring، about Love and Lovers، composed by Abu Muhammad Ali ibn Hazm al - Andalusi، trans. By A. R. Nykl، Paris، Geuthner، ١٩٣١.
٢ - A. Salie. (ترجمة روسية)، Leningrad، ١٩٣٣.
٣ - Halsband Der Taube Uber die Liebenden، von Max Weisweiler، Leiden، ١٩٤٤.
٤ - II Collare della Colomba، versione dall " arabo di Francesco Gabrieli، Bari، ١٩٤٩.
٥ - Le Collier du Pigeon، Par Leon Bercher، Alger، ١٩٤٩.
٦ - El Collar de Ia Paloma، Traducido del Arabe por Emilio Garcia Gomez. Madrid ١٩٥٢ (٢، a edicion ١٩٦٧) .
1 / 20
دراسات عن طوق الحمامة (١)
١ - باللغة العربية
١ - طوق الحمامة لابن حزم، دراسة ليوسف الشاروني (في كتاب دراسات في الحب، - كتاب الهلال ١٩٦٦) ص ٤٣ - ٧١ وانظر مجلة المجلة العدد ١٠٢ (ص ٧٦ - ٨٥) القاهرة.
٢ - ابن حزم وكتابه طوق الحمامة للدكتور الطاهر مكي (فيه فصول متعددة عن طوق الحمامة) الطبعة الثانية، القاهرة ١٩٧٧.
٣ - تأثير طوق الحمامة في الأدب العالمي للدكتور الطاهر مكي (مجلة آفاق عربية، العدد الأول ١٩٧٦، بغداد) .
٤ - طوق الحمامة لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري (بحث نشر في مجلة العرب، السنة الثالثة ص ٢٢٧، ٧١٣) .
٥ - في الحب والحب العذري للدكتور صادق جلال العظم، بيروت ١٩٦٨ (ليس خاصًا بكتاب الطوق، ولكنه يعتمد عليه) .
٦ - ابن حزم الفقيه الذي عالج الحب في رسالته الشهيرة " طوق الحمامة " لمحمد أبو زهرة، مجلة العربي، أغسطس (١٩٦٣) العدد: ٥٧.
٧ - مقارنة بين طوق الحمامة وكتاب المصون في سر الهوى المكنون لأبي إسحاق الحصري للدكتور محمد بن سعد الشويعر (مجلة الفيصل، السنة الأولى، عدد ١٠) ص: ١٦ - ٢١.
٢ - باللغات الأجنبية:
Leon Bercher؛ A propos du texte du " Tawq al - Hamama " d " Ibn Hazm، Melange W. Marcais، ١٩٥٠، pp. ٢٩ - ٣٦.
_________
(١) تراجع الكتب المؤلفة عن ابن حزم، ففي أكثرها يتعرض الدارسون لهذا الكتاب.
1 / 21
- Ibn Hazm et Son " Tawg al - Hamama "، Bulletin des etudes arabes، ٧، (١٩٤٧) pp. ٣ - ٦.
Cauq al - Hamama، Islamica ٥، (١٩٣٢) pp. ٤٧٤ - ٤٧٤.
E Garcia Gomez: " El Collar de Ia Paloma " y Ia medicina occidental، Homenaje a Millas - Vallicrosa I، ١٩٥٤، pp. ٧٠١ - ٧٠٦.
- Una nota al Capitulo XXX del " Collar de Ia Paloma "، Andalus، ١٨، (١٩٥٣) pp. ٢١٥ - ٢١٧.
- Un Precedente y une consecuencia del " Collar de Ia Paloma " Anda lus ١٦ (١٩٥١) pp. ٣٠٩ - ٣٣٠.
- El " Tawq " de Ibn Hazm y el " Diwan al - Sababa "، Andalus، (١٩٤١) pp. ٦٥ - ٧٢ (١) .
