فهز الملك منكبيه بامتعاض وقال: وما الذي تريدين قوله أيتها الملكة؟
فقالت بهدوء: لقد دعوت خنوم حتب إلى مقابلتي إجابة لرجائه واستمعت ...
ولكنه لم يدعها تتم حديثها، وقال بغضب: أهكذا فعل الرجل؟
فقالت بارتياع: نعم .. هل تجد في سلوكه ما يستأهل غضبك؟
فقال وكأنه يزأر: بغير شك .. بغير شك .. إنه رجل عنيد، ويأبى أن ينزل عند إرادتي، وأنا أعلم أنه نفذ أمري كارها، وأنه يتربص بي لعله ينجح في إلغائه مستعينا تارة بالرجاء، وقد رفضت أن أصغي إليه، وتارة بدفع الكهنة إلى تقديم الالتماسات كما دفعهم من قبل إلى الهتاف باسمه الحقير .. إن الرجل الماكر يندفع كالأعمى في طريق خصامي.
فهالها ظنه وقالت: أنت تسيء الظن بالرجل، أما أنا فأعتقد أنه من أعظم الرجال إخلاصا للعرش، وأنه حكيم يتوخى الوئام .. أليس من الطبيعي أن يحزن الرجل لفقدان امتيازات كسبتها طائفته في ظل عطف أجدادنا؟
واحتدم الغيظ في قلب الملك، لأنه لم يكن يجد عذرا لإنسان ألا يصدع بأمره في السر والعلانية، ولا يحتمل بأية حال أن يرى إنسان غير ما يرى.
فقال ممتعضا بلهجة تشف عن السخرية المريرة: أرى أن هذا الداهية استطاع أن يغير رأيك أيتها الملكة.
فقالت باستياء: لم يتجه رأيي قط إلى نزع أملاك المعابد، ولا أجد ضرورة لذلك.
فعاود الغضب الملك وقال لها بعنف: أيسيئك أن تزداد ثروتنا؟
صفحه نامشخص