1 رسب داربتبيات * ادل عمل بخينع مل رسائل لدقام الجنير وا فراله المائورة
صفحه ۵
============================================================
اختلف الدارسون حول وفاته كما اختلفوا حول ميلاده، فقيل: توفي الجنيد يوم السبت في شوال سسنة ثمان وتسعين ومائتين، وقيل: ستة سبع وتسعين(1) وما بين مولده ووفاته كانت الأحداث الجسام في حياة الأمة، وظهور العلماء الكبار(2).
(2) أسرته : لا تخبرنا المصادر التاريخية بالكثير عن حياة الجنيد الشخصية، ولا يجد الباحث ما يروى ظمأه سوى ما هو معروف من آنه نشأ في بيت متوسط الحال يعيله و الده من بيع القوارير، ويساعده الجنيد بما يفيض عليه حانوت اتخذه في أحد اسواق بغداد ليبيع الخز بالاضافة إلى بيت عمه الذي كان كما يقول الجنيد لا يخلو من أطعمة فاخرة لا يكون مثلها في بيتنا(2) (3) لمحة من تصوفه: قدر للامام الجنيد أن يبذ اقرانه من علماء عصرة، وليس ادل على هذا من تعرضه للفتيا في شبابه، ولهذا قال عنه جعفر الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، إذا رآيت علمه رجحته على حاله، وإذا رآيت حاله رجحته على علمه(4) وقال أيضا أبو القاسم الكمبي ما رأت عيناي مثله، كان الكتبة يحضرونه () المرجع السابق: ص 267 (2) تشير هنا الى هذه المرحلة التاريخية في عصر الجنيد (تقلا عن زهير ظاظا) وهى الفترة التي اضطرب فيها كل سيء مثل اندلاع فتنة الزنج في البصرة، وتمكن القرامطة في البحرين ومحاصرتهم لدمشق واقتلاعهم الحجر الأسود !.
وحرق الروم لدمياط، ونشوء الدولة الطولونية في مصر والحمدانية في الشام وشمال العراق والسامانية فيما وراء النهر، واختفاء آخر الأثمة الاثني عشر، وتأزم الدولة الأغلبية في تونس، وصراع الأدارسة والصفرية في مراكش وتالق الدولة الاموية في الأندلس وقد عاصر الجنيد من المحدثين: الأثمة الستة وآبا زرعة الرازي وابا حاتم والنسوي وابن أبى والدنيا والدارمي وأبا يعلى وعبد الرحمن بن مسلم الرازي والدارمي بن سعيد وغيرهم. ومن المقسرين : الطبري وبق بن مخلد والبجلي والخفاف وعبد الله بن محمد الديوري وغير هؤلاء ومن النقهاء: المزتي والربيع المرادي وداود الظاهري وسحنون والعتبى وغيرهم. ومن الأدباء: الجاحظ والمبرد وتعلسب وابن بكار وابن قتيبة وأبا حنيفة الدينوري وآبا العنياء وابن عبدكان وغير هؤلاء. ومن المورخين: الطبري واليعقوبي والبلاذري والفاكهي وابن منده والعقيقي وغيرهم. ومن المعتزلة: ابن الخياط والجاحظ وابن شداد وابن عمر الباهلى ومحمد بن كرام وابن المتجم والشحام ومحمد بن يزيد الواسطي وغيرهم.
(3) السبكي: 29/2، زهير ظاظا: الإمام الجنيد، الناشر دار الخير بيروت ص24.
4) طبقات الشافعية، مجلد "ص: 64
صفحه ۱۳
============================================================
)d1517) مطبوعة نشرها د. على حسن عبد القادر مع ترجمة إنجليزية في مجلة 1 1959-1960م.
7- كتاب الضشاء من رسائل في التوحيد والتصوف برقم 134 توحيد معهد المخطوطات العربية.
8- كتاب الميثاق المخطوط من رساثل في التوحيد والتصوف، معهد المخطوطات العربي: برقم: 135 تصوف.
9فى الالوهية المخطوط من رسائل في التوحيد والتصوف برقم 134 توحيد.
10- كتاب الچنيد إلى عمرو بن عثمان المكي رحمها الله تحالى المخطوط من رسائل في التوحيد والتصوف معهد المخطوطات العربية، برقم 96تصوف، 37تصوف، 135تصوف، 4 123توحيد.
1- خة من كتاب الجنيد الى أيى يعقوب يوسف بن الحسين الرازي رمه الله علرهما رسائل في التوحيد والتصوف برقم 135 تصوف، 396 تصوف، 227 تصوف، 134 توحيد.
