رحلات الفضاء: تاريخ موجز
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
ژانرها
تمت الموافقة على التليسكوب الفضائي في عام 1977 مع مرآة رئيسية أصغر إلى حد ما وأطلق عليه اسم «تليسكوب الفضاء»، بمشاركة وكالة الفضاء الأوروبية لتوزيع التكلفة. وليس من قبيل المصادفة، أن حجم 94 بوصة (2,4 متر) كان متاحا من مقاولي الأقمار الصناعية الخاصة بالتجسس الذين يعملون في مكتب الاستطلاع الوطني - واختارت وكالة ناسا المقاولين نفسهما، لوكهيد وبيركين إيلمر، لبناء التليسكوب. ويمكن أيضا استيعاب هذا الحجم بسهولة أكبر في غرفة الحمولة الخاصة بمكوك الفضاء الذي كانت ناسا بصدد تطويره في ذلك الوقت. كانت الوكالة ملتزمة بمحاولة جعل المكوك هو نظام الإطلاق الوحيد في البلاد، ولكنها كانت تطمح أيضا إلى تحويل رواد الفضاء إلى فنيين يمكنهم إصلاح الأقمار الصناعية وتحديثها في مدار الأرض المنخفض. وقد كانت تلك الاستراتيجية باهظة الثمن، لكنها في النهاية أنقذت تليسكوب هابل الفضائي (
HST )، كما أطلق عليه لاحقا، ومنحته حياة أطول وذات مردود علمي أكبر.
كما اتخذ علم الفلك الشمسي مسارا شكله برنامج الفضاء المأهول؛ إذ ألغت وكالة ناسا مركبة فضائية شمسية أكثر تقدما في منتصف الستينيات لصالح مرصد «أبولو تليسكوب ماونت» الشمسي، الذي سيصبح جزءا من محطة سكايلاب الفضائية التي تم إطلاقها في عام 1973. لقد تأخر إنشاؤه لسنوات وتكلف مبالغ أعلى بكثير من النسخة الآلية، لكن رواد الفضاء في أطقم المحطة الثلاثة جمعوا صورا عالية الدقة رائدة للشمس عبر أطوال موجية متنوعة. لقد وضع هذا المرصد مخططا للعلوم الشمسية لبقية السبعينيات من خلال تقديم رؤى جديدة حول كيفية عمل المناطق الخارجية من الغلاف الجوي للشمس. كانت المركبة الفضائية الكبيرة التالية هي «سولار ماكسيمم ميشن» (
SMM )، التي جرى إطلاقها في عام 1979 لتواكب أحدث ذروة في النشاط الشمسي، وهو هدف غاب عن الدورة السابقة بسبب جميع التأخيرات التي منيت بها محطة «سكايلاب». تم تصميم «سولار ماكسيمم ميشن» (
SMM ) بشكل نمطي بحيث يمكن لرواد الفضاء إصلاحها. وجاء ذلك مفيدا عندما حدث فيها عطل بعد أقل من عام. في عام 1984، قام رواد فضاء المكوك بإصلاحها، واكتسبوا خبرة من شأنها أن تكون ذات قيمة بالنسبة إلى هابل، ولكن في هذه الحالة كان من الأرخص إطلاق المزيد من المركبات الفضائية مقارنة بإنفاق مئات الملايين من الدولارات المطلوبة لإطلاق مكوك لإصلاح قمر صناعي واحد.
15
شكل 3-2: أطلق تليسكوب هابل الفضائي من مكوك الفضاء «ديسكفري» في 25 أبريل 1990. وتبين أن تليسكوب هابل الفضائي لديه عيوب خطيرة، ولكن إصلاحات رواد الفضاء وتحديثاتهم سرعان ما حولته إلى أكثر المركبات الفضائية العلمية إنتاجية وأهمية على الإطلاق في مدار الأرض. وقد قدم إسهامات جوهرية في فهم أصل الكون ونشأته (المصدر: وكالة ناسا).
شهدت الثمانينيات أيضا توسعا كبيرا في علم الفلك في نطاق الأشعة تحت الحمراء، تحت الأطوال الموجية التي تراها العين المجردة، التي تنبعث عادة من الأجسام الأكثر برودة في النظام الشمسي والكون، مثل النجوم الحمراء، وسحب الغبار، والكويكبات، والمذنبات. وقد شجعت الحرب الباردة تطوير كاشفات الأشعة تحت الحمراء للصواريخ والأقمار الصناعية، بما في ذلك نسخ من جهاز اقتران الشحنات (
CCD ) على رقاقة من السيليكون حلت فيما بعد محل الفيلم في الكاميرات للاستخدام المدني. لكن الأمر استغرق بعض الوقت حتى يتم رفع السرية عن تلك الكواشف لاستخدامها في علوم الفضاء، ولذلك لم يؤت علم الفلك بالأشعة تحت الحمراء ثماره إلا في وقت متأخر عن العمل العالي الطاقة. وفي عام 1983، أطلقت وكالة ناسا القمر الصناعي الفلكي بالأشعة تحت الحمراء، بإسهامات كبيرة من هولندا وبريطانيا. وقد وفر هذا القمر أول مسح في السماء بالكامل للأجسام المرئية في ذلك النطاق، واكتشف العديد من الكويكبات والمذنبات، والنجوم ذات الأقراص المعتمة حولها، والمجرات البعيدة التي تحول ضوءها إلى الأشعة تحت الحمراء من خلال تمدد الكون. أدى نجاح هذا القمر الصناعي إلى سعي وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية الحثيث إلى بناء تليسكوبات الأشعة تحت الحمراء الجديدة التي سيتم إطلاقها في التسعينيات من القرن العشرين وما بعدها.
16
صفحه نامشخص