رهگذران مسلمان در قرون وسطی
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
ژانرها
Langlès
ثم نشرها المستشرق رينو
Reinaud
مع ترجمة فرنسية سنة (1845). كما أحاط بها المستشرق فران
Ferrand
في مجموعة الرحلات والنصوص الجغرافية العربية والفارسية والتركية الخاصة بالشرق الأقصى، والتي ترجمها إلى الفرنسية وعلق عليها ونشرها في مؤلف من مجلدين.
وتحدث الدكتور حسين فوزي عن هذه الرحلة في كتابه «حديث السندباد القديم» (ص21-32)، وقال: إنها «تعد من أهم الآثار العربية عن الرحلات البحرية في المحيط الهندي وبحر الصين في القرن التاسع. وربما كانت الأثر العربي الوحيد الذي يتحدث عن سواحل البحر الشرقي الكبير والطريق الملاحي إليها على أساس الخبرة الشخصية مع التزام الموضوع، وعدم الخروج عنه إلى أحاديث تاريخية وغيرها مما عودنا الجغرافيون والمؤرخون العرب؛ وإذا رأينا فيما بعد ابن خرداذبة وابن الفقيه والإصطخري وابن حوقل والمسعودي يتكلمون على أساس من المعرفة الشخصية لبعض المواضع التي يذكرونها، فإنهم أيضا ينقلون الكثير عن ذلك الأثر العربي الأول بلفظه ومعناه في بعض الأحيان، وبما يكاد يكون لفظه ومعناه في البعض الآخر.
وتمتاز رحلة سليمان والذيل الذي وضعه أبو زيد بما فيهما من وصف صادق للطرق التجارية، ولبعض العادات والنظم الاجتماعية والاقتصادية، ولأهم المنتجات في الهند وسرنديب وجاوه والصين، مع قلة الخرافات والأساطير التي تكثر في أحاديث البحارة. وتمتازان أيضا بالأخبار الوافية عن علاقة المسلمين بالصين في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة (التاسع والعاشر بعد الميلاد). من ذلك أن مدينة خانفو، أكبر أسواق الصين حينئذ، كان فيها رجل مسلم «يوليه صاحب الصين الحكم بين المسلمين الذين يقصدون إلى تلك الناحية ... وإذا كان في العيد صلى بالمسلمين وخطب ودعا لسلطان المسلمين»، والواقع أن المصادر الصينية تشهد بوجود هذا النوع من الامتيازات، وبأنه امتد إلى الجاليات الإسلامية الأخرى في سائر مدن الصين؛ فكان لكل منها قاضيها وشيوخها ومساجدها وأسواقها، وإن كانت الحكومة الصينية احتفظت لنفسها بحق النظر في الجرائم التي قد يترتب عليها النفي أو الإعدام. والحق أن الاختصاصيين في الدراسات الصينية من المستشرقين ثبت عندهم صدق كثير مما جاء في حديث سليمان عن أحوال الصين الاجتماعية.
ومن الطريف أن سليمان السيرافي أول مؤلف غير صيني يشير إلى الشاي. وذلك حين يذكر أن ملك الصين يحتفظ لنفسه بالدخل الناتج من محاجر الملح ومن نوع من العشب، يشربه الصينيون في الماء الساخن ويباع منه الشيء الكثير في جميع مدنهم ويسمونه «ساخ».
وقال سليمان في وصف بعض جزائر المحيط الهندي أن لأهلها ذهابا كثيرا «وأكلهم النارجيل وبه يتأدمون ويدهنون، وإذا أراد واحد منهم أن يتزوج. لم يزوج إلا بقحف رأس رجل من أعدائهم، فإذا قتل اثنين زوج اثنين، وكذلك إن قتل خمسين زوج خمسين امرأة بخمسين قحفا، وسبب ذلك أن أعداءهم كثير، فمن أقدم على القتل أكثر كانت رغبتهم فيه أوفر».
صفحه نامشخص