فلما أكثر ناداه مناد من القبور: يا طالوت أما رضيت قتلتنا أحياءا حتى تؤذينا أمواتا فازداد بكاءا وحزنا فرحمه الرجل الذي أمره بقتل تلك المرأة فقال له: أن دللتك على عالم لعلك تقتله! قال: لا فأخذ عليه العهود والمواثيق، ثم أخبره بتلك المرأة فقال: سلها هل لي من توبة؟ فحضر عندها وسألها هل له من توبة؟ فقالت: ما أعلم له من توبة ولكن هل تعلمون قبر نبي؟ قالوا: نعم، قبر يوشع بن نون. فانطلقت وهم معها فدعت، فخرج يوشع، فلما رآهم قال: مالكم؟ قالوا جئنا نسألك هل لطالوت من توبة؟ قال: ما أعلم له توبة الا أن يتخلى من ملكه ويخرج هو وولده فيقاتلوا في سبيل الله حتى تقتل أولاده ثم يقاتل هو حتى يقتل فعسى أن يكون له توبة ثم سقط ميتا... ".
وقيل: ان النبي الذي بعث لطالوت حتى أخبره بتوبته، أليسع، وقيل: اشمويل، والله أعلم.. (1) قال ابن إسحاق: كان النبي الذي بعث لطالوت من قبره حتى أخبره بتوبته اليسع بن أخطوب.
حدثنا بذلك ابن حميد قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق. (2) انظر مختصر تاريخ دمشق، فإنه أورد كيفية احياء اليسع نقلا عن مكحول وفيه: " فخرج إليه اليسع فقال: يا طالوت ما بلغت خطيئتك أن أخرجتني من مضجعي الذي أنا فيه ".
قال: يا نبي الله، ضاق على أمري فلم يكن لي بد من مسألتك عنه، قال: كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك وأهل بيتك حتى لا يبقى منكم أحد ثم رجع اليسع إلى مضجعه، قبره... (3) "
صفحه ۱۴