E. Levi - Provencal: En relisant le " Collier de la Colombe "، Andalus، ١٥ (١٩٥٠) pp. ٣٣٥ - ٣٧٥.
W. Marcais: Observations Sur le texte du " Tawq al - Hamama " d " Ibn
Hazm، Mem. H. Basset II، ١٩٢٨، pp. ٥٩ - ٨٨.
J. Lomba Fuentes: La beaute objestive chez Ibn Hazm cahiers de civilisation medievale، ٧ (١٩٦٤) pp ١ - ١٨، ١٦١ - ١٧٨.
_________
(١) راجع المصدر السابق: ٣٣١ - ٣٣٩.
1 / 22
نظرة في رسالة طوق الحمامة
١ - آراء في الحب قبل أبن حزم:
يبدو إن حوار " المأدبة " لأفلاطون كان معروفًا على نحو ما في القرن الثالث الهجري لدى المثقفين المسلمين، وإن لم نجد له ذكرًا صريحًا بين كتب أفلاطون في المصادر العربية (١) . ويدور حوار المأدبة حول موضوع " الحب " أو " العشق " على نحو غير حواري في البداية، إذ يتوالى على الحديث في الموضوع على صورة " المقام " خمسة من المتحدثين، اجتمعوا في بيت أحدهم، وأحبوا أن يتجنبوا الاستسلام إلى نوبة من الشرب بعد انتهائهم من الطعام، فتناوبوا الحديث واحدًا بعد آخر، وعرض كل واحد منهم وجهة نظره في الحب، فلما جاء دور السادس، وهو سقراط، رأى جادًا أو هازلًا، إنه يقصر في البلاغة عن مدى كل منهم، وهو في حقيقة الأمر ينتقد الطريقة " الخطابية " التي عالجوا فيها الموضوع، ولذلك تحول إلى طريقته المفضلة وهي " الحوار " المتنامي، الذي يستحث فيه محاوره إلى الالتزام بحدود واضحة بعد إذ يتحول به إلى ظل له وفي أثناء ذلك أنتقل سقراط يقص حوارًا جرى بينه وبين امرأة سماها ديوتيما عرفة بفنون
_________
(١) من بين كتبه المترجمة كتاب " في اللذة المنسوب إلى سقراط " وقد ذهب فرانز روزنتال ورتشارد فالتسر في تعليقاتهما على كتاب الفارابي " فلسفة إفلاطون وأجزاؤها ومراتب أجزائها.. " إلى أن " في اللذة " لابد أن يكون هو " المأدبة "، وتعقبهما الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه " إفلاطون في الإسلام " (ص: ٣١) ورفض التوحيد بين الكتابين، وحججه غير مقنعة؛ وكل قطع في هذا الأمر قبل أن يعثر على نصوص من كتاب " في اللذة " لا يؤخذ على علاته.
1 / 23
الحب، حول الموضوع نفسه، وعندما ينتهي سقراط من آراء تلك المرأة، يدخل القبيادس مع شلة من السكارى، ويتجه الحديث وجهة عملية، إذ يكون دور المتحدث السابع - وه القبيادس - أن بين مميزات سقراط، وخاصة في الحب، وعلى نحو أخص في محبته لالقبيادس نفسه. وفيما كانت الجلسة تنحو نحوًا جديدًا، بعد أن انتهى كلام السابع، جاء جمع من السكارى آخر، ووجدوا الباب مفتوحًا فدخلوا، وكثر الضجيج وأنتقض النظام، وانفضت الجلسة على نحو ما.