12- رسالة آيى القاسم الجتيد الى يوسف بن يحيى رحمة الله علييا من رسائل في التوحيد والتصوف، معهد المخطوطات العرية، رقم 134 توحيد.
13- رسالة أبى القاسم الجنيد الى بن محمد الى بحيى بن معاد رحمة الله عليهها من رسائل في التوحيد والتصوف، معهد المخطوطات العربية، رقم 227 تصوف، 134 توحيد، 396تصوف.
14 رسالة أبى القاسم الجنيد إلى بعض اخواته من رسائل في التوحيد والتصوف معهد المخطوطات العربية، برقم 227 تصوف، 134 توحيد، 396 تصوف.
5- رسالة الجتيد إلى يعض اخوانه من رسائل في التوحيد والتصوف برقم 396تصوف، 134 توحيد، 227 تصوف.
صفحه ۱۹
============================================================
16- رسالة إلى بحض إخوانه أوردها على حسن عبد القادر في رسائل الجنيد، ص: 3 - 1.
تانيا: رسائل منشورة ف الحلية وقمنا بتحقيقها، وهي: 17 رسالة الى جعقر الخلدي: حلية الأولياء، ج: 10، ص: 284 -287.
18- رسالة في المعرفة حلية الأولياء، ج: 10، ص: 259-257.
19 رسالة الچنيد إلى أبى اسحاق المارستان حلية الأولياء، ج:10، ص: 276، 277.
20 رسالة إلى بعض اخوانه .211 ،210 حلية الأولياء، ج: 10، ص: 2 - رسالة إلى بعض اخوانه حلية الأولياء ، ج: 10، ص: .280 27 22 رسالة إلى بعض إخواته حلية الأولياء، ج: 10، ص: 280.
23 - النظر الصحيح إلى الدنيا حلية الأولياء، ج:10، ص: 262، 263.
24 - راى الجنيد في الذكر الخفي 265 حلية الأولياء، ج: 10، ص :264، 25 - كتابه الى أبي العباس الديتوري حلية الأولياء، ج: 10، ص: 266.
26 عقبات الوصال حلية الاولياء، ج: 10، ص: 259، 260.
27- رسالة ف الإيمان حلية الأولياء، ج: 10، ص: 265، 266.
48- صضة الصاقل حلية الأولياء، ج:10 ص: 273-271.
صفحه ۲۰
============================================================
29- رسالة ف التوحيد حلية الأولياء، ج: 10، ص: 256، 257.
30 - رسالة الجنيد إلى أبي بكر الكسائي كتاب اللمع، ص: 312-311.
31 رسالة الجنيد إلى علي بن سهل الأصبهاني كتاب اللمع، ص: 310.
شالثا: اقواله مختلف الموضوعات : انظر: نهاية العمل ص: رابعا: اعمال اخرى تنسب للجتيد(1) : - أمثال القرآن (انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون ص1727، 1806) .
معاني الهمم في الفتاوى الصوفية (انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون ص1727، 1806).
قصيدة صوفية : (برلين 7543).
شرح شطحات أبي يزيد، ذكره السراج من اللمع380، 382، 385، 386، 387 389 وانظر ص369.
تصحيح الإرادة. ذكر الهجويري في كشف المحجوب ص 338.
منتحب الأسرار في صفة الصديقين والأبرار، ذكره ابن العربي في "المواقع" ص30س16.
حكايات (أهو كتاب له أم عنه؟) . ذكره السخاوي في الاعلان ص41.
المتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي، ذكره الغزالي في "المنقذ من الضلال" (ط القاهرة 1309)، ص20.
وقد أشرنا إلى هذه الأعمال التي تتسب للجنيد للأمانة العلمية ولفتح المجال أمام الدارسين لمزيد من البحث والتحقيق.
(1) اعتمدنا في هذا العرض على: كارل بروكلمان: تاريخ الأدب العربي، الجزء الرابع، نقله إلى العربية الدكتور السيد يعقوب بكر، د. رمضان عبد التواب، الناشر دار المعسارف ص 65 - 61) وعمر رضا كحاله: معجم المؤلفين، الجزء الثالث، ص : 164.
صفحه ۲۱
============================================================
گفشدتخه يد ننيا،ند،،:..
ن : ات نان ى:
اق نه ا اليت ايم صل انا عل بار التصوف وعنولت بلارمة اضول لقسايف رنست اه:..
