لا يريد أن يعرف من هم «لالا»، لا يريد أن يعرف من هو جدهم برمبجيل ...
لا يريد أن يعرف من هو الضوء، يريد فقط أن يبقى أحد المحاربين بجانبه.
سنعود الآن تاركين لك مدية ورمحا وعصاة، تحتاج بين الحين والآخر للدفاع عن نفسك من يدري، لا ... لن يقرب الحارس كهفك هذا أبدا؛ لأنه لا يوجد في قمة هذا الجبل غير الأرانب والثعابين وبعض الغزلان ...
هل تريد شيئا؟
كان الكهف كبيرا خاليا، يحس الآن بصداع حاد، في حاجة للذهاب للمرحاض، هنا كل مكان لا يراك فيه أحد مرحاض، أينما اختليت بنفسك أنت في مرحاض.
بسم الله ...
تبول ...
سوف آتيك أيضا غدا، تحتاج شيئا؟ على كل سيداول المحاربون على مدك بالماء، الطعام وما تريد، الشمس تغيب الآن، خلفها شفق في لون الدم أو البرتقال، وفقا للحالة النفسية للمشاهد ونبض قلبه، يود لو استطاع أن يجعل الشمس لا تغيب، أن تبقى جمرة مشتعلة، نور يضيء به ظلمات الخوف، تبعد عنه مسافات، كلما غامت الرؤية أحس بوحدة أحجر، أحس أكثر بفراغ الكهف.
ليال طويلة قضاها في ظلمات الدغل محيطا نفسه بالتعاويذ، العصي والصلاة، تحوم حوله المخافات، لأول مرة في حياته يحس الخوف.
إذن، هل كنت أستمد شجاعتي من المسدس، أخذ المسدس أخذت الشجاعة؟ أم أن فراغ الكهف هو الذي أشعل قصاصات الخوف فيه، أو ...؟ ثم صلى صلاة المغرب، قرأ جهرا كلمات من حزب الأمان كان قد حفظها عن أبيه عرضا ، ونتيجة لتكراره لها ليلة تلو ليلة، مخافة تلو مخافة، ما أكثر المخافات! ما كان يهتم بقراءة والده اهتماما فعليا، يرى فيها شيئا مكرورا مملا، الآن أمام جلال الفراغ الأمر يختلف، من بين أوراد والده يعشق صلاة النقطة، يعشق لغتها الصوفية الشفيفة، لكنه لا يحفظ منها أية كلمة ...
صفحه نامشخص