رد بر زنادقه و جهمیة

احمد بن حنبل d. 241 AH
65

رد بر زنادقه و جهمیة

الرد على الزنادقة والجهمية

پژوهشگر

صبري بن سلامة شاهين

ناشر

دار الثبات للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

فأنكروا: أن كانوا مشركين. وقال في آية أخرى: ﴿وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢] . فشكوا في القرآن، وزعموا أنه متناقض١.

١ قال الشيخ الشنقيطي ﵀: قوله تعالى: ﴿وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢] هذه الآية تدل على أن الكفار لا يكتمون من خبرهم شيئًا يوم القيامة، وقد جاءت آيات أُخر تدل على خلاف ذلك كقوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣] وقوله تعالى: ﴿فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ﴾ [النحل: ٢٨] وقوله: ﴿بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا﴾ [غافر: ٧٤] . ووجه الجمع في ذلك هو ما بَيَّنه ابن عباس ﵄ لما سئل عن قوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣] مع قوله: ﴿وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ وهو أن ألسنتهم تقول: والله ربنا ما كنا مشركين، فيختم الله على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. فكتم الحق باعتبار اللسان، وعدمه باعتبار الأيدي والأرجل، وهذا الجمع يشير إليه قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: ٦٥] . وأجاب بعض العلماء بتعدد الأماكن، فيكتمون في وقت ولا يكتمون في وقت آخر، والعلم عند الله تعالى. انظر: دفع إيهام الاضطراب "٥٧/١٠، ٥٨".

شك الزنادقة في قوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ ... أما قوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣] وذلك أن هؤلاء المشركين إذا رأوا ما يتجاوز الله عن أهل التوحيد يقول بعضهم لبعض: إذا سألنا نقول: لم نكن مشركين٢، فلما جمعهم الله، وجمع

٢ قال السيوطي ﵀: وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ قال: قول أهل الشرك حين رأوا الذنوب تغفر، ولا يغفر الله لمشرك: ﴿انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى

1 / 72