نن له نواح الاترارا لفيب المصور عزيين بب بة الفاسر الصوفية مزكلام 3 الرب آنيا الريب اييا التبزف نمزالعره و
سلطا لحت بعد وتايا للارق دوام نلجريه دل تر الدابت رللدده (25.
ابوالظم المجه ورمه يخه: 1 ر يس نمشت اا رشاز.
قالاتوا لفنم ده اسن ترتند د بزديا الحمدلله النيرشر نفتتح لتام :: 2 ب خانمة الم م وينوه بمه السمادة ب دە ت اينياا ه ة : الايمار ااار ازابه والقلرب ا2*1:1 الالااا لا بيرره وجلذالاندا تريحمه يججها مرداف يعلب بيزس زر قلى ووض عره ار ~~ت التلن وويد فى اشورابت ن :.
الا الابايارة التوزحوده( دلالة المرماو نسن ~~و دا تي صورة الصفحة الاولى والأخيرة من مخطوط السر فى انفاس الصوفية
صفحه ۲۳
============================================================
به وفاتاب وة الارياية اسيد الطايضة ابيا لتاس الج يهاي اها الول قيب اهل العيم اذاة الراي نلر ال هرالتل: المنه ر بن اله بودية الربا فى الره بلله الل الند ن 1، ه به اهاى 03 وقه الذهر اين بها ولهيقم بو اجحا بى با 9 بيس يا كواملين ايا مام بع
1ه ااحدي قيه ه ب* الاتاب..
دناه بعباام م ارب اده ننه اك اب ان بو ان ابردا لا ود النريه.
مل ام يالم بالو مام يل
ويور الخاوبيع رهزها لامان اا ان التدوادلوه ل نسه ا لان بطي ز ديت وندكييت ر ن نجدهم ادكت بل بل قنه ذ ا نعنا يوتاد عط ا ان 9 امصل: باو اس وما السمتامن بهمالض ه ورهيرفاداع تسا والعه انسي النتوصب م شهربهيافي والقيت لي عاي فمعارترية وصاين ريصنه لنهه والمق تو ا ت: ن ايربا ها بيا وخيتوباه لايوديه عهمه ولهو العاب اع ظيم لا الاهيي اله ين قدتبهما لرسش دشك اهتذرا بهم مزدمناظرع * به علي بي حرتب ل لمبطلن انرلعال الذيج اتبهم نماويتة امحوة جري ب انعد الى اب نم نا. "
خبيب الع قول وباه پنتاياذهال بواعت اله. د ورادق يبت الوو ه ناهبت الحلرم لن لجية هن زه قتورن الالنمة ت لة والورت علي با الوجقل ال بدل فيهايت فرك له باله بده ند فاند اا ادا وكشف انا درا 14 اما بمعت ما الللم لر لوان اقتتا ما ول ال بما ا انالي ماراني كوايا فر باه اوهن ه انه عم: له علبية ابستعبا راتن خت اا ل بله:
احة الأولى والأخيرة من مخطوط دواء الأرواح صورة الصفه 19 23
صفحه ۲۵
============================================================
7 ب ~~تاهم المر بله ممالله عل هرم ارا وال رله دو نرلمه . امند دانب اللح لفف رلنرطر لرار عل ن
1 هه فر فى بالا بلريب ايله النب
الااننابه بها الل ا علطعا السال بد ال ذا االنتنه ور الالج المته بانه انا ردقوسام ن لد مامر ارف اليهان ايللعبه وانا لنعا صعه برلم الزاة بفار النكه لى مهارميس ند برل الل تبل نوان ما رماها ونهنهما واور بيهبما ربر لهل لبلم لازل ابعال اللالر.: امرو النا دسذ االيك والالي ان ل ل الا 6 ور انهيده والزنب *لز قالازال بدبه سحبدب اا الم ا ف ا لحا ا ا الهب ونر نسه مسنه بيرغ لرعبه الل ظبهرمه مهاها فشيد م الة بيار ا اب الا د(: و سيل فع ا يق النسد ياوري اى ان ا ل ل ان رلد
ب سيو1 اه رل باستد ى درطه ايه بد غلهاى 13 الت اله لار ا اله ل بلرامالبرونر بل لده فرلري نهرالعره داا بلد رباز 0 س نه ب ا اا مب ق الاو امال ل ل اله الرذادج ال ال القاد ال ل 11 الهور والا واسد ن ل ~~با
ب نه نه ديل تابسص ترفيال وش
با ن اه ال ال اا ا لا ( تالم وي ابلر فز الا ننر دل ا ما ل ا عي سمن بف سقا اا ا به رامازنه شا
اعارضه نفردر استزه لم ه رابدملما او ارابهمه لحمنا ورابه بسد با بما التلرل راء ما اى فاا ر بره رسنا ال م : امخطوط دواء الارواح صورة أخرى لتذمات من مخما 1
صفحه ۲۶
============================================================
اا اونهد
.
