رد بر زنادقه و جهمیة

احمد بن حنبل d. 241 AH
110

رد بر زنادقه و جهمیة

الرد على الزنادقة والجهمية

پژوهشگر

صبري بن سلامة شاهين

ناشر

دار الثبات للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

الرد على الجهمية في تسمية القرآن شيئا ... فقلنا: إن الله في القرآن لم يسم كلامه شيئًا إنما سمى شيئًا الذي كان بقوله: ألم تسمع إلى قوله ﵎: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ﴾ [النحل: ٤٠] . فالشيء ليس قوله: إنما الشيء الذي كان بقوله. وفي آية أخرى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا﴾ [يس: ٨٢] . فالشيء ليس هو أمره، إنما الشيء الذي كان بأمره. ومن الأعلام والدلالات أنه لا يعني كلامه مع الأشياء المخلوقة قال الله للريح التي أرسلها على عاد: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾ [الأحقاف: ٢٥] . وقد أتت تلك الريح على أشياء لم تدمرها، منازلهم، ومساكنهم، والجبال التي بحضرتهم، فأتت عليها تلك الريح ولم تدمرها. وقال: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ﴾ . فكذلك إذا قال: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٠٢] لا يعني نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة. وقال لملكة سبأ: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٢٣] . قد كان ملك سليمان شيئًا ولم تؤته، وكذلك إذا قال: ﴿خَاَلِقُ

1 / 115