2
ولكنه جلس يفكر في أمر أذهب رقاده وألقاه في حيرة.
الفصل الثاني والستون
فخ جديد
أما سعيد وبلال فإنهما دخلا الكوفة وأسرعا يلتمسان دار الإمام علي وكان القمر بدرا (أو حوالي البدر) وقد تكبد السماء فأرسل أشعته على أمسية الكوفة وقد انقشعت الغيوم عن السماء على غير المعتاد في ذلك الفصل. فلما دخلا الكوفة رأياها ساكنة هادئة لانقضاء ميقات السهر. قد نام الناس وهو يتوقعون آذان السحر لينهضوا للسحور.
سار سعيد وهو يستحث جمله وقلبه يرقص طربا لما يتوقعه من نجاح مهمته وقد شكر الله لإطلاعه على حيلة قطام وفوات الوقت. فلما دنا من المسجد ترجل وقال لبلال خذ الجمل وسر به إلى ساحة الكوفة وامكث حتى آتيك.
فلم يسع بلالا غير الطاعة فتحول نحو الساحة. ومشى سعيد على قدميه وركبتاه تصطكان من شدة الاضطراب. وما صدق أنه أقبل على دار الإمام ولكنه رأى السكون سائدا عليها. فوقف هنيهة يفكر في السبيل الذي يدخل به الدار وأهلها نيام فلبث برهة يتردد وهو يخاف أن يستغشه أحد لقدومه في ذلك الوقت وهو لم يدخل تلك الدار من قبل ولا لقي الإمام عليا لقاء أهل الولاء. ولكنه لم ير بدا من الإقدام فمشى بخطوات المتردد حتى دنا من باب الدار فرأى شيخا جالسا لم يعرفه ولكنه سر به لعلمه أنه لا يخلو أن يكون من بعض رجال علي فيساعده في مهمته. على أنه لم يكد يقبل عليه حتى وقف ذلك الشيخ بغتة وتقدم نحوه وهو يقول «من القادم».
فقال سعيد وهو يتلجلج بكلامه «إني رسول إلى الإمام علي. ومن أنت؟»
قال «إني قنبر حاجب الإمام علي ومن أنت».
قال «إني سعيد الأموي أريد مقابلة الإمام علي».
صفحه نامشخص