رد جمیل
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
ژانرها
صرح بأن أحدا لا يعرفه إلا الإله، فحينئذ يكون منكرا على السائل الطالب رؤية الإله، بقوله: «لي معكم كل هذا الزمن ولم تعرفني وأنا إنسان».
مع أن معرفة الإنسان ممكنة، فكيف تتصور أن تعرف الإله الذي لا
تتصور معرفته بحاسة البصر، ولا يتبين كنه حقيقته بالأجناس والفصول، ثم عدل عن ذلك مبينا أن الإله إنما تطلب معرفته ليكون المكلف واثقا/ بأن هذه الأحكام صادرة منه، فقال: «من رآني فقد رأى الأب». أي أنا عنه أخبر، ثم أوضح ذلك بقوله: «وهذا الكلام الذي أتكلم به، ليس هو من عندي». ثم لم يقتصر على نسبة الكلام إلى الله عز وجل، فقال: «بل أبي الذي هو حال في يفعل هذه الأفعال». ثم ساق نفسه بالكلام على حد ما أول.
[شبهة لفظية] «1»
بقيت لهم شبهة لفظية، وقعت لبعضهم ظنا منه أن الكلمة حيث ما أطلقت يجب أن يكون المراد منها عين ما اصطلحوا عليه في أقانيمهم لتصحيح ما يتعذر عليهم إرادة ظاهرة المتعدد/ بالذات. وهذا وهم عظيم، وعماية خيلت له أن هذا الاصطلاح الذي حملهم ما أشرنا إليه من الضرورة على أن ما قالوا به يجب أن يكون مرادا لأهل كل شريعة.
فلذلك استدل على إلهية عيسى عليه السلام، بما ورد في الكتاب العزيز، وهو قوله جل من قائل: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم «2».
صفحه ۸۹