[صفة الإمام]
ولا يكون حجة إلا داعيا إلى الله مجتهدا، زاهدا فيما في أيديكم، عالما بحلال الله وحرامه، أقوم خلق الله، وأبصره بدينه، وأرأفه بالرعية، وأقومه لدين الله، أمين الله في أرضه، صادق اللسان، سخي النفس، راغبا فيما عند الله، زاهدا في الدنيا، مشتاقا إلى لقاء الله.
فإن زعموا: أن هذا في صاحبهم.
يقال لهم: أوليس إظهار التقية استبقاء على نفسه من الموت، ورغبة في دار الدنيا، على أن يترك فيها، ولا يفطن له فيقتل ؟ فليس هذا الزهد، ولا الرغبة، إذ أظهر من نفسه خلاف ما يعلم من الحق. فسبحان الله ما أبين تكذيب دعواكم! وأبطل قولكم! وعبث ما أنتم فيه ! إذ نرى فيكم ضعفاء فقراء محاويج، من شيخ ضعيف، أو أرملة ضعيفة، أو يتيم طفل، أو مديون مغموم، أو غريب محتاج إلى النكاح، أو فقير محتاج لا حيلة له، ولا مبيت عنده، وزعمتم أنه يعرف مكانكم، ويرى أفاعيلكم، ويعلم حالكم، أو ليس عليه أن يغير حالكم، ويفرج على مغمومكم، ويقضي عن مديونكم ؟! إذ زعمتم أنه قام مقام النبيئين.
صفحه ۴۱۴