ذلك هو الإطار العام الذي جرى فيه " حوار المأدبة " - دون المحتوى - ولعله أو إطارًا شبيهًا به (١) هو الذي أوحى بعقد ذلك " المقام " حول " العشق " في مجلس يحيى بن خالد البرمكي (١٩٠/٨٠٥) (٢)، فقد كان يحضر ذلك المجلس عدد غفير من أهل البحث والنظر مثل أبي الهذيل العلاف وهشام بن الحكم والنظام وبشر بن المعتمد وثمامة بن أشرس والموبذ قاضي المجوس وغيرهم؛ وقد كان عدد المتحدثين في مجلس يحيى ثلاثة عشر، وهم وإن لم يحاولوا ترسم حوار فيما بينهم فقد اكتفوا بحكاية الشق الأول من " حوار المأدبة "، إذ تناول كل منهم " العشق " حسب تصوره له، بوصف موجز، وربما لم يكن فيهم من أعتمد الآراء التي وردت في " حوار المأدبة " حول العشق، ولكن الإطار نفسه يربط بين مجلسهم والمأدبة؛ وشيء آخر أهم من الحوار وهو تلك التوطئة في كل من المجلسين، فقد بدأ " حوار المأدبة " بالشكوى من أن جميع الأرباب تصاغ فيهم الأناشيد والمدائح إلا رب الحب، بل إن المعلمين المحترفين من السوفسطائيين يؤلفون الكتب والخطب في أصغر
_________
(١) إن توالي عدد من الحكماء اليونانيين في الحديث حول موضوع معين أصبح صورة محببة لدى المفكرين المسلمين، مثل تواليهم في تأبين الإسكندر، وفي مواقف أخرى أورد بعضها حنين أبن إسحاق في كتابه " نوادر الفلاسفة " (أنظر ملامح يونانية ص ١١١ وما بعدها، والملحق رقم: ٢) .
(٢) أنظر المسعودي: مروج الذهب (ط. شارل بلا، بيروت ١٩٧٣) ٤: ٢٣٦ - ٢٤١.
1 / 24
الموضوعات كفائدة الملح للإنسان، وليس ثمة واحد يقف ليثني على " الحب "؛ وفي مجلس يحيى فاتحة مشابهة، فقد وجه رب المجلس حديثه إلى المثقفين والموجودين في حضرته، بالتذمر من أنهم أسرفوا في الحديث عن كل نقطة، مهما تدق، في علم الكلام، فتحدثوا عن الكمون والظهور والقدم والحدوث والنفي والإثبات والحركة والسكون والجزء والطفرة والأجسام والإعراض، وإنهم قد أشبعوا القول في هذه القضايا وسواها، ومن حق العشق عليهم أن يقولوا فيه شيئًا - دون منازعة (١) - ودون استعداد سابق، بل بما سنح لهم في الوقت، على نحو ما جرى في " حوار المأدبة ".
وليس يهمني هنا: أحدث ذلك المجلس حقًا أم لم يحدث، وهل ضم تلك الشخوص أو لم يضم، وإنما الذي يهمني هو هذا " الأنموذج " الذي يقرب إلى الظن أن " حوار المأدبة " على نحو ما، أو شيئًا شبيهًا به، كان معروفًا لدى المثقفين المسلمين في أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث، وإلا فلماذا " العشق " من دون سائر الموضوعات ينتدب إلى الكلام فيه على نحو واقعي أو متخيل - عدد من مفكري ذلك العصر لقد ملأ الحديث عن الحب الشعر العربي والحكايات والأسعار حتى حينئذ، وكان لابد - في ظل الثقافة اليونانية - أن يتصدى له " المتفلسفون " ليحددوا طبيعته وماهيته، على نحو يذكر المأدبة.
بل إننا لا نستطيع أن ننفي الصلات الموضوعية بين مجلس يحيى والمأدبة، معتمدين الحافز والإطار موضوعين للتشابه بينهما وحسب، فإن المدقق في أحاديث المتكلمين في مجلس يحيى يلمح بعض المشابه في التعبير عن " الحب " أو " العشق ". هذا هو " فايدرس " المتحدث الأول في " المأدبة " يتناول الحب من حيث هو قوة محولة، تجعل الحب يتوجه نحو الفضيلة وينفر من الرذيلة ومن كل ما يجر العار على نفسه في سبيل رضى
_________
(١) " دون منازعة "، وهي التي حددت عدم ظهور الحوار، على نحو متعمد.
1 / 25