طالب وفد «لالا» بتهيئة مقعد إضافي للبونا كتقليد قديم تتبعه قبائل الدغل تكريما لضيوفها، الذين قد تهبهم حق المواطنة، بل وتعتبرهم أفرادا من جنس قبيلتها بالتأكيد. كان على سلطان قدايا أن يقلل من شأن الكواكيرو ويحد متعة التميز وينفيه ليؤكد ذاته هو، الجاذب في كل زمان ومكان للنظر، والسلطان الأقوى والأكثر تقدما ورقيا وأصالة، سلطان قدايا، سلطان قبائل الدغل كلها، يسكن «شاري»، أصوله «فترا»، طوله متران ونصف المتر، يطابق حجمه ثور جاموس، كبير الرأس ضيق العينين، ينمو بجلده شعر كثيف ناعم، أكول، ذكي، له ثلاثون امرأة يسميهن بأسماء أيام الشهر الثلاثين، يبدأن «أتير» وينتهين «شاش مرا»، وذلك لكي يجعل عملية تقسيم المبيت عملية سهلة، وأيضا لتسهيل عملية حفظ تواريخ الحمل، حتى إذا أصابت إحدى زوجاته طفلا من رجل آخر عرف ذلك بسهولة، حيث إنه كان بارعا في الحساب ويعرف في السحر والتنجيم، وبنظرة عاجلة لأسفل بطن زوجه يعرف كم عمر حبلها. لسلطان قدايا تسعون ولدا وبنتا، له ثلاثمائة حفيد وحفيدة، يمتلك مخزونا من الذهب التبر لا يعلم مقداره إلا جواسيس حكومة الشرق، بالتحديد قوات ديبا للأمن القومي، والله رب العالمين، أما سلطان قدايا نفسه فلا يستطيع أن يحدد كم مقدار تبره بالضبط.
فمن هو كواكيرو «لالا» لكي يخطف عني الأضواء؟
أليس هو ولد رونا ابنة ماردو الذي كان خادما لدي؟
ولأنه ذليل تسهل قيادته وتضمن طاعته جعلته زعيما لقبيلة «لالا».
من الذي كون له الثروة التي ينعم بها الآن؟
من الذي كرمه بمراع من الأبقار النادرة؟
من الذي خصص له إبط شيطان لا ينضب أبدا تبره؟
هذا حق، هذا حق يا سلطان قدايا.
ولكن هل نسيت أن أبي هذا الطائع الذليل الخادم لديك، ماردو، هو الذي نصبك سلطانا على كل قبائل الدغل؟
حقا إنه كان خادما لأبيك، ولكن لماذا رفض أبوك تنصيبك سلطانا وهو على فراش الموت؟
صفحه نامشخص