وزعمتم أنه لا يصلح حسن بن حسن أن يكون إماما لأنه طفل صغير، ثم نصبتم الأطفال، وزعمتم أنهم أئمة، وهما أصغر سنا من حسن بن حسن وكيف - ويحكم - يكون طفل إمام المسلمين ؟! وليس في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، ولا حكم الإسلام أن يصلى خلف طفل، ولا تؤكل ذبيحته، ولا تقبل شهادته، ولا يجوز بيعه ولا شرآؤه ولا نكاحه، ولا يؤمن على ماله، فمن لم يؤمن على هذه الأشياء، ولا تأمنه على ألف درهم أو أقل أو أكثر، فكيف يأمنه الله على أحكام دينه، ودماء عباده، وفروجهم ؟! ويقيمه مقام الأنبياء ؟! لقوله تبارك وتعالى :{حجة بالغة}. فلا تكون الحجة لله في أرضه إلا عند بلوغه .
وقوله تبارك وتعالى في الأطفال اليتامى :{حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} [النساء:6]. فيا عجبا ممن لم يأمنه الله على ماله إلا عند بلوغه فكيف يأمنه على خلافته ؟!
وقد رويتم وروينا أن جعفر بن أبي طالب جلس بين يدي النجاشي فقرأ آية من الإنجيل ففهمها جعفر فضحك، فغضب النجاشي ! فقال: يا جعفر أبكتاب الله تهزأ ؟! والله إن الله أنزل على موسى في التوراة، وعلى داود في الزبور، وعلى عيسى في الإنجيل، وعلى نبيئك في القرآن (أن إذا ولي الخلائق الأطفال نزلت عليهم من السماء لعنة، أو أفرغت عليهم من السماء لعنة) فكيف - ويحكم - يكون الطفل إمام المسلمين .
وإن زعمت الروافض بأن يحيى بن زكريا كان صبيا وكان نبيئا !
يقال لهم: أحكم الأنبياء وحكم الأئمة واحد ؟
فإن قالوا : نعم .
صفحه ۴۰۴