رحمة للعالمين
رحمة للعالمين
ناشر
دار السلام للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
محل انتشار
الرياض
ژانرها
وعن جميع بن عمير الصحابي قال: سألت عائشة أي الناس أحب إلى رسول الله ﷺ؟ قالت: فاطمة. قلت: فمن الرجال؟ قالت: زوجها إن كان ما علمته صواما قواما (١).
وعن أسماء بنت عميس أن فاطمة ﵂ قالت لها: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء في الجنازة إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء: ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فجنتها ثم طرحت عليها ثوبا. فقالت فاطمة ﵂: ما أحسن هذا وأجمله تعرف به جنازة المرأة من جنازة الرجل فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحدا.
توفيت السيدة فاطمة ليلة ثلاث من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة وطبقا لوصيتها غسلتها أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر الصديق ﵁ وعلي ﵁ (٢) وصلى عليها العباس أو علي ﵄ وكانت أول لحوقا برسول الله ﷺ من أهل البيت.
واختلف في عمرها وقت وفاتها فذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن الحسن بن الإمام الحسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي فقال هشام لعبد الله بن الحسن: يا أبا محمد كم بلغت فاطمة بنت رسول الله ﷺ من عمرها؟ فقال: ثلاثين سنة. فقال هشام للكلبي: كم بلغت من عمرها؟ فقال: خمسا وثلاثين سنة. فقال هشام لعبد الله ابن الحسن: يا أبا محمد اسمع الكلبي يقول ما تسمع وقد غبن بهذا الشأن فقال عبد الله بن الحسن: يا أمير المؤمنين سلني عن أمي وسل الكلبي عن أمه.
وعن عائشة قالت: دعا النبي ﷺ فاطمة ابنته في شكواه التي قبض فيها فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: سأرني النبي ﷺ فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه. فضحكت (٣).
(١) إن قول عائشة "إن كان ما علمته" الوارد في سنن الترمذي يدل على أن هذه المحادثة كانت بعد وفاة علي ﵁. انظروا إلى أم المؤمنين كيف تذكر للسائل فضائل السيدة فاطمة وعلي ﵄ وتظهر له أنهما أحب الناس إلى رسول الله ﷺ.
(٢) الاستيعاب (٤/ ١٨٦٢). ورد أن سلمة خادمة الرسول مولاة صفية بنت عبد المطلب كانت أيضا ضمن من أشرفوا على تغسيل السيدة فاطمة ﵂.
(٣) صحيح البخاري: باب مناقب فاطمة ﵂.
1 / 362