ومعنى البيت: أن هذه الأجسام أقامها الله تعالى في أماكنها بأمره فقامت على حسب إرادته.
المسألة الثانية (في أن الله تعالى قادر)
حقيقة القادر: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح منه الفعل مع سلامة الأحوال، أفاد هذا في الخلاصة، وهو عند أبي الحسين البصري، وابن الملاحمي من يصح منه الفعل مع سلامة الحال، وهذا بناء منهم أن صدور الفعل من الفاعل على سبيل الصحة والإختيار يعلم منه ضرورة أنه يقتضي قادريته، وقد أورد على الحد الأول أسئلة ذكرها في شرح الخلاصة وفي غيرها من المطولات يطلبها من أرادها.
وعدنا فقلنا أن ذا العرش قادر .... لصحة فعل منه في البر والبحر
ولما رأينا الشاهدين تخالفا .... عرفنا يقينا أن ذاك(1) لذي الأمر
وأن وجود الفعل فرع لصحة .... وقد وجد الفعل الحكيم بلانكر
فصح لنا أن المهيمن قادر .... لأفعاله اللاتي على نسق تجري
قوله: (بصحة فعل... إلخ): إعلم أن للصحة معان: أحدها: صحة في مقابلة الإستحالة، يقال: العالم يستحيل وجوده فيما لم يزل، ويصح وجوده فيما لا يزال، أي ليس بمستحيل.
صفحه ۱۵