ازا بر به ايته بهنته ى 11 760
ربر.:
در
أنا ل : بايد
ه عاي بب ي النرلك أرهرايبه بة مال ل ن الن ند دال ندم لالن بسعين .
لباذلن اة فار الوالرا.. وية 1d ن 1 - ~~ال به س با الا ه ابا: ام ه البداية 1 اله ال انة فر الا 0 نر.:...
ال ات د .
117
0 . و ه ن بيرد 0
طوط دواء التفريط طه ات نو صور 28
صفحه ۲۸
============================================================
ششند.
3ا:1 بن اره الرمز الره فيرهم لفره نه اعر ي اه ضهه الا ستهمار با لالهوبه العلم وله ار بحمه فنانر يد الكبماما انع ملرمايه براى اع عب ابالارنطا اغرن ا بغود ماازت اح زبعر فرامنه ماعر ولهعادبا لعر لمجر فته ساه فادمى ضمر ترهارياوما، جب اجرطره ا فود را سراحنا ول وره وبلاحد د اه باسهمتامسدمتهب وندرلوامه به مالد ار ايه موببيعارعية المشبسب اهبه دابماد بموميا واشا راوه زدا نعد مسه ددا ودرد دلر باهنردمنه لى لحه نلراها بما فترمبا ولشهد ثره الاا للله انخرذ الفرمد الهها كربه والحشو عتزاينه به الحهايوعلوا ديا ز. بن الوجبدالصصرلوددس راليبهلرى اصارى سله ومنم اللو مل الجزه واللم هر اله ملرب بلى بعملهما قعمه لد رلر فباو منر مفوة مرمن له ذغصا ملته اج
ييه بليطا بفه مطيه بانمات ولى ومررفيينه وس بلهج لا الالحيف لوسرعل اب لج زلونسد اه وه ال ا ا جم اهرابا ام بدم بمرل لو ل الايمشية ابه برره نعيه ليقا بم الخهم بعام ى دله اذسطب هلدب راه فر و لا سابه بهه ابن خاطنع و م تربو چوذبا فوج دبوله اذدسوا بددن مو بى وئة قورجم بانفسفم لاركفومالعه يذذلل صورة من مخطوط كتاب الميثاق 1
صفحه ۳۱
============================================================
ماتقت ت رمم دى
صفحه ۳۸
============================================================
تعالى وأهل قربه، ولا ينكر كلامهم، لأن الإنكار فيه خطر عظيم(1) .
بارك الله لنا ولكم في تأليفي هذا، وبه التوفيق على ما يحب ويرضى، وستعيته على الصدق والصواب، فانه القادر الوهاب: (عي
دا تقيت رح دى 1 وبه عامش المخطوط : قالوا آخر ما يخرج من الصديقين حب الجاء، فتجلى لهم جمال ذي الجلال اى تسرا أنفسهم ولسانهم. شهاب الدين
صفحه ۴۲
============================================================
فإذا نظر العبد إلى نفسه وتركيب أساسها وتطبيع بشريتها وأساس خلقتها، فإذا هي ملؤة بكل هوى وشهوة مشوبة بكل العيوب وكل عثرة، مائلة إلى كل بلاء وآفة أمارة بكل خطأ وزلة مركبة بكل فساد وفتنة مربوطة بكل كسل وفترة، ثم إنه يرى نفسه عند عبادة الله عز وجل كسلانة(1) وفى حالة الكسل والفترة كأنها ميتة جيفة لا تتحرك، ويراها عند الحرص في الدنيا كأنها وعاء لا يملأ، ويراها عند الحسد كأنها نار تلتهب، ويراها عند الطمع كأنها خنزير تحرق الأرض عند جوعها، ويراها عند الفخر والعلو كأنها تدعي الربوبية، ومع هذا يرى أن الشيطان قد صار واحدا منها مع كيده وإضعاف مكره وكثرة حيله بهلا كها. فعند ذلك يعتصم بالله تعالى ويستعين به على مقتها ومخالفتها، ولم يشتغل بهواها ومرادها ولم يلتفت إليها حرمة لاجلال ربه، ويقول لها: يا مأوى كل شر ومعدن كل بلاء، إن الذي لابد منه هو الله عز وجل، وهو الواحد القهار قادر على أن يفنيني عنك.
