Raising Interests and Wisdom in the Legislation of the Prophet of Mercy ﷺ

Muhammad Tahir Hakim d. Unknown
3

Raising Interests and Wisdom in the Legislation of the Prophet of Mercy ﷺ

رعاية المصلحة والحكمة في تشريع نبي الرحمة ﷺ

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

شماره نسخه

العدد ١١٦،السنة ٣٤

سال انتشار

١٤٢٢هم٢٠٠٢م

ژانرها

مدْخل: الْعَاقِل لَا يقدم على فعل إِلَّا لمصْلحَة، وَلَا يَأْمر أَو ينْهَى عَن شَيْء إِلَّا لحكمة فضلا عَن الله ﷾ الَّذِي هُوَ مصدر كل كَمَال ومنبع كل نوال كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ١ أَي كَانَ وَلم يزل يصدر فِي أَفعاله وَأَحْكَامه عَن علم وَحِكْمَة - لَا عَن جهل وعبث – سُبْحَانَهُ. فَهُوَ جلّ وَعلا لم يخلق شَيْئا بَاطِلا أَو لعبًا، وَلم يشرع شرعا عَبَثا أَو اعتباطًا بل إِن كل أَحْكَامه – ﷿ – مثل كل أَفعاله منوطة بالحكمة فَهُوَ سُبْحَانَهُ حَكِيم فِيمَا خلق، وَحَكِيم فِيمَا شرع. كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾ ٢ أَي عابثين، والعبث: مَا خلا عَن الْمصلحَة وَالْحكمَة. وَقَالَ جلّ وَعلا: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا﴾ ٣ أَي من غير مصلحَة مَقْصُودَة وَحِكْمَة منشودة؟! ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقّ﴾ ٤ "أَي تقدس أَن يخلق شَيْئا عَبَثا فَإِنَّهُ الْملك الْحق المنزه عَن ذَلِك"٥. وَقَالَ ﷿ فِي مقادير الْمَوَارِيث -: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ﴾ حَتَّى خَتمهَا بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ٦ "لتشعر الْقُلُوب بِأَن قَضَاء الله للنَّاس مَعَ أَنه هُوَ الأَصْل الَّذِي لَا يحل لَهُم غَيره، فَهُوَ كَذَلِك الْمصلحَة المبنية على

١ - سُورَة الْفَتْح آيَة (٤) . ٢ - سُورَة الْأَنْبِيَاء آيَة (١٦) . ٣ - سُورَة الْمُؤْمِنُونَ آيَة (١١٥) . ٤ - سُورَة الْمُؤْمِنُونَ آيَة (١١٦) . ٥ - انْظُر تَفْسِير ابْن كثير ٣/٣١٦. ٦ - سُورَة النِّسَاء آيَة (١١) .

1 / 199