تدل عليها الأغنام والأبقار المشوية.
تدل عليها الدجاجات وهي ريش الآن منثور. يدل عليها طفل على صدر أمه، هيكلان يتحاضنان تحت هيكل شجرة ويتساقط الرماد منها عليهما.
سلاما.
سلاما.
كلما عبثت بها ريح لم تمت، هل تموت الريح؟ ثم، ثم.
عند منتصف الوادي على بعد مسيرة أيام قليلة من مدينة نيلو الحدودية يوجد حطام لمبنى، شيد من الحجارة والمواد المحلية الأخرى، يبدو أنه المبنى الوحيد بالوادي شيد بالحجارة، المبنى المهدم، لكنه علامة تدل على أثر إنسان. واضح أيضا أنه اتخذ في وقت ما حامية مؤقتة للجيش، فبقايا موتهم تدل عليهم، تشير إلى حياتهم السابقة.
خنادق، فوارغ القذائف، صفائح الأطعمة الجاهزة؛ بعضها فارغ، بعضها محترق بما فيه، هياكل عظمية، خوذات الحديد بها جماجم ناضجة، بقايا سترات عسكرية، جسد مشنوق على شجرة مانجو وهي على شيء من الخضرة، أوراقها مشوهة وبليدة تنمو على أشكال مرعبة.
الجثة المشنوقة.
جسد جاف تماما لم تمسسه حتى الأطيار الجارحة أو الديدان، لشاب في مقتبل العمر لم تنبت له لحية بعد ولا شوارب، كان عاريا، على عنقه تتدلى تميمة كبيرة بين نابين لنمر أبيض كالبرد، شعره مرسل، أشقر. أيضا بسهولة يمكن التأكد من أن له عينا واحدة فقط، الأخرى مفقوءة. إذا جاز - وهذا مستحيل بالطبع - لأحد أبناء القرية أن يصحو من موته أو يأتي من حيث ادخره الله ورأى هذه الجثة، لصاح في ألم قائلا: إنه بانارودنا.
إنه دائما أسوأ الناس حظا.
صفحه نامشخص