فلما جاوز العبد هذه العقبة وقطع عن قلبه حبال التعاليق وصفا سره، من غبار التخاليط، فصار مجردا للقصد إليه، وتخلص من هذه العقبة واستقام له إمارة التقوى بعون الله وتأييده، فعند ذلك استقبلته عقبة الجنة(4) بكل ما فيها من الثواب والعقاب وطلب العوض من الله تعالى على وفاء صدق العبودية التي هي أصعب وأعظمها بلية وأدقها آفة وأعظمها صعوبة لأهل القرب والمحبة بالنسبة إلى غيرها بألف ألف مرة، وقالت له: أين تذهب يا ولي الله، أنا دار الخلود والمقام، ومحل التحية والسلام، أنا دار النعمة والجود، ومعدن الغبطة والسرور، أنا دار الجلال والجمال، والنزهة والكمال، أنا دار الأنبياء والأصفياء ومعدن الأتقياء والأولياء، أنا أجر العاملين وجزاء الصابرين وثواب المطيعين، أبد الآبدين، أنا خلقت لك وزينت لأجلك، ليس لك دار غيري ولا منزل سواي ولا مأوى دوني، فلابد لك مني: فاذا نظر العبد إلى أولها وأوسطها وآخرها، فإذا أولها لم تكن شيئا فصارت مكونة بتكوين الله تعالى، وإذا نظر إلى أوسطها كأنها لم تزل لله تعالى ليس لغير الله (1) مكذا في الأصل، والصواب كسلى.
(2) يتضح تأثر الجنيد في هذه العبارة بحديث رسول الله الذي رواه الامام مسلم في صحيحه عن أنس آن النبي قال: حفت الجنة بالمكارة، وحفت التار بالشهوات.
صفحه ۴۵
============================================================
ان يكون التكوين والمكونات، ثم بعد ذلك تأتيه أحوال وأوقات، تكل الألسن عن ن تها وصفتها سبحانه من منعم متفضل: قال الشيخ : قد تركت الاشارة إلى تلك الأحوال غيرة أن أضعها في كتابي، فإن أهلها قليل، وكل من عرف إشاراتنا، ووقف على ما ذكرنا من ترك الوقوف في المنازل والمقامات عند القصد إليه فبخ بخ، وإلا سأذكر لك نداء الحق سبحانه وتعالى واستماع العبدله، فان نظرت فيه ووقفت عليها، قال شاعرهم رضى الله عنهم: (شعر) قلوب القاصدين نحو الحق طاثرة رت كراديهم والناس نوام
صفحه ۵۱
============================================================
ون تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه ي يلا حشمة ولا رهب ولا تخف اني انا الله دا يرى ربه و يانه بحان من بالسلام حياه وهبت الريح من جوانبها خر صريعا لماتغشاه (1) (عگايا ت مراتقيت كرصح دى (1) هذه الأبيات الشعرية، وإن كانت تعبر عن مواجيد وأشواق روحية عالية إلا أنها تحتاج الى توتف، خاسة إذا وضعناها على ميزان الشرع ، سيما آن القرآن الكريم يوكد ان الخطاب من الله إلحى آنبياث ورسله عن طريق الوحي، وليس بالطريق المباشر دون واسطة مصداقا لقوله تعالى: (وماكان لبشر أن يكلمه الله إلا وخيا أو من ورآي حجاب أو يزبل رسولا فموحى باذنه ما يشاء انهه علي حمر) [الشورى، : 51/.
صفحه ۶۰
============================================================
والنسيان لكل ما دون الله تعالى، فعند ذلك يطيب الله قلبه بطيب مسك الهداية، ثم يجلسه على سرير الوداد مرتقيا على بساط القدس متربعا وعلى نمارق السكينة في أرانك الأنس متكثا إلى مسند الاعتصام في مجمع حسن الارادة ولطائف الاشارة على حافات أنهار الزوائد في رياض الوان العجائب بين خدام الفوائد مستندا وعلى موائد التقرب في بساتين الألفة تحت أشجار الوصلة بين رياحين الشوق والمحبة قاعدا، ثم إذا تناول هذا القاصد أطعمه أثمار الشفقة في كاسات الرضا بأيدي الصدق والصفا مع شكر جاء في الخدمة والوفاء وقليات الشكر والرضا، ثم اكل منها بإشارات الشريعة وأنامل اتباع السنة لقم اليقين والفطنة، ومضغ فناء النفس والشهوة ونسيان الخلق والخليقة مع طيران الأفكار والهمة في قباب رؤية المنة تحت ظلال التعظيم والهيبة على راية حفظ الأرب وحسن المودة، ثم إذا هاج من سرهذا القاصد عطش الاشتياق إلسى محبوبه ومقصوده، مد إلى كاسات الاستيناس بأيدي الاحتراق من بحر الوداد من شراب الوصلة إلى المراد، قشرب منها شربة بعد شربة و كأسا بعد كأس حتى سكر من كل ما سواه سكرة لا ينيق منها إلى أبد الأبد، فياله من قاصد ومقصود! وياله من لباس وملبوس! وياله من حبيب ومحبوب، !ويالها من عناية وولاية! ثم يالها من دولة وهداية! ثم بالها من بداية وبلا نهاية! ثم ياله من ملك عطوف ومعبود شريف رؤوف جل جلاله وتقدست اسماوه!.
واعلموا وفقكم الله أن العبد القاصد إلى هذه الرتبة العلية إذا بلغ هذه الغاية ووصل إلى هذه النهاية وصار بالكلية سالما من جميع أشغال الدنيا وأهلها، وآفات النفس وأدرانها، وصار حرا من عبودية من سواه، أنزله الله على سرير الانشغال به، وأجلسه على نمارق الاتكال عليه، وأتاه عيان الاقبال إليه، فعند ذلك صار مشاهدا لمقصوده ومحبوبه عز وجل، وصح له القصد إليه، فحينثذ جعل الله تعالى قليه موضع نظره وموطن بره، وزينه بحلل جماله، وأدخله في دار الامارة دار علمه وحكمته، فعند ذلك يزور مقر مقصد القاصدين بالفؤاد، حول منتهى لطفه، ويرتع في روضات قدسه، ويطير بجناح المعرفة في سرادقات غيبه، ويجول في ميادين قدرته و ب جبروته، حتى يصير القاصد مكتفيا بكفايته عن كفاية غيره، ومعتصما بته عن عصمة غيره، ثم يصير مستكفيا به معتصما مطمئنا به عن كل ما سواه، ثم يصير مضروبا بسوط اشتياقه، مقتولا من آلم فراقه، مطروحا على فرش وداده،
صفحه ۶۲
============================================================
الصدق والوفاء، وصار قلبه مقيدا بقيد القرب والنجوى، فعند ذلك يجول هذا العبد بالنفس في ميدان حسن الرياضة والرعاية، ويجول بالروح في ميدان رؤية المنة، ويجول القلب في ميدان القرب والمشاهدة، فصارت النف مقهورة تحت سلطان عقله وصار الروح مدهوشأتحت جلال هيبته، وصار القلب مزينا تحت جمال ربوبيته، فحينتذ يقوم هذا العبد بشكره وشكر شكره، ويصير بالكلية مستغرقا في أبحر ذكره، ويجول بالسر في منتهى عزه، ويرتع في روضات قدسه، ويطير بجناح الهمة في سرادقات غيبه، ويجول في ميادين قدرته، ويسبح في بحار هويته.
ولو أن أهل الغفلة اطلعوا على قلوب القاصدين إليه عند أوقات جولانها، في حجب الغيوب وعند طيرانها في سرادقات الجبروت لماتوا حسرة من حرمان هذه النعمة، وإن جميع الذين وقعوا في الضلالات ما وقعوا إلا لتوهمهم في مراتب الأولياء والأصفياء الذين جعلهم الله آية للعالمين، وهم الذين لا يعرفهم إلا من جعل الله سبحانه وتعالى له نورا في سراج الديمومة، فمن لم يجعل الله له ذلك التور فماله من نور: فكل من أراد أن يكون أهلا لمقصوده والوصول إلى قربه، فينبغي له أن يراعي نفسه في مراعى القيام لله تعالى بطاعته على متابعة الكتاب والسنة(1) من غير أن يفتر على ذكره وخدمته طرفة عين وأن يراعى روحه في مراعى لطائف الحضرات، ودقائق (1) الواقع أن كلام الإمام الجنيد هنا في غاية الأهمية، ويدل دلالة كبيرة على أن مرجعية الإمام تتمثل في القرآن والسنة، ومن ثم كان نشاة التصوف إسلاميا، وليس كما يعتقد بعض المستشرقين ومن على شاكلتهم أنه تاثر بمصادر اجنبية حيث يقول: فكل من أراد أن يكون اهلا لمقصوده والوصول إلى قربه فيتبغي له أن يراعى نفسه في مراعى القيام لله تعالى بطاعته على متابعة القرآن والسنة ويقول أيضا: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى اثر الرسول واتبع سنته ولزم طريقته حلية الاولياء، 10، ص: 257. وفي ظننا أن ما ذهب إليه الامام الجنيد يمثل في نظرنا التصوف الصحيح، وهذا ما آشار إليه الصوفية في قولهم: الكشف الحق هو الذي لا يعارض الكشاب والسنة، والمريد الصادق هو الذي يدع الكشف ويتمسك بالكتاب والسنة، والله سبحانه وتعالى ضمن للأنسان من العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها عن طريق الكشف والالهام ولا الروى ولا المشاهدة، وإذالم يوافت الكشف الشريعة فلا يتبغي العمل به، وهذا رأي الصوفية. وقال أبو علي الجوزجاني: كن صاحب استقامة لا صاحب كرامة، فان نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطلبك بالاستقامة ابن خلدون: شفاء الساثل، ص: 22 وانظر : د. حسن الشرقاوي: معجم الفاظ الصوفية، ص: 242.
وانظر أيضا دراستنا: التصوف عند اين خلدون، التاشر دار العلم بالفيوم، ص: 37.
صفحه ۶۵
============================================================
الباب السايع فمشاورة النفس والروح والقلبف أمور القصد الى الله تعالى قال شيخ الإسلام الأستاذ المربى المجمع على جلالته شرف الدين أبو القاسم الجنيد شيخ مشايخ أهل الحقيقة والطريقة رضى الله عنه وعنهم ونثعنا به ولهم في الدارين: اعلموا معاشر القاصدين إلى الله تعالى آنى لما هممت بالقصد إلى الله تعالى، ال ونويت الاقبال إليه والأنس به إلى الأبد من غير أن ألتفت منه إلى ما سواه، ففكرت في هذه الأمور فإذا هي أعظم الأمور قدرا وأكملها شوقا وأعلاها منزلة، وما رأيت وراء هذه الأمور أمرا، ولا فوق هذه الدرجة درجة، ولا دون هذه المراتب مرتبة، ثم إني فكرت في ما ينبغي لي أن أفعله من التهيؤ حتى اكون إلى الوصلة من المقصود أهلا، فإذا هو في صدق الانفراد به وترك حظ النفس من الدنيا، ثم من العقبى، ثم من المولى حتى اكون للفرد فردا بلا علاقة بدون الله عز وجل، ثم إن الرسول مع عقله الكامل وعلمه الراسخ وزهده الوافر وفطنته الزاهرة كان يحتاج إلسى المشاورة في جميع أاموره دينا ودنيا(1) فكيف أنا؟ الأولى بي أن أستشير في أمري هذا من يساعدني فيه إذ لا أجد من يساعدني فيه، فقلت: ما أعظم هذا الأمر وما أعزه وأجله، وعلمت أن المقصود والمطلوب كلما عظم قل فيه المساعد وقل مايكون أهلا له، ثم إني أجلست النفس والهوى مع جميع أعوانهما عن يساري، وأجلست الروح والعقل عن يميني مع جميع أعوانها وأجلست القلب مع جميع أعوانه بين يدي، ثم قلت لهم ما تقولون في الله عز وجل؟ فقالوا بأجمعهم: ربنا ورب كل شيء ومليكه ليس دونه آخر يلجأ إليه ولا سواه ملك يرتجى منه ولا غيره إله يخشى منه، أنيس المقربين وسرور المحبين وقرة (1) يبدو أن حرارة الفكرة دفعت الجنيد إلى القول بان الرسول كان يحتاج إلى المشاورة في جميع أموره دينسا ودنيا، ففي أمر الدين كان النبي المشرع الأول عن ربه جل وعلا ، وما ينطق عن الهوى اثث: إن هوإلا وخى يوحى) (النجم: الآينان 4،3]. وإن الرسول كان يستشير الصحابة في بعض الأمور مثل أسرى بدر ليعلمهم حق المشورة بين الصحابة، لكته لم يكن يسنشير في كل آموره دينا، أما ما يخف ميدان الدنيا فقد تركها النبي للاجتهاد والمشاورة فعلا، وقولته المعروفة: آنشم أعلم بشستون دنياكم تؤكد ذلك، ومن هنا رآينا ضرورة التنويه لهذه العبارة:
صفحه ۶۸
============================================================
من أوطان الدنيا وزهرتها، وودعوا شهوات النفس وراحاتها، وارتحلوا من إرادة الدارين ولذائذهما، ارتحالا لا يحطون رحالهم إلا بقربه، فهم قد نزعوا ثواب الغفلة من قلوبهم، ثم إنهم يتزرون بمثرز الرشاد، ويرتدون بأردية الوداد، ويحرمون من صحبة العباد، ويلبون بصحبة الفؤاد، ويصعدون على عرفات صدر المراد، ويطوفون بقدم الصدق والصفا قرب الملك الجواد، فعند ذلك غابت عنهم العباد ثم البلاد ثم الرقاد، فيا لهم من قوم استقاموا على بساط التحقيق بقدم الاخلاص والتصديق منقردين بالملك الشفيق بلا خلق ولا نفس ولا تعاليق، ثم يالهم من قوم قصدوا موبه ومرادهم يقتلون آنفسهم بسيف اشتياقه، ثم يطر حونها على فرش وداده ينسلونها بماء حيائه ويحتطونها ويعطرونها ببهائه ثم يكفنونها بكفن لطفه ويتزرونها بنزر شفقته، ثم يضعونها على سرير ولايته، ويحملونها على أعناق ذكر آلائه و نعمائه، ثم يسلمونها إلى آيدي حكمه وقضائه، ثم يدفنونها في مقابر قربه ومؤانسته، ثم يالهم من قوم اتكلوا على الله في جميع الحالات واستغنوا به عن الخلق في جميع الأوقات وافتقروا إليه في جميع الأيرادات، ولم يلتفتوا منه إلسى الراحات والشهوات واللذات وعلموا أن لا ملجأ ولا منجى ولا مفرمنه إلا إليه، ثم يالهم من قوم قصدوا اليه لشوقهم إليه لا لعطائه، وقربوا منه لوصلته لا لجزائه، وعبدوه على محبته لا لبره وثوابه، ثم يا لهم من قوم قصدوا الله بقدم الحياء والخشية والحرمة، واتزروا بمثزر دوام الخدمة، وارتدوا بأردية ذكر المنة وأحرموا من فعال أهل الغرة، ولبوا بتلبية الشوق والانابة، وصعدوا على عرفات الفقر والفاقة وطافوا بقدم الصدق حول وصال رب العزة، فهم بأجنحة الشوق منه إليه طائرون وبالكلية منه إليه قاصدون، وبنور المعرفة منه إليه ناظرون، ومن شمامات آنسه يشمون، وبمراوح امتنانه يتروحون، وبكاس الود من شراب الزلفى يشربون، وبقرب القريب وبمناجاة الحبيب يتلذذون، فألم الفراق أنحل أبدانهم ونار الشوق أحرقت أكبادهم، وملاقاة الحبيب غاية مرادهم.
معاشر إخواني ليس كل أحد يحتمل صفة القاصدين ونعتهم، ولا كل قلب يستحق مواصلة الله تعالى وقربه، ولا كل بشر يؤذن لها بالدخول عليه، فلو أن الناس اطلعوا على قلوب القاصدين عند هيجان الاشتياق لعاينوا من العجائب ما بهتوا فكيف لو اطلعوا على قلوبهم حين يؤذن لهم بالدخول عليه، وترفع الحجب
صفحه ۷۳
============================================================
والأستار عن قلوبهم، حتى ينظرون إليه بلا كيف هذه حالاتهم في عاجل الدنيا فكيف غدا حين يقدمون على الله تعالى يوم الزيارة والرؤية، قال الله تعالى: (وجوه يؤمينو ناضرة ) إلى ربها ناظرة * [القيامة : 22 - 23] وإن الذي ذكرنا من نعت القاصدين إلى الله تعالى، وصفتهم وأعلامهم في جنب مالم نذكر أقل من خردلة بين السماء والأرض فإن قدرتم أن تدخلوا في زمرتهم، وموكبهم فبخ بخ والا ففي باب قصة رؤيا أبي يزيد(1) كفاية لكم أن تعرفوا كمال شوق القاصدين الى الله تعالى ومراتبهم فان نظرتم فيه ووقفتم عليه إن شاء الله عز وجل (شعر) قلوب القاصدين حشيت سرورا فصار آنسهم ملكا شكورا ووجه القاصدين علاه نور ومعدن جمعهم باب الففور(1) فيسا طسوبى لهسم في دار خلسد اذا نالوا الكرامة والحبورا فإن القصد في الدنيا قليل وقد كثر العطاء مع الأجورا(2) (1) سيذكر في الباب التالي قصة رؤيا أبي يزيد، وانظر تعلبقا عليها ثم.
(2) أطلق الشاعر القافية بالالف مع كونها في وضع جر، حفاظا منه على الوزن والقافية.
صفحه ۷۴