قال الله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (١) أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ﵃ لتذكير ضمير عنكم وما بعده، وقيل نزلت في نسائه ﷺ لقوله سبحانه: ﴿واذكرن ما يتلى في بيوتكن﴾ (٢) ونسب إلى ابن عباس. وقيل المراد النبي ﷺ وحده. وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت في خمسة النبي ﷺ وعلي وفاطمة والحسن والحسين ﵃. وذهب الثعلبي إلى إن المراد من أهل البيت جميع بني هاشم والمراد من الرجس الإثم والشك في ما يجب الإيمان به وتحريمهم على النار. وثبت في بعض الطرق لما نزلت هذه الآية: ﴿ندع أبناءنا وأبناءكم﴾ (٣) دعاهم ﷺ فاحتضن الحسين وأخذ بيده الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفها، فعلم أنهم المراد من الآية. وعن المسور بن مخرمة أن رسول الله ﷺ قال: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني» وفي رواية: «يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها». وعن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله ﷺ في طائفة من النهار حتى أتى خباء فاطمة فقال: «أثم لكع أثم لكع»، يعني حسنا، فلم يلبث أن جاءه يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله ﷺ: «اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه» وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ﷺ: "إني تارك فيكم ثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض وانظروا كيف تخلفوني فيهما" وعنه إن رسول الله ﷺ قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين ﵃: "أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم". وسئلت عائشة أي الناس كان أحب إلى رسول الله ﷺ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها. وعن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا» وعن علي: الحسن أشبه برسول الله ﷺ ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه برسول الله ﷺ ما كان أسفل من ذلك. وعن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي ﷺ من الحسن بن علي. وقال في الحسين أيضا كان أشبههم برسول الله ﷺ. وعن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ حاملا حسن بن علي على عاتقه فقال: رجل نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي ﷺ: "ونعم الراكب هو". وعن عائشة ﵂ في قصة تحري الناس بهداياهم يوم عائشة أنه قال ﷺ لأم سلمة: «لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة» قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.
_________
(١) الأحزاب: ٣٣
(٢) الأحزاب: ٣٤
(٣) آل عمران: ٦١
